تعتبر ظاهرة الخيانة الزوجية من أقسى التجارب التي يمكن أن يمر بها أي شخص لما لها من انعكاسات خطيرة تؤثر على الفرد والأسرة، لكن العلاقة الزوجية الناجحة هي التي تكون مبنية على التفاهم والثقة دون أن يترك أي طرف العنان لشكوكه وغيرته تأخذ منحنى آخر يعكر صفو زواجهما. قضية الحال بنيت على شكوك زوج موهوم وكادت تنتهي بجريمة قتل، فعندما تمكنت الشكوك من نفس المتهم البالغ من العمر 58 سنة حول وجود علاقة مشبوهة بين زوجته وجاره، قرّر في الأخير التخلص منه. حيثيات القضية التي حدثت بإحدى بلديات البليدة بتاريخ 7 أوت 2006 بدأت عندما انتظر الزوج الموهوم الضحية، وهو خارج من شقته متوجها نحو مقر عمله، وما كاد يلتقي به حتى بادره بالحديث عن الموضوع الذي لطالما أذهب النوم من عينيه وخدش كرامته ألا وهو وجود علاقة مشبوهة بينه وبين زوجته، مؤكدا له أنه تعمّد مراقبته عدة أيام على خلفية تلك الظنون، ولم يكن الحديث الذي جمعهما ليمر بسلام لأنه سرعان ما تحوّل إلى شجار عنيف انتهى بتوجيه الزوج طعنة نحو بطن جاره بواسطة خنجر كان يحوز عليه، لينتقل الضحية في حالة حرجة على جناح السرعة إلى المستشفى، حيث وضع لفترة تحت العناية الطبية المركزة، ويذكر أن الزوجة أثناء مثولها أمام محكمة جنايات البليدة، صرّحت بأن زوجها صاحب شخصية عنيفة ومتعوّد على ضربها وتعنيفها وحتى تهديدها، ناكرة وجود أي علاقة مشبوهة مع جارها، وأنها يوم الواقعة كانت مريضة ولم تستفق إلاّ على أصوات الصراخ والشجار بين زوجها وجارها. من جهة أخرى ومن حيث البحث الاجتماعي الذي أجري على المتهم تبين أن طبيعته غير عادية وأنه منطوي على نفسه، وليس له أي مستوى تعليمي، وسبق وأن كان محل تحقيق في عدة قضايا، أما المتهم فقد أكد أن الضحية هو من بادر يومها إلى محاولة ضربه في الظهر بواسطة حجر كان يحمله، ماجعله يدافع عن نفسه باستعمال السكين الذي كان بحوزته، نافيا محاولة قتله، وأضاف أنه غير متأكد من مكان إصابته، وأن هناك احتمالا بأنه أصابه على مستوى الصدر، في حين أن تقرير الخبرة الطبية العقلية المجراة عليه خلصت إلى أنه يتمتع بكامل قواه العقلية، ولم يكن في حالة جنون وقت ارتكاب الجريمة المتابع بها أمام محكمة الجنايات التي أدانته خلال الأسبوع الجاري بعقوبة 18 شهرا حبسا نافذا، هذا في الوقت الذي التمس فيه النائب العام حكما بالسجن 20 سنة نافذة.