إذا كان الحديث عن الارتفاع الفاحش الذي شهدته أسعار السردين في وقت سابق، ولازال لحد الآن، حيث أن سعره لا يقل عن 200 دج، أو 150 دج في أحسن الأحوال، في بلد يتمتع بأكثر من 1200 كلم كشريط ساحلي فقط، قد أثار الكثير من التساؤلات في وقت سابق، فإنه بحلول فصل الشتاء، يعود الحديث مرة أخرى عن الارتفاع الجنوني في أسعار الحمضيات التي يقبل الجزائريون عليها بكثرها لدواع استهلاكية وعلاجية وعلى رأسها البرتقال والمندرين، والتي تشهد بدورها ارتفاعا ملفتا، رغم أن الجزائر تتمتع أيضا بسهل طويل عريض مخصص لزراعة هذا النوع من الفاكهة بالذات هو ما يصطلح عليه بسهل متيجة، فيما أن أسعار المندرين وصلت إلى نحو 200 دج للأنواع الجيدة، وما بين 180 إلى 120 دج للعادية منها، أما البرتقال فقد وصل سعر الجيدة منها إلى حوالي 160 دج، وبما أن هذين النوعين يعتبران من أكثر أنواع الفاكهة التي يكثر عليها الطلب من طرف الجزائريين خلال فصل الشتاء، فإن كثيرين لم يفهموا السر وراء الارتفاع الجنوني لأسعارها، الذي ليس متاحا للعائلات البسيطة والفقيرة، ممن قد لا يمكنها اقتناء كيلوغرام واحد بسبب هذا السعر، ولا يكفيها هذا الكيلوغرام إن كانت عائلة كثيرة الأفراد، الأمر الذي حتم على الكثيرين الاستغناء عنها، أو على الأقل الانتظار إلى غاية انخفاض أسعارها، ووصولها إلى مستوى جيوب المواطنين البسطاء، وطبعا لا يمكن الحديث عن الأسعار التي نجدها في المحلات آو الأسواق المتواجدة بالأحياء الراقية والتي قد تصل إلى أضعاف مضاعفة، لاسيما وأن الأنواع قد تكون أكثر جودة وذات نوعية· ويقول بعض المواطنين، إنه وخلال الأيام التي تلت عيد الأضحى المبارك، قفزت أسعار الفاكهة عموما إلى مستويات عالية، دون أن يفهموا السبب من وراء ذلك، ورغم أن كميات كبيرة من المندرين والبرتقال معروضة بمختلف الأسواق إلا أن الأسعار لا زالت تتجاوز ال100 دج، فيما أن التي تكون معروضة بأسعار اقل، تكون اقل جودة، واغلبها حامضة كثيرا ولا يمكن تناولها بالمرة، وتكون أسعارها ما بين 70 إلى 80 دج· وتجدر الإشارة إلى أن عددا كبيرا من الجزائريين يفضل استهلاك البرتقال والمندرين بكثرة في الشتاء وذلك نظرا لغناها بأنواع شتى من الفيتامينات، وكذا عمله على زيادة مقاومة الجسم ورفع مستواه الصحي ومقاومة الأمراض، حيث تعتبر من الأغذية القوية التي تخلق بعد عملية تمثيلها مادة قلوية في الأنسجة، كما أن للبرتقال فوائد منشطة للدورة الدموية وتعمل كذلك على زيادة امتصاص الحديد مما يؤدي إلى رفع معدل مستوى الحديد في الدم مما يساعد في النشاط والحيوية· وللبرتقال فوائد جيدة كعلاج فعال في حالة الرشح والأنفلونزا ويحتوي البرتقال على 80% من وزنه ماء وحوالي 2% دهون وحوالي 10% ألياف و5% مواد معدنية وأحماض وحوالي 3% سكريات وفيتامينات· ويوجد في البرتقال أملاح معدنية مثل الكبريت والفوسفور والكالسيوم ونحاس وفيتامين سي وفيتامين بي1 وبي 2، يساعد البرتقال على تثبيت الكلس في العظام وهو مقاوم لأمراض البرد ويساعد على حماية الأسنان من التسوس، ومن فوائد البرتقال أنه ينشط الدورة الدموية ويقوي الكبد· وقد توصلت دراسة إلى أن شرب نصف كوب من البرتقال كل صباح يساعد في الوقاية من السكتات الدماغية، فضلا عن دوره المعروف في المحافظة على صحة وسلامة القلب وتقليل ضغط الدم وكونه مصدرا مثاليا للكالسيوم والفوليت والبوتاسيوم· وأشار باحثو معهد بحوث الصحة العامة بفنلندا إلى أن الآثار الوقائية لعصير البرتقال تعود إلى غناه بفيتامين سي الذي يعتبر من أقوى مضادات الأكسدة التي تخلص الجسم من السموم والجزيئات الضارة المؤذية للخلايا·