شهدت مرحلتا التعليم الابتدائي والمتوسط ببلدية بني سليمان بشرق المدية، تحسنا ملحوظا في توفر العنصر البشري سواء بالنسبة للتأطير التربوي أو الإداري، وهذا عكس واقع مرحلة التعليم الثانوي الذي لا يزال يعاني نقصا فادحا في التأطير الإداري والتربوي، إضافة إلى ظاهرة الاكتظاظ رغم إعادة مرافق الإكمالية الجديدة بثانوية سي أمحمد بوقره إلى الثانوية الأم، بعد تحويل تلامذتها إلى المتوسطة الجديدة كذلك التي فتحت أبوابها بداية الدخول المدرسي 2011 -2012، ومن خلال زيارتنا إلى الثانويتين ألح كل الذين تحدثوا ل(أخبار اليوم) على ضرورة برمجة مؤسسة ثالثة وفي أقرب الآجال لحل المشكل المطروح وبحدة· أقسام ابتدائية غير كافية وقد كانت منطقة بني سليمان تضم قسمين فقط أثناء فترة الاستعمار مخصصين لأبناء المعمرين بكل من سيدي العكروت وبني سليمان، المسماة ب(الفيرمة) أي المزرعة ليضاف إليهما مجمعان مدرسيان الأول، بسوق الأربعاء والثاني بالفيرمة، في إطار برنامج قسنطينة عام1959 من قبل الجنرال ديغول· أما الآن فتضم الناحية الأولى من منطقة بني سليمان، 16مدرسة ابتدائية يؤمها قرابة 2800 تلميذ وتلميذة حسب العوفي بالقاسم مفتش الناحية، وعن المشاكل المسجلة حصرها محدثنا في إمكانية ترميم خمسة أقسام بمدرسة الحي القديم، والذي خصص لها مبلغ 1.7 مليارسنتيم خلال الموسم الدراسي 2010-2011، غير أن العملية لم تنطلق لحد الآن بمبرر عدم كفاية المبلغ المخصص، وبالنسبة لمدرسة عمر بن عبد العزيز بقرية العواوجة ذات الموقع الحدودي بين بني سليمان وبلدية سيدي الربيع، فتحتاج إلى ترميم الساحة الواقعة بأسفل الطريق غير المعبد، أما مدرسة بئر عروس بقرية أولاد بو يحي بأقصى تراب البلدية، فإن تلامذتها يعانون من تسرب المياه نتيجة اهتراء أسقف حجراتها وانقطاع التيار الكهربائي عنها منذ مغادرة رجال الحرس البلدي لأزيد من عامين حسب مديرها· وتعتبر مدرسة بني سليمان الشمالية من أكبر المؤسسات الابتدائية المدشنة عام 1978، يتمدرس بها 506 تلميذ منهم 255 بنتا، ومن بين المشاكل المطروحة وبحدة حسب مديرها وكذا ملاحظتنا، مساكة المطعم المتهرئة وبمعنى الكلمة، رغم ترميمها بمبلغ قدره محدثنا ب178مليون سنتيم بتاريخ 1 - 1 - 2009 ، وما وقفنا عليه إثر سقوط الأمطار مؤخرا يعد كارثة بمعنى الكلمة، بهذا المطعم المدرسي الذي يقدم 506 وجبة يوميا وهذا بفعل تسرب نسبة معتبرة من مياه الأمطار إلى داخله، وفي السياق ذاته أكد ذات المسؤول أنه ووفق المصالح التقنية على مستوى الدائرة فقد اقترحت مصالح دائرة بني سليمان مبلغ مقدر ب 750 مليون سنتيم لإعادة الترميم كل المرافق المهترئة كالمدرجات وجزء من ساحة المدرسة وبعض الجدران إضافة إلى طلائها لأول مرة منذ فتحها عام 1978، غير أن مصالح مديرية التربية لم ترد على المراسلة لحد الساعة، إضافة إلى عدم مراعاة حجم المؤسسات الابتدائية في برمجة هياكل الصرف الصحي، حيث اعتمد فيها قاعدة 7 سواء بالنسبة للمدارس التي يتمدرس فيها أكثر من 500 تلميذ أو التي تضم 80 تلميذا، كما أن دورة المياه الخاصة بالمؤطرين أصبحت غير صالحة تماما للاستعمال· متوسطات لا تناسب أعداد التلاميذ أما بالنسبة للتعليم المتوسط، فتتوفر بلدية بني سليمان على خمس متوسطات بالإضافة إلى متوسطة سيدي الربيع التابعة، يتمدرس بها نحو 2316 تلميذ وتلميذة، ما يعني أن العدد المنتقل إلى السنة أولى ثانوي في آخر السنة الدراسية يكون بحجم ثانوية جديدة من حيث الأفواج التربوية، وحسب المشرفين على تسيير المتوسطات فإن معدل تلامذة القسم الواحد يتراوح بين 25 و30 تلميذا بكل من متوسطتي عميروش والعربي بن مهيدي وبين 35 و40 تلميذ بالنسبة للمتوسطة الجديدة بحي الزبوج أي الزيتون، ومن بين بعض المشاكل المطروحة بهذه المرحلة الافتقار إلى قاعات إضافية تستعمل في التدعيم وكذا بالنسبة للعمال المهنيين صنف 3 وأعوان المخابر رغم توفر المناصب المالية كحال ذات المتوسطة· أما فيما يخص التعليم الثانوي، فلا يزال يشكو عدة نقائص رغم افتتاح ثانوية ثانية قبل أربع سنوات، وبالنسبة لمؤسسة سي أمحمد بوقرة تنفست الصعداء في جانب القضاء على الأفواج التربوية المتنقلة بداية الدخول المدرسي الحالي، بإعادة 18حجرة بيداغوجية إليها، ولكن بدون تأطير إداري وهذا في ظل عدد تلامذتها الواصل إلى 1328 تلميذا منهم 735 بنتا بينهن 105 بالنظام الداخلي، ما جعل براهيمي عبد القادر مدير المؤسسة يصفها بأكبر ثانوية على مستوى الولاية من حيث رقم التلاميذ المتمدرسين، وفيما يخص التأطير التربوي، فيوجد بها خمسة أساتذة مرتبون في خانة الاستخلاف بينهم ثلاثة في الرياضيات وأستاذان بكل من مادتي الفيزياء والفرنسية، فيما أن الكارثة الفعلية تكمن في النقص الكبير في التأطير الإداري، والتسيير مقتصر على مدير المؤسسة بلا ناظر ولا مستشار تربوي، بتعاون طاقم من المساعدين ب50 في المائة من العدد المفروض توفيره بعد فتح الملحقة بتعداد ثانوية جديدة· ضعف التأطير يهدد بنسف الموسم الدراسي هذا، وهدد القائمون على تسيير المؤسسة بالتوقف عن العمل بعد عطلة الشتاء، في حال عدم تزويد المؤسسة بإطارات حسب التخصص، حسب ماجاء في شكوى من رئيس الفرع النقابي ورئيس جمعية أولياء التلاميذ بعنوان (نداء عاجل لمعاينة الوضع المزري للثانوية وإشعار بتوقع نتائج مدرسية كارثية) إلى كل من وزير التربية ومدير التربية بالمدية، تسلمت (أخبار اليوم) نسخة منها، لخص أصحابها مدى المعاناة التي تشهدها ثانوية سي أمحمد بوقرة منذ 1994، بفعل الترقيعات الإستعجالية وبالخصوص بعد تحويل المتوسطة الجديدة كملحقة للثانوية، كما تنبأ الشاكون بنتائج كارثية نهاية الموسم الدراسي في حال عدم التفكير في حلول ناجعة في جانب التأطير· وبالنسبة لثانوية بلعالم محمد، فيبلغ تعداد المتمدرسين بهذه المؤسسة 1020 تلميذ منهم 628 تلميذة، بها 29 فوجا تربويا و19حجرة بيداغوجية ما يعني أن بها 10أقسام متنقلة، ومن بين الحلول الترقيعية التي لجأ إليها مدير المؤسسة تحويل 06 حجرات بكل من المدرج وحجرات المخابر، وحسب ملاحظتنا فهي غير وظيفية تماما للتدريس من حيث الحجم والتهوية، وفي حال تجهيز المخابر فيتم تنظيم جديد للأقسام المتنقلة، وبالنسبة لمعدل التلاميذ بالقسم الواحد بذات المؤسسة فإنه يتراوح بين 42 و44 تلميذ في القسم الواحد، وحسب الأساتذة الذين تحدثوا إلينا في موضوع الاكتظاظ فإن التحكم في قسم به 44 تلميذا وبالسنة الثالثة نهائي، يبدو صعبا للغاية·