يعاني سكان بلدية «عمال» الواقعة جنوب شرق ولاية بومرداس، من مشاكل عديدة نغصت حياتهم اليومية وحولتها إلى جحيم حقيقي في ظل انعدام ظروف التنمية المحلية بمنطقتهم الجبلية التي تغيب فيها مختلف المرافق والضروريات التي من شأنها رفع مظاهر العزلة والتهميش عنها. وقد أدى تجاوز البلدية للطريق الوطني رقم «5» واختراقه لها، إلى عزلة المنطقة أكثر وإبعادها عن أعين المسؤولين الذين اكتفوا -حسب تعبير السكان- بتقديم الوعود ومعاينة بعض المناطق بين الفينة والأخرى، في ظل ارتفاع نسب البطالة بين الشباب بأرقام مخيفة بسبب غياب برامج التنمية التي من شأنها خلق فرص ومناصب العمل وتخليص المنطقة من مظاهر الفقر، إذ لم تستفد بلديتهم من أي مشروع يفتح لها أبواب المستقبل وجعل غالبية الشباب يسترزقون من عملهم في القطاع الخاص والأعمال الحرة كصناعة الأحذية، البناء والفلاحة، وهي الأعمال التي لا توفر لهم حياة كريمة بسبب افتقارهم لرؤوس الأموال التي تحميهم من الأزمات، فالزائر لهذه البلدية الجبلية يلمس لا محالة حياة البؤس والركود اللتان تطبعان المنطقة، حيث يؤكد سكانها أنها لا تختلف عن القرية إلا في وجود مقر للبلدية، يستخرجون منها وثائقهم الرسمية خاصة وأنهم يضطرون للتنقل إلى المناطق المجاورة لقضاء حاجياتهم كبلدية «الأخضرية» الحدودية أو بلدية «بني عمران» القلب النابض لقرى بلدية «عمال» التي يفوق عددها العشرة والتي تشهد هي الأخرى مشاكل العزلة ولامبالاة المسؤولين بسبب اهتراء طرقها وغياب النقل ببعض المناطق كمنطقتي «بواسماعيل» و«بني عثمان»، مما جعل سكانها يعيشون حياة أقرب إلى البدائية منها إلى حياة التحضر، وما حز في نفوس السكان عدم توفر مياه الشرب وإن وجدت فالمنابع بعيدة، مثل منبع "عين السلطان" الذي يستسقي منه سكان " أيث دحمان"، ورغم توفر شبكة المياه في معظم المناطق التابعة لها إلا أن الحنفيات لا تزورها المياه إلا مرة واحدة في الأسبوع أو في الشهر، ليبقى السكان طيلة الأيام الأخرى ينتظرون ساعة الفرج، وبين هذا وذاك فان سوء التسيير لبعض المشاريع التنموية البسيطة ساهمت في قطع الثقة، حيث أكد السكان أنهم لم يستفيد من شيء لاسيما وأن السلطات اختارت مكانا غير مناسب لإنجاز مشروع 100 محل، وفضلت بناء المشروع بقرية "أيت عبد الهادي" التي لا يتجاوز عدد سكانها 500 فرد في مقابل 10 محلات.