قاطع كارلس بويول وسيسك فابريغاس وجيرارد بيكي مقابلة إنيستا الصحفية بعد فوزه بجائزة أفضل لاعب في المباراة النّهائية ليقولوا للعالم إنه هو من يستحقّ الكرة الذهبية. عندما كان إنيستا يجيب عن سؤال بشأن الكرة العالمية في 2014، تدخّل اللاّعبون الثلاثة بقارورة من النبيذ في يدهم ووقفوا إلى جانبه ليقطعوا المقابلة الصحفية لعدّة دقائق صارخين بهتافات تمتدح إنيستا، وأهمّها أنه هو من يستحقّ الكرة الذهبية لا غيره. إنيستا الخجول لم يردّ بشيء بينما ديل بوسكي كان ينتظرهم جالسا على كرسيّ خلفهم واكتفى بالابتسام. ويعتبر اللاّعب أندريس أنيستا اللاّعب القادم من نادي برشلونة، والذي يحمل الرّقم 6 ضمن لاعبي المنتخب الإسباني المعروف أيضا باسم »الماتادور« و»الأرمادا«، واحدا من أبرز وأمهر لاعبي خطّ الوسط الموهوبين الذين أنجبتهم إسبانيا. لقد اكتشفت موهبة اللاّعب أنيستا، المولود في الحادي عشر من ماي عام 1984، وهو في سنّ الثانية عشر، وخلال أشهر قليلة شقّ طريقه إلى النّادي الكتالوني، برشلونة، ضمن فريق الشباب، حيث بدأت شهرته بالبروز بوصفه أحد اللاّعبين الموهوبين الخجولين، والذي يمكنه أن يمرّر الكرة من »خرم الإبرة«. وبرز سحر اللاّعب القصير، الذي لا يزيد طوله على 170 سنتيمتر، في التعامل مع الكرة في وقت لاحق ضمن المنتخب الإسباني للشباب، وذلك عندما ساعد منتخب بلاده للشباب دون سنّ ال 16 وكذلك منتخب دون سنّ ال 19 في الحصول على اللّقب الأوروبي للفئتين العمريتين المذكورتين. كما ساهم في وصول منتخب بلاده للشباب إلى نهائي كأس العالم للشباب عام 2003، في البطولة التي استضافتها الإمارات العربية المتّحدة. في أكتوبر عام 2002، وعندما بلغ الثامنة عشر من عمره، انضمّ إلى فريق برشلونة، حيث بدأ يكشف عن المزيد من القوّة في اللّعب، إلى جانب المهارة الفائقة والسرعة. وزادت مهارته في اللّعب في أيّ موقع ضمن خطّ الوسط، وبزغ كلاعب خلف المهاجمين وهو المكان الذي منحه القدرة على تنفيذ مهامه بفاعلية كبيرة، حيث تظهر الكرة وأنها ملتصقة بقدمه بمادة لاصقة حتى وهو يركض. وبعد أن نال هذا اللاّعب لقب الدوري الإسباني مرّتين وكأس السوبر الإسبانية مرّتين ولقب دوري أبطال أوروبا، شارك في المسيرة الموفّقة والمليئة بالألقاب مع برشلونة في العام المنصرم، ونال معه 6 ألقاب في موسم واحد وفقا لما ورد في موقع »الفيفا« على الأنترنت. كما كان واحدا من العناصر الأساسية في كتيبة إسبانيا المتوّجة بكأس أوروبا سنة 2008، لكنه غاب عن كأس القارّات بسبب الإصابة، وها هو اليوم يمنّي النّفس بترك بصمته في ملاعب جنوب إفريقيا وتوّج إنجازاته أخيرا بالفوز مع منتخب بلاده ببطولة كأس العالم. يذكر أن أنيستا خاض 49 مباراة دولية وأحرز 8 أهداف في تلك المباريات، لعلّ أهمّ هدف هو هدفه في مونديال كأس العالم بجنوب إفريقيا، إذ بواسطته منح بلاده اللّقب الذي تاقت إليه طويلاً، وهو كأس العالم، لتصبح بواسطته أيضا ثامن دولة تنال اللّقب العالمي بعد البرازيل، إيطاليا، ألمانيا، الأرجنتين، الأوروغواي، بريطانيا وفرنسا.