وصلت أسعار السمك بالعاصمة إلى مستويات قياسية في المدة الأخيرة، حيث قفزت سعر السردين إلى 350 دج للكيلوغرام الواحد، وهو رقم قياسي لم يكن متوقعا في وقت تعزز فيه القطاع باستثمارات كبيرة ودخول متعاملين اقتصاديين الميدان، فضلا عن برامج الدعم الموجه للشباب الراغب في الاستثمار في ميدان الصيد البحري، الأمر الذي أثار تساؤل المواطنين عن سر هذا الارتفاع في الأسعار إلى درجة أن صار السمك العادي يضاهي سائر اللحوم البيضاء. شهدت أسعار السمك مؤخرا ومنذ حلول فصل الشتاء ارتفاعا جنونيا في الأسعار جعلت هذه المادة في غير متناول من اعتادوا استهلاكها لما أضحت عليه من غلاء فاحش والتهاب في أسعارها، وفي السياق ذاته تعرف بعض الأنواع من الأسماك ندرة حادة عبر مختلف المسمكات والأسواق مما جعل أسعارها ترتفع بشكل مذهل كما هو الحال بالنسبة للسمك" الروجي" الأمر الذي أثار تساؤل المواطنين عن سر هذا الارتفاع في الأسعار إلى درجة أن صار السمك العادي يضاهي سائر اللحوم البيضاء ، وذكر صيادون في حديث خصوا به » صوت الأحرار«أن المضاربة وراء هذا الارتفاع الجنوني فضلا عن خلفيات أخرى مردها التقلبات الجوية التي حالت دون تمكين الصيادين من المغامرة ودخول البحر . جولة بأسواق العاصمة وقفنا من خلالها على انطباعات بعض المواطنين الذين أعربوا عن استغرابهم حول غلاء أسعار الأسماك خاصة السردين مطالبين الجهات المسؤولة بالحد من موجة الغلاء الذي تشهدها الثروة السمكية ، حيث أعرب أحد المواطنين عن انزعاجه من ارتفاع أسعار الأسماك وقال أن الأسعار مرتفعة جدا مقارنة بالأشهر الماضية، وأشار إلى أن أسعار السمك تفوق الوصف خاصة بالعاصمة حيث وصل سعر السردين إلى 300 دج . من جهته، قالت المواطنة أن هناك ارتفاعا كبيرا في أسعار الأسماك بشكل ملحوظ من دون أن تكون هناك رقابة الجهات المسؤولة، مؤكدة أن كل بائع يبيع حسب مزاجه حيث يختلف سعر السردين مثلا من منطقة إلى أخرى بالعاصمة، وتضيف المتحدثة "إنني كمستهلكة أنتظر دائما من تجار السمك خفض الأسعار، ومراعاة المستهلك الذي يعتبر السمك من أهم مكونات الوجبات الغذائية للعائلات الجزائرية ، لما يتمتع به من مكونات غذائية مهمة، ولهذا يجب وضع رقابة على أسعارها حتى لا يتم استغلال المواطنين من طرف التجار الذين يسعون دائما إلى تحقيق الأرباح، ولو على حساب المستهلك، وهذا ما يجعلني أطالب بتشديد الرقابة على سوق السمك، وعدم ترك التجار يقومون بتحديد الأسعار على أهوائهم، لأنه من غير المقبول أن يكون التاجر خصما وحكما في نفس الوقت تحت أي مبرر ". وطالب المواطن آخر بتشديد الرقابة على بيع السمك، لأن الأسعار تشهد تزايداً مستمراً. وقال إنه استغرب من تراجع الكميات المعروضة منه في المدة الأخيرة وارتفاع سعر السردين الذي أصبح يتنافس مع اللحوم البيضاء على حد قوله وحمل نفس المتحدث الباعة مسؤولية غلاء أسعار الأسماك «إذ يستغل كثيرون منهم تزايد الطلب عليها، في ظل تراجع الكميات المعروضة منها، لتحقيق مكاسب مالية على حساب المشترين». ومن جانب آخر فإن البعض من المواطنين ذكروا أن غلاء الأسعار جعلت الكثيرين يقبلون على شراء الأسماك المجمدة بكل أنواعها ، وأرجع سبب التهاب أسعار السمك وبالتحديد السردين إلى الكمية القليلة التي تزود بها السوق. صاحب محل لبيع لحوم الأسماك المستوردة ببلدية الجزائر الوسطى قال :" نحن نعرض في هذا المحل أنواع عديدة من لحوم الأسماك المجمدة والتي وصلت إلى أسواقنا من دول مختلفة وخلال الفترة الماضية ارتفعت اللحوم الحمراء لدى القصابين في محلات البيع ووصلت إلى أسعار خيالية في كثير من أسواقنا ولكون مادة اللحم مهمة اتجه المواطن إلى شراء لحوم الأسماك المستوردة خصوصا وأن أسعارها بدأت تناسب الإمكانيات المادية ".