قالت مصادر مطّلعة إن من يسمّون أنفسهم بالثوّار في ليبيا لم ينجحوا حتى الآن في توقيف رئيس جهاز المخابرات اللّيبي في عهد العقيد المغدور به معمّر القذافي، وأن إعلانهم بأنهم قد اعتقلوه مجرّد كذبة كبيرة، حيث ما يزال عبد اللّه السنوسي حرّا طليقا يشكّل تهديدا كبيرا لعصابات ما يسمّى بالمجلس الانتقالي المدعوم من (النّاتو)· وحسب المصادر المطّلعة فإن الكذبة التي أطلقها (مقاتلو المجلس الانتقالي) قبل بضعة أيّام وزعموا فيها أنهم اعتقلوا عبد اللّه السنوسي، رئيس مخابرات القذافي، دون أن يقدّموا صورة أو دليلا واحدا يسند كذبتهم كان هدفها دفع السنوسي إلى استخدام وسيلة اتّصال ما لتكذيب الخبر، ومن ثمّة تحديد مكان تواجده بهدف توقيفه فعليا، وهو ما يكون قد تفطّن إليه الرجل القوي في النّظام السابق الذي يواصل (تدويخ) المجلس الانتقالي اللّيبي، ويبدو أنه من الصّعب جدّا عليهم توقيفه· وكان المدّعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو قد ذكر أنه يبدو أن عبد اللّه السنوسي رئيس جهاز المخابرات اللّيبي في عهد معمّر القذافي لم يعتقل حتى الآن· وعزّز تصريح أوكامبو شكوك تزايدت منذ أن قال رئيس الوزراء اللّيبي المكلّف عبد الرحيم الكيب إنه بحاجة إلى التأكّد ممّا إذا كان السنوسي اعتقل فعلا، وصرّح أوكامبو: (ما فهمته هو أنه لم يلق القبض عليه). وفي وقت لاحق بدا أن رئيس المجلس الوطني الانتقالي اللّيبي مصطفى عبد الجليل يؤكّد أن السنوسي ما زال مطلق السراح، حيث قال للصحفيين بعد ثلاثة أيّام من الإعلان عن اعتقال رئيس المخابرات السابق: (ليس لديّ أيّ تأكيد للقبض على عبد اللّه السنوسي). وكان مسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي قد زعموا يوم الأحد الماضي أن السنوسي اعتقل في اليوم التالي لاعتقال سيف الإسلام القذافي، نجل العقيد المغتال، في نفس المنطقة الصحراوية بجنوب البلاد·