يتخوف الكثيرون من تناول المشروبات الباردة في فصل الشتاء، ويعتقدون أنها قد تكون سببا رئيسا في إصابتهم بالمرض، لاسيما عندما تكون الأجواء باردة، ولذلك فهم يفضلون المشروبات الساخنة المختلفة، المحضرة من الأعشاب الطبية المعروفة كالزنجبيل والقرفة والينسون والنعناع وغريها، إضافة إلى الشاي والقهوة والحليب الساخن وما شابه، التي بدورها تساهم كثيرا في وقاية الجسم من الأمراض، وفي منحه الشعور بالدفء، غير أن أما أثبتته الدراسات الحديثة، مخالف تماما لهذا الاعتقاد، حيث أكدت دراسات عديدة، أن شرب السوائل الباردة يسهم في تضييق الأوعية الدموية وشعيراتها الموجودة في الأطراف (الذراعين والساقين والأصابع)، وبالتالي يحدث تدفق في الدم إلى الجسم الداخلي والأعضاء الداخلية، مما يحدث الشعور بالدفء، كما أنها تسبب انكماش المعدة بما يقل من الجوع. بينما يرافق تناول المشروبات الساخنة شعور مؤقت بالتدفئة لفترة 20 - 25 دقيقة، لكنها تسبب توسعة أوعية الدم بما يسرب الدماء للأطراف، مما يفسر احتياج الشخص للطعام والسكريات للحصول على مزيد من الدفء وهو ما يزيد الوزن. لذلك ينصح الخبراء بالتدرب على شرب الماء والمشروبات الباردة في فصل الشتاء وعدم الخوف، فهي تسهم في تدفئة الجسم وتحد من الجوع الناتج من البرد بما يقي من زيادة الوزن. هذا إلى جانب الحرص على تناول الأغذية المقاومة للبرد، مثل الليمون والطماطم والبطاطا لاحتوائها على نسبة عالية من موانع الأكسدة ومركبات"البيتاكاماروتين" وفيتامين "ج". كذلك شوربة العدس لأنها تحتوي على نسبة عالية من البروتين، ويفضل إضافة عناصر، مثل الليمون والبهارات لإمداد الجسم بالطاقة والسعرات الحرارية، وشوربة الدجاج التي تساعد كثيرا على مقاومة مختلف أنواع الفيروسات المسببة للزكام وطرد البلغم مع إحتوائها على بعض من قطع البطل والثوم الذي يعد من أكثر النباتات مقاومة للبكتيريا والفطريات، وثبتت فعاليته في مقاومة البرد والعدوى من الأمراض الأخرى مثل السرطان. وتأتي الأملاح والفيتامينات في مرتبة مهمة كذلك لوقاية الجسم ومكافحة البرد لدورها المهم في تنشيط الخلايا وتغذيتها، كما أن الجسم يحتاجها بكل أنواعه، ولذلك ينصح بتناول ثمار الفاكهة والطازجة يومياًً، وذلك لضمان الحصول على جهاز مناعة قوي وصحي. من جهة أخرى فان للأعشاب الطبية مفعول قوي جدا في مقاومة البرد وعلى رأس هذه الأعشاب، اليانسون الذي أكد الباحثون له القدرة على علاج البرد بشكل عام، مثل السعال والتهاب الفم والحنجرة، ومشاكل سوء الهضم وفقدان الشهية، كما أنه مهدئ للأعصاب ومسكن للمغص. ويعتبر اليانسون من الأعشاب الجيدة التي تستخدم في طرد البلغم، كما أنه مفيد في بعض أنواع الصداع وضيق التنفس ومنبه قوي للجهاز الهضمي، بالإضافة إلى أنه فاتح للشهية ويساعد في إزالة انتفاخ البطن. كما أظهرت دراسة علمية حديثة أن تناول الثوم بشكل منتظم يوميا يقلل خطر الإصابة بنزلات البرد، وذلك لإحتوائه على مادة ''الكين'' الفعالة في حماية الجسم، وأجريت الدراسة على مجموعة من الأفراد خلال فصل الشتاء الذي تكثر فيه الإصابة بنزلات البرد، مما أدى إلى انخفاض نسبة الإصابة بنزلات البرد. وتوصلت دراستان بريطانيتان إلي أن وضع ملعقة من الفلفل المسحوق في كأس من الماء ثم غليه لمدة 10 دقائق، ثم تحليته بالسكر، حيث يؤخذ ساخناً، وهو ما يؤدي إلي العرق بشكل غزير مما يجعله علاجاً فعالاً للرشح ونزلات البرد، كما أن تناول الخس بصورة دائمة يؤدي إلي تهدئة الأعصاب وتقوية النظر، حيث يحتوي علي فيتامين '' A'' الذي يحمي البشرة ويقوي الخلايا والنظر ومجموعة فيتامينات '' B'' التي تغذي الجهاز العصبي وتعمل علي تهدئة الأعصاب والعضلات.