رئيس الجمهورية يتلقى رسالة خطية من نظيره الصومالي    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: مجزرة بيت لاهيا إمعان في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني ونتيجة للفيتو الأمريكي    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    أيام إعلامية حول الإثراء غير المشروع لدى الموظف العمومي والتصريح بالممتلكات وتقييم مخاطر الفساد    توقرت: 15 عارضا في معرض التمور بتماسين    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    منظمة التعاون الإسلامي: "الفيتو" الأمريكي يشكل تحديا لإرادة المجتمع الدولي وإمعانا في حماية الاحتلال    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    فلسطين: غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    يد بيد لبناء مستقبل أفضل لإفريقيا    التزام عميق للجزائر بالمواثيق الدولية للتكفّل بحقوق الطفل    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات بين البلدين    حج 2025 : رئيس الجمهورية يقرر تخصيص حصة إضافية ب2000 دفتر حج للأشخاص المسنين    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الجزائرية للطرق السيّارة تعلن عن أشغال صيانة    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن الالتزام العميق للجزائر بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الجزائر تشارك في اجتماع دعم الشعب الصحراوي بالبرتغال    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    تكوين المحامين المتربصين في الدفع بعدم الدستورية    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    رئيس الجمهورية يشرف على مراسم أداء المديرة التنفيذية الجديدة للأمانة القارية للآلية الإفريقية اليمين    سعيدة..انطلاق تهيئة وإعادة تأهيل العيادة المتعددة الخدمات بسيدي أحمد    أمن دائرة بابار توقيف 03 أشخاص تورطوا في سرقة    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية بولايات الوسط    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الخيانة الزوجية.. الآفة المسكوت عنها تغزو المجتمع الجزائري رجالا ونساء
نشر في الحوار يوم 06 - 07 - 2010

لا يزال موضوع الخيانة الزوجية وحشا يتربص بالأسر الجزائرية، ومن الطابوهات الكبيرة المسكوت عنها في الأوساط الاجتماعية، والتي تستوجب تسليط الأضواء عليها، للكشف عن أسبابها وخلفياتها وتداعياتها. زوجات خُائنات أزواج خائنون والنهاية طلاق، خراب بيوت وفي حالات أحلك جرائم تنتهي بأصحابها وراء قضبان السجون، وفي أهون الحالات ينتهي الأمر بمكتشفي خيانة الطرف الآخر في دوامة الأمراض النفسية وتحت طائلة الانهيارات العصبية. تعتبر ظاهرة الخيانة الزوجية غريبة أساسا على مجتمعاتنا العربية، لأن الفتاة العربية التي تربت على مكارم الأخلاق، وعلى التعاليم الدينية الصحيحة، تدرك أن هذه الأخيرة من أخطر الجرائم التي تثير غضب المجتمع عليها، كما أن عقابها عند