طالب أصحاب المعاصر خلال اللّقاء الوطني الذي نظّموه على مستوى غرفة الفلاحة بالبويرة نهار أمس بحضور حوالي 32 فلاّحا من 5 ولايات هي: تزي وزو، عين تموشنت، جيجل، بومرداس والبويرة، الجهات المعنية بضرورة مسح ديونهم على غرار باقي الفلاّحين في الولايات الأخرى. وهو المطلب الذي جاء نظرا للأزمة التي عاشها منتجو زيت الزيتون ومخلّفاتها على أصحاب المعاصر، وذلك في سنة 2004 أين أثّرت الثلوج المتساقطة سلبا على أشجار الزّيتون، ما تسبّب في تراجع إنتاج الزّيتون لمدّة 5 سنوات على مستوى هذه الولايات، هذا في الوقت الذي تعرف فيه فوائد القروض ارتفاعا. وعليه، طالب أصحاب المعاصر بمسح ديونهم مثلما حدث بالنّسبة لمنتجي الحبوب، كما رأى هؤلاء أنه من حقّهم الاستفادة من مسح الديون، خاصّة وأن بعض الولايات تعرف بإنتاج زيت الزّيتون، مضيفين أن قرار مسح الديون جاء من طرف رئيس الجمهورية وأنه سيمسّ كلّ الفلاّحين دون تمييز. وفي هذا المضمار، وجّه هؤلاء اتّهامات إلى مصالح وزارة المالية التي رفضت تقديم الدّعم للفلاّحين من خلال مسح ديونهم على أساس أن العملية تمسّ فقط الفلاّحين الذين فاقت ديونهم ال 40 مليار، وهو ما جعل العديد منهم يتّهمون الجهات المعنية بتقديم الدّعم للأغنياء دون الفقراء، وهو ما جعلهم يطالبون وزارة الفلاحة بضرورة الدفاع عنهم كونها تمثّل قطاع الفلاحة وعلى علم بكلّ الخبايا، وأن هذا القطاع يعتبر استراتيجيا ويعبّر عن سيادة الدولة، كما طالبوا بضرورة توقيف المتابعات القضائية المفروضة عليهم من طرف صندوق التعاون الفلاحي وبنك البدر اللذين يطالبانهم بدفع ما عليهم من مستحقّات اتجاههما، أين قامت هذه الجهات بتصفية العديد من المعاصر على المستوى الوطني، حيث عرضت لبيعها في المزاد العلني. وعليه، اتّهم المعنيون هاتين المؤسستين بالاحتيال عليهم كونها على علم بقرار الرئيس، وعليه طالبوا بوضع حدّ للمضايقات التي يتعرّضون لها إلى غاية النّظر في القضية من طرف الوزارة المعنية. وهو المطلب الذي جاء على لسان رئيس اتحاد الفلاّحين بالبويرة، وفي نفس الوقت اشترط خلال دراسة الملفات على مستوى الخزينة العمومية حضور ممثّلي الفلاّحين من الغرفة الفلاحية ومديرية الفلاحة، إلى جانب فلاّح من القاعدة، فيما أضاف أن تحديد قيمة مسح الديون والمتمثّلة في 41 مليار دج من طرف الرئيس جاء على أساس دراية الجهات المعنية بالوضعية. وعلى هذا الأساس، الفلاّحون واصطحاب المعاصر يطالبون بضرورة مسح ديونهم. من جهته، السيّد شي علي نجم الدين عضو باللّجنة الوطنية ما بين المهن صرّح بأن عملية مسح الديون لم تمسّ كلّ الفلاّحين، حيث أن الكثير من الفلاّحين لم يستفيدوا منها معبّرين عن رفضهم للمشاركة في التلاعبات التي تقوم بها بعض الجهات، كما أضاف أن العقد القائم بين البنوك والفلاّحين غير متوازن كون البنوك تجني فوائد كبيرة على حساب الفلاّحين الذين يجدون أنفسهم في العديد من الأحيان مفلسين بسبب فوائد القروض. بينما نصح السيّد موسوني رئيس اللّجنة الوطنية ما بين المهن الفلاّحين بالمطالبة بحقوقهم في إطار قانوني، موضّحا أن أصحاب المعاصر دخلوا في استثمار على أساس عقد، حيث لم تؤخذ فيه بعين الاعتبار قضية التسويق وبرامج الإنتاج والفائدة، وكذا مشكل المحيط البيئي على اعتبار أن المعاصر تمثّل خطرا بيئيا، فيما البنوك تبحث فقط عن الفائدة، وهو ما يحدث حاليا، حيث لا تأخذ بعين الاعتبار تراجع الإنتاج فيما فوائد القروض تعرف ارتفاعا من سنة إلى أخرى.