يعاني سكان بلدية النّاصرية الواقعة شرق ولاية بومرداس، من مشاكل عديدة نغّصت حياتهم اليومية وحوّلتها إلى جحيم حقيقي في ظلّ انعدام ظروف التنمية المحلّية بمنطقتهم الجبلية التي تغيب فيها مختلف المرافق والضروريات التي من شأنها رفع مظاهر العزلة والتهميش عنها، ما أدّى إلى عزل المنطقة أكثر وإبعادها عن أعين المسؤولين الذين اكتفوا حسب تعبير السكان بتقديم الوعود ومعاينة بعض المناطق بين الفينة والأخرى، في ظل ارتفاع نسب البطالة بين الشباب. حيث سجّلت البطالبة أرقاما مخيفة بسبب غياب برامج التنمية التي من شأنها خلق فرص ومناصب العمل وتخليص المنطقة من مظاهر الفقر، إذ لم تستفد البلدية من أيّ مشروع يفتح لها أبواب المستقبل، ما جعل غالبية الشباب يسترزقون من عملهم في القطاع الخاصّ والأعمال الحرّة كصناعة الأحذية، البناء والفلاحة، وهي الأعمال التي لا توفّر لهم حياة كريمة بسبب افتقارهم إلى رؤوس الأموال التي تحميهم من الأزمات. الزّائر لهذه البلدية الجبلية يلمس لا محالة البؤس والركود اللذين يطبعان المنطقة، حيث يؤكّد سكانها أنها لا تختلف عن القرية إلاّ في وجود مقرّ للبلدية يستخرجون منها وثائقهم الرّسمية، خاصّة وأنهم يضطرّون للتنقّل إلى المناطق المجاورة لقضاء حاجياتهم كبلديتي برج منايل ويسّر.. القلب النّابض لقرى بلدية النّاصرية التي يفوق عددها العشر، وتشهد هي الأخرى مشاكل العزلة واهتراء الطرقات وغياب النّقل في بعض المناطق، ممّا جعل سكانها يعيشون حياة أقرب إلى البدائية منها إلى حياة التحضّر. وما حزّ في نفوس السكان أكثر هو عدم توفّر مياه الشرب، وإن وجدت فالمنابع بعيدة، ورغم توفّر شبكة المياه في معظم المناطق التابعة لها إلاّ أن الحنفيات لا تزورها المياه إلاّ مرّة واحدة في الأسبوع أو في الشهر، ليبقى السكان طيلة الأيّام الأخرى ينتظرون ساعة الفرج. ويبقى سكان قرى بلدية النّاصرية يأملون في التفات المسؤولين إلى مشاكلهم التي لا تعدّ ولا تحصى بغية إيجاد حلول عاجلة لهم من شأنها إخراجهم من قوقعة العزلة التي يقبعون فيها منذ زمن طويل.