الله شديد. ولكن من الواضح أن في كل مجتمع يوجد ضعاف النفوس، أو من تدفعهم الظروف إلى الانحراف والتمادي في الخطأ بطريقة تشمئز منها النفوس، إلى درجة أن البعض صار يعتبرها مرض العصر الذي نعيشه، والذي بدأت آثاره تطفو على السطح، رغم السرية التي تحاط بها مثل هذه العلاقات في العادة، الأمر الذي يدعو إلى البحث في هذا الموضوع وأسبابه. حاولنا من خلال هذا التحقيق، تسليط الضوء على هذه الظاهرة لمعرفة أسباب ودواعي حدوث هذا الشرخ العائلي، إلى جانب إبراز نتائجها الوخيمة، عبر تصفحنا لبعض الملفات التي تحمل قصصا واقعية لعائلات شتتتها ظاهرة الخيانة الزوجية، وجدنا أن معظم الدوافع التي تدفع الزوج أو الزوجة إلى اختراق الخطوط الحمراء للتوجه إلى المحظور، هو تعمد بعضهم إحياء قصص غرامية، ظلت مدفونة طيلة فترة الزواج، وهو ما يدفع الزوجة إلى السقوط في فخ الحرام، والبحث من جديد عن العشيق السابق والتلذذ بلحظات مع ذكريات الماضي، غير آبهة بالجرم المرتكب في حق الزوج المسكين. ولعل البحث في موضوع الخيانات بشكل عام، والخيانات الزوجية بشكل خاص، من الأمور الصعبة جدا في المجتمعات العربية، ومجتمعنا الجزائري على وجه الخصوص، لأن مجرد الكلام في موضوع الخيانة يعد محظورا اجتماعيا أو مسكوتا عنه، وغالبا ما يحجم الكثير من المختصين والباحثين عن الخوض في الأسباب التي تقف وراء الخيانة الزوجية، سواء أكانت من قبل الرجل أو المرأة، وعادة ما تكون المعلومات التي يحصل عليها الدارسون حول الموضوع تأتي فقط من بعض المختصين بالمعالجة الزوجية، والمقابلات التي يقومون بها مع مراجعيهم، أو من علماء النفس الذين يطلبون من الرجال والنساء الإجابة على أسئلة حول علاقات حب افتراضية خارج نطاق الزوجية، وقليل من الأزواج من يعرض مشكلته أمام مختص، أو يجيب بصدق أمام المعالج النفسي عن هذا الموضوع، بل غالبا ما يبقى هذا الأمر طي الكتمان، الأمر الذي يؤدي إلى جرح نفسي عميق، لا يندمل في معظم الأحيان، كما يؤدي إلى اضطراب في الشخصية. وحينما ننظر إلى الأسباب المسكوت عنها في قضايا الطلاق، نجد أن نسبة كبيرة من الأسباب تعود للعلاقة الجنسية بين الزوجين واضطرابها، والتي تؤدي إلى الخيانة في كثير من الأحيان. أغلب الزوجات اللواتي عانين من الخيانة وقعن فريسة الانهيار العصبي زوجات حائرات، قصص كثيرة ومتنوعة، ولكل حكايتها وروايتها بعد أن مررن بتجربة خيانة أزواجهن، وعانين ويلاتها من بدايتها إلى نهايتها، حتى وصلن إلى الانهيار العصبي. أول قصة ترويها لنا السيدة ''فاطمة الزهراء ''من ساحة أول ماي، بداية الدردشة معها كانت بتقديم نصيحة لكافة الزوجات ''النصيحة التي أقولها للزوجات بناء على تجربتي هي أنه على المرأة أن تعمل على تجاهل الأمر، من أجل أن لا يتمادى الرجل أكثر في خيانتها، فالزوج عندما يحمل في ذهنه فكرة أن زوجته لا تعلم بالأمر، يحاول دائما إخفاء هذا الأمر عنها، ويحاول الحفاظ على مشاعرها ويركز على ادعاء واجباته نحو بيته وزوجته''. ولكن تضيف ''فاطمة