أكّد الحكم السعودي خليل الغامدي أن مشاركته في إدارة بعض مباريات كأس العالم 2010 لكرة القدم في جنوب إفريقيا قد تجعله يتخلّى عن فكرة الاعتزال، شارحا ما حصل بينه وبين مدرّب منتخب الأرجنتين دييغو مارادونا في الدور الأوّل. وقال الغامدي: »بصراحة، حين كنت أستعدّ للذهاب إلى جنوب إفريقيا كنت أرغب في أن تكون هذه المشاركة هي الأخيرة لي، لكن بعد الحبّ الذي شعرت به والمشاعر التي طوّقتني وما تحقّق لي من نجاح، فإن ذلك يدفعني إلى إعادة النّظر في الاعتزال ودراسة رغبة الاستمرار«. وتابع: »أنا أوّل حكم دولي سعودي سيبدأ مشواره هذا الموسم ومشوار طويل ينتظره حتى يثبّت قدميه قارّيا وعالميا، لذلك فإن النّجاح الذي تحقّق تحوّل إلى واجب وطني، والفرحة التي شعرت بها تدفعني إلى إكمال المشوار حتى النّهاية«، مبرزا: »أحتاج إلى وقت للبثّ في الأمر، ومتى طلب منّي الاستمرار فلن أتردّد في خدمة وطني«. والغامدي كان العربي الوحيد الذي تمّ اختياره لإدارة مباريات في نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا، حيث قاد مباراتي فرنسا مع المكسيك وسويسرا مع الشيلي، وكان »الفيفا« اختاره أيضا بين الحكّام الذين قادوا مباريات مونديال 2006 في ألمانيا. وشرح الغامدي ما دار بينه وبين مارادونا حين كان الحكم الرّابع في مباراة الأرجنتين ونيجيريا، حيث تدخّل مرّتين لتنبيه الأسطورة الأرجنتينية بالبقاء داخل منطقته الفنّية والتوقّف عن توجيه الانتقادات للحكم الرئيس. وقال في هذا الصدد: »مارادونا كشخص يملك ذكاء غير عادي يحاول الوصول إلى المحظور لكنه لا يقع فيه، وهو كمدرّب على الرغم من اعتراضاته وشقاوة مشاكساته فإنه متقبّل للتعليمات والتوجيهات، وكان يستمع جيّدا إلى ما أقول«. وأضاف: »كان يعترض على التحكيم ونوعية الكرة ولاعبي الفريق الآخر وطريقة لعبهم وحماية لاعبيه حتى على رميات التماس، وكان يطلب منّي التحدّث مع حكم المباراة لنقل وجهة نظره في بعض الأخطاء والبطاقات والقرارات، فهو لم يصل إلى الخطأ، وهدفه ندركه كحكّام بالحرص على فريقه وعلى المباراة«. التدخّل الأوّل كان في منتصف الشوط الأوّل عندما توجّه الغامدي باتجاه مارادونا، طالبا منه عدم الخروج من منطقته الفنّية لإعطاء تعليمات للاّعبين، والثاني في أواخر الشوط ذاته إثر احتجاج المدرّب الأرجنتيني على أحد قرارات حكم الساحة الألماني فولفغانغ ستارك. وعن الحملة السويسرية ضده قال: »لم أعلم بانتقاداتهم إلاّ بعد وصولي إلى السعودية، أنا مرتاح الضمير وراض تماما عمّا تحقّق، فالنّجاح لم يأت بمحض الصدفة بل بعد إعداد طويل وشاقّ«. الغامدي هو رابع حكم سعودي يدير مباريات في نهائيات كأس العالم بعد فلاج الشنار (1986 في المكسيك) وعبد الرحمن الزيد (1998 في فرنسا) وعلي الطريفي (2002 في كوريا الجنوبية واليابان).