أثارت الهزة الأرضية التي عاشتها العاصمة الأسبوع الماضي، وقدرت قوتها ب3.4 على سلم ريشتر ومركزها بنواحي مدينة الدويرة، مخاوف الجزائريين من تكرار سيناريو زلزال ماي 2003، الذي تسبب في خسائر مادية وبشرية كبيرة، إلى درجة أنه وبعد نحو أسبوع كامل، لا زال البعض منهم يتحدث عن الهزة الأرضية، وإن كان البعض لم يشعر بها، فيما أن من أحسوا بالهزة، لكونهم كانوا مستيقظين في الوقت الذي وقعت فيه في حدود الساعة الرابعة والنصف صباحا، أكدوا أنهم شعروا فعلا بالرعب والخوف، خصوصا وأن صوتا مخيفا سبق الهزة بأجزاء صغيرة من الثانية، تماما مثلما حدث مع زلزال بومرداس سنة 2003· وعلى هذا تباينت ردود أفعال المواطنين وتفسيراتهم، بين من قالوا أنهم لم يتوقعوا أبدا ولم يكونوا مدركين أنه يمكن وقوع هزة أرضية في موسم البرد والأمطار، لاعتقادهم الشائع بأن الهزات الأرضية تكون في الوقت الذي تكون فيه درجات الحرارة عالية جدا، وفي أشهر معينة ومحددة، وهو الرأي الذي ذهبت إليه إحدى المواطنات، التي قالت أنها شعرت فعلا بالخوف، خصوصا وأن زلزال بومرداس لا زال في أذهان الكثير من الجزائريين، وإضافة إلى ذلك، فإن قوة الهزة وإن قدرت في واقع الأمر بثلاث درجات على سلم ريشتر إلا أنها شعرت بها جيدا، كونها تقطن في عمارة جديدة من الأحياء السكنية الجديدة التي بنيت مؤخرا فقط، وأضافت أن أول ما تبادر إلى ذهنها، هو احتمال سقوط العمارة على رؤوس قاطنيها، وعودة صور الدمار والفوضى والدماء والموت التي عاشتها الجزائر خلال الزلزال العنيف الذي ضرب مدينة بومدراس قبل نحو 8 سنوات تقريبا، وخلف آلاف الضحايا، وملايير من الخسائر المادية، كان سقوط عمارات وبنايات أغلبها كان حينها مدشنا حديثا، السبب الرئيسي ورائها، بفعل الغش في مواد البناء المستعملة، وتورط عدد من المقاولين في استعمال مواد بناء مغشوشة، وفي إنقاص مادة الحديد وغيرها من الأسباب التي جعلت أساسات تلك العمارات هشة لم تصمد أمام الهزة العنيفة آنذاك· هذا الاحتمال بدا بعيدا نوعا ما عن إحدى السيدات التي أضافت أنه وحسب علمنا فإن كافة العمارات الجديدة تم بناؤها وفق نظام مضاد للزلازل، وبالتالي فمن المستبعد إلا بما قدر الله سقوط واحدة من هذه العمارات، مؤكدة أن الزلازل بطبيعة الحال تثير المخاوف والعرب في نفس أي كان، فيما أنها تذكير من الله عز وجل وتحذير لنا بضرورة عودتنا إلى الطريق الصواب قبل فوات الأوان، خصوصا مع تزايد مظاهر الخداع و النفاق والغش وكثرة الآفات الاجتماعية والموبقات، وما إلى ذلك، من الظواهر السلبية التي استوجبت غضب الله علينا، وتتطلب منا العودة إلى خالقنا من جديد - تضيف ذات السيدة-، التي دعت الله أن يشملنا بعفوه وفضله، وأن يعم البلاد والعباد بأمنه وخيره· من جهة أخرى، قالت إحدى المواطنات، أنها ومنذ الهزة الأرضية، اتجهت إلى منزل شقيقتها التي تقطن منزلا أرضيا بنواحي الحراش، وهي تقيم عندها منذ تاريخ الهزة، نظرا للرعب الذي عايشته في العمارة التي تقطن بها والمتكونة من 10 طوابق، ولأن سيناريو ما حدث خلال زلزال بومرداس لا زال راسخا في ذهنها، وتأرجح العمارة ذات العشرة طوابق ذات اليمين وذات الشمال خلالها، ونفس الأمر تكرر هذه المرة، وإن كان بدرجة أقل حدة، جعلها تعترف بأنها ارتعبت، وهي متخوفة من هزة ارتدادية ثانية، لا سيما وأنها سمعت أنه من الممكن وقوع هزة أخرى، وأنه احتمال غير مستبعد بالمرة·