الزهراء'': ''إذا أدرك الزوج أن زوجته تعرف بأمر الخيانة، فقد يستمر في خيانتها وبشكل أكثر وضوحا وصراحة، بل ودون عقدة لأنه لا يجد مبررا لكي يخفي خيانته عن زوجته، أما إذا تظاهرت الزوجة بجهلها بالأمر، في الوقت نفسه الذي تحاول فيه إرضاء زوجها وإعطاءه المزيد من الحب والحنان، فإنها بالتأكيد ستنجح في استعادته مرة أخرى، لأنه سيشعر بالقرف من الخيانة الزوجية لهذه المرأة التي تبذل كل جهدها لاستعادته إليها''. القصة الثانية روتها لنا السيدة ''خديجة'' من عين البنيان فهذه الزوجة لها أسلوب مختلف في التعامل مع زوجها الخائن، حيث انتقمت لكرامتها المجروحة. تقول ''خديجة'': ''عرفت عن طريق الصدفة أن زوجي كان يخونني مع إحدى السيدات، ثم تطورت بينهما العلاقة، حتى تزوجها في نهاية الأمر. في بداية زواجه بها ثرت عليه وواجهته، ولكن نظرا للظروف الصعبة حاولت أن أهدئ من روعي، واضطررت لإكمال الحياة معه، ورغم هذا فإنني لم أسامحه حتى الآن، وأنا بكل صراحة أتبع معه أسلوب التعذيب النفسي، ولكن على نار هادئة جدا''. السيدة ''سمية '' من عين بنيان حكاية أخرى مع الخيانة، فهي ترفض أي محاولة لإيجاد عذر لزوجها الذي خانها، تقول: ''الزوج الخائن غير جدير بالاحترام أو الحب من زوجته، مهما حاول أن يبدي ندمه ومهما ادعى من أسباب وأعذار، هذا الزوج لا يمكن إصلاحه ولا يمكن للمرأة أن تثق به مرة أخرى، مهما ادعت أنها تحبه أو أنها تريد أن تحافظ على بيتها، لأن ذكرى هذه الخيانة ستظل تلاحق الزوجة في كل يوم من حياتها، ولن تستطيع أن تكذب على نفسها وتسامحه من قلبها أبدا، فإذا كان هذا الزوج عنده ولو ذرة احترام وتقدير لزوجته، لما أقدم على ما فعله كما أن أمامه عشرات الحلول يمكنه من خلالها أن يعيد الدفء إلى حياته الزوجية. وحتى إذا فشل في كل هذه المحاولات، فهو يستطيع أن يتزوج بامرأة أخرى بعد أن يوضح لزوجته انه غير سعيد معها، فهذا أهون من أن يأتي اليوم الذي تشعر فيه بالصدمة، عندما يصلها خبر الخيانة الزوجية. وأنا بصراحة لا أجد عندي أي عذر أو أي احترام لهذا الزوج الخائن، وكل هذا طبقته على نفسي عندما خانني زوجي الأول، حتى وفقني الله في زواجي الثاني''. الفراغ العاطفي واسترجاع الماضي أول الطريق لزوجات وقعن في الخطيئة لا يوجد تعريف دقيق لمفهوم الخيانة، لأنه مفهوم مجتمعي بحت، وهي جريمة تقع لأسباب مختلفة منها مثلا أن الخلافات الأسرية الدائمة بين الأب والأم وقيام الوالدين باضطهاد الفتاة في المعاملة يجعلها غير مطمئنة للحياة الزوجية فتحلم بأن يشعرها زوجها بالاطمئنان، ولو عجز الزوج عن توفير هذا الإحساس لها وانكسرت علاقتها بزوجها، ولم تجد الاحترام من زوجها، فإنها تتجه للخيانة مع أي شخص يتقرب منها ويشعرها بأهميتها. كما أن هناك سيدات غير ناضجات نفسيا تعلم الواحدة منهن أن زوجها يخونها فتقوم بالعمل مثله للرد عليه بالخيانة أيضا، وهناك نوع آخر من السيدات المغرورات بجمالهن مما يجعلهن يتمردن على أزواجهن، وهناك سيدات يتجهن للخيانة كنوع من أنواع الدعم الاقتصادي، لشراء ما يعجز عنه زوجها من هدايا فتبدأ في الانحراف، وفي أحيان كثيرة يكون عدم قدرة الزوج على القيام بواجباته الزوجية أو الرغبة الملحة في الجنس من جانب الزوجة عاملا مهما في الخيانة، بهدف تعويض النقص الموجود عند الزوج. والأدهى من كل ذلك، أن هناك أزواجا يقعون في الخطيئة، رغم مرور سنوات على زواجهم وإنجاب الأطفال، وهنا تكون العواقب جد وخيمة، وهوما ينطبق على قصة السيدة ''آمال'' التي تقطن بالعاصمة ، تجرأت على خيانة زوجها الغني، لا لسبب سوى أن هذا الأخير يظل منشغلا طيلة أيام الأسبوع في السفريات والاجتماعات المهنية، وهذا ما دفعها إلى ربط علاقة غير شرعية مع شخص آخر، يزاول نشاط تجارة بيع الملابس النسائية، إلا أن خداعها انكشف بعدما ترددت أحاديث عن ذلك بين الجيران، وهذا ما جعل زوجها يتفطن لذلك. وفي أحد الأيام، تظاهر أنه سيقوم بسفرية للعمل تدوم أسبوعا، إلا أنه باغتها بعودته دون سابق إنذار ليضبط العشيقين في حالة تلبس، الأمر الذي دفعه إلى إبلاغ مصالح الأمن حتى تأخذ العدالة مجراها. ''حتى المناطق الداخلية للوطن الأكثر محافظة تعيش التفسخ الأخلاقي'' تغير حال بعض المدن الداخلية للوطن بدرجة كبيرة، فبعد أن كانت هذه الأخيرة محافظة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، ها هي اليوم تئن تحت وطأة الآفات الاجتماعية بكل أشكالها، وعلى رأسها الخيانة الزوجية التي تعدت الأزواج إلى الزوجات، وبشكل فاضح، بل وصار البعض يجهر بها للعيان، وتلك جريمة أكبر من الخيانة والزنا في حد ذاته، لأن المجاهر بالمعصية في مرتبة الاكفر وأكثر إثما من العاصي الذي قد يتوب فيتوب الله عليه. ومن بين مظاهر المجاهرة بالمعصية التي تعيشها هذه الولايات سواء في شرق الجزائر أو غربها، إهداء الأغاني أو كما يطلق عليها بالمفهوم الشعبي ''التبراح'' باسم العشيق أمام الحاضرين في الأعراس، خاصة بعد أن تحولت الحفلات العائلية إلى القاعات على أنغام ''الديسك جوكي'' وصارت مثل هذه التجاوزات مباحة دون أن يلتفت أحد إلى الأمر. فزوجة فلان تهدي أغنية عاطفية لفلان الذي هو عشيقها، وتبدأ حلبة المنافسة والعناد، ونفس الحكاية بالنسبة للرجال، بل وصل الأمر ببعض الزوجات اللواتي التقينا بهن أن أكدن بأن أزواجهن يشكون في أمر علاقاتهن، لكنهم يتغاضون عن الأمر، في سبيل الحصول على راحتهم مع عشيقاتهم هم أيضا، وهوما يسمى بالخيانة بالتراضي أو تعدد الشركاء الجنسيين. الوقوع في المحظور سببه الاستياء.. الانتقام أوالكبت الجنسي وفي هذا المجال، نوقشت هذه الظاهرة الغريبة عن مجتمعنا وعاداته وتقاليده من قبل نفسانيين ومختصين في المجال الاجتماعي، قانونيين وعلماء الدين، حيث انصبت معظم تحاليلهم على أن خيانة الأزواج جريمة بكل المقاييس في الوطن العربي والمجتمع الجزائري على وجه الخصوص، الذي تحكمه معايير وقيم دينية. وفي هذا الشأن قالت الأخصائية النفسانية ''مشتاوي فاطمة الزهراء'' إن الخيانة شعور نابع من أعماق الأنا وهي حالة ناتجة عن الاستياء أو نقص في الحنان، كما قد تأتي نتيجة التهميش والإحساس به، وقد تكون محاولة لإثبات الوجود أو ردّ الاعتبار، ومحركها الأساسي المكبوتات الجنسية أو عدم الرضى من الطرف الآخر، ولهذا نجدها سائدة عند الرجال أكثر من النساء. وعموما فالخائن لا يستطيع إخفاء التصرفات الطارئة عليه ويمكن كشفه بسهولة، إلا أنه لا مجال للتملص من هذه الصفة، ويمكن أن يكررها في مشوار حياته. وأضافت قائلة إن هناك بعض حالات لنساء متزوجات، أزواجهن عجزن عن تلبية رغباتهن بسب ضعف مدخولهن، ما يدفعهن إلى ارتكاب جرائم الزنا، لكسب المال وتلبية جميع رغباتهن، وهناك من الأزواج من يلجأ إلى ربط علاقات غير شرعية بامرأة أخرى، بحكم رغبته في التغيير لتناسي المشاكل الزوجية التي تواجهه في ارتباطه الأول، كما أن هناك بعض الرجال الذين يعانون من حالات هستيرية لربط علاقات بعدد معتبر من النساء غير زوجاتهم، لملء فراغهم العاطفي الذي أضحى يلاحقهم، رغم أنهم متزوجون. وهناك حالات أخرى نفسية لبعض الأزواج الجدد الذين يجدون أنفسهم ملزمين بواجبات زوجية تجاه زوجاتهم بعد انتقالهم من مرحلة العزوبية وهذا ما يدفعه إلى البحث عن التغيير والعودة إلى ماضيهم، بعد أن كانوا في حرية تامة بعيدا عن أية قيود عاطفية كانت أم شخصية، ولتناسي هذا الوضع يلجأ الزوج إلى إحداث علاقات جديدة مع مراهقات للإحساس بأنه لايزال في ريعان شبابه ويمكنه الاستمرار دوما في ربط علاقات غرامية بفتيات أخريات دون زوجته، حيث تعتبر هذه الحالات مرضية تستوجب المعالجة النفسية. الفضائيات ووسائل الاتصال والإنترنت والتقليد سبب في وقوع الخيانة هذا واعتبر عبد اللاوي حسين، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الجزائر، أن الظاهرة أزلية في المجتمع الجزائري وسائر المجتمعات، فالخيانة واقع لا نستطيع التملص منه، وهي نتاج تراكمات اجتماعية وحالات للتقييد وتضييق الخناق، بما أنها تتكرر أكثر في الأسر المغلقة والمعروفة بمحافظتها، وتبقى أحد الطابوهات الموجودة التي لا يسمح للمجتمع بالخوض فيها، وحتى في حال وجودها فإننا نتعامل معها وكأنها لم تحدث ويمنع الخوض فيها، وهذا تصرف خاطئ طبعا. بعض الزوجات يعتبرن، بسبب غيرتهن العمياء، أن مجرد مكالمة الرجل الهاتفية مع امرأة ضرب من الخيانة، في حين أن هناك سيدات يلزمن الصمت المطلق والإنكار التام. وهناك حالات
للخيانة تعود للفقر والعوز المادي، وبخاصة لدى المرأة التي تقوم بعلاقات جنسية بهدف الكسب. وفي الدرجة الثانية يأتي الزواج المبكر كدافع للخيانة، حيث تتزوج الفتاة في سن لا تعي فيه قدسية الرباط الزوجي وغير مؤهلة للاختيار، ولا تملك ثقافة الزواج والأسرة، فتشعر بالظلم عندما تدرك ضرورة الاختيار الصحيح.. هي مبررات كثيرة. كما أن بعض الرجال يتفاخرون بين أقرانهم وزملائهم بخياناتهم أو بعلاقاتهم بهذه أو بتلك، معتبرين هذا رمزا للرجولة وأسباب أخرى تعود للروتين داخل الأسرة، فلا يسعى كلا الزوجين لتطوير نفسيهما أو علاقتهما، ويتحول الزواج إلى أمر عادي، مع أن الترغيب والجذب مسألة مطلوبة بعد الزواج أكثر من المرحلة التي تسبقه. وأضاف ذات الأخصائي قائلا إن دور وسائل الإعلام والاتصال، أتاح فرصة الخيانة الزوجية بشكل اكبر وأسرع، فالفضائيات ووسائل الاتصال والأنترنت، تكرس صورة الأنثى الجسد لدرجة تشعرنا بالتقزز، فالتركيز واضح في وسائل الإعلام على الجمال المادي للمرأة بغض النظر عن المضمون المعنوي، وتطل علينا الفضائيات بشكل يومي بنساء عاريات تحت اسم مطربات مع العلم أن الأداء الصوتي والفني شبه معدوم. وتحتل امرأة ما صورة غلاف فقط لجمالها بغض النظر عن المحتوى الفكري، ولعل أحد أهم أسباب قبول المذيعات في العديد من الفضائيات، هو الجمال والدلال بغض النظر عن الأداء الإذاعي، وهكذا نجد أن كل ما يدخل في هذه التركيبة المجتمعية، يركز على عناصر المتعة بجسد المرأة. والمرأة في عالمنا العربي محورها الرجل وتدور في فلكه بشكل دائم وهذه بحد ذاتها كارثة فالمنظومة القيمية السائدة، تقوم على ركيزة أساسية وهي تبعية المرأة للرجل، وبناء على هذه التبعية يتشكل سلوك كل منهما. الخيانة الزوجية من جرائم الزنا التي يعاقب عليها القانون الجزائري وللجانب القانوني نظرة للخيانة الزوجية، وفي هذا الشأن أوضحت لنا السيدة ''فتيحة. س'' محامية لدى المجلس، أن مشكلة الخيانة الزوجية من أبرز المشاكل التي تواجه أي مجتمع على مستوى العلاقات الشخصية، والخيانة الزوجية تتأرجح اختلافاً بين الشرع والقانون، من حيث أركان ثبوتها وعقوبتها، وإن كانا متفقين على تعريفها. فالجناية هي اقتراف جريمة الزنا التي تعني كل اتصال جنسي أو معاشرة جنسية بين شخص متزوج وشخص آخر أياً كان هذا الشخص، وأياً كان نوع هذا الاتصال الجنسي، فالقانون يجرمه ويوقعه تحت طائلة قانون العقوبات. والقانون يشترط لاكتمال أركان جريمة الزنا، أن يتم ضبطها في حالة تلبس أو اعتراف أوثبوت، من واقع شهادة الشهود والمعاينة والفحص والتحليل في حال عدم التلبس أو الاعتراف، أما إذا لم يحدث ضبط تلبس بالجريمة ولم يعترف المتهم أو المتهمة، وسقط أحد أركان دعوى الزنا، فلا يكون هناك جريمة قانوناً يحاسب عليها الجاني قانوناً، كما يستطيع الزوج أو الزوجة المجني عليه أو عليها، أن يتنازل عن حقه في مقاضاة الطرف الجاني، حفاظاً على الأولاد والسمعة والشرف ودرءاً للفضائح، بشرط أن تستأنف الحياة الزوجية بينهما مرة أخرى، سواء أتم هذا التنازل في بداية إجراءات التقاضي، أم أثناء السير في إجراءات دعوى الزنا، كما يستطيع الطرف المجني عليه أن يرفع العقوبة على الطرف الجاني، حتى ولو صدر حكم نهائي في الدعوى، إذا قدم ما يثبت قيامهما بالمصالحة بالشرط السابق ذكره وهو استئناف الحياة الزوجية فيما بينهما. وردت في القانون الجزائري مادة تقضي بالحبس من سنة إلى سنتين على كل امرأة متزوجة يثبت ارتكابها جريمة الزنا وتطبيق العقوبة ذاتها على كل من ارتكب جريمة الزنا مع امرأة يعلم أنها متزوجة. في هذا الصدد - حسبها - القانون يعاقب الزوج الذي ارتكب الجريمة بالحبس سنة أو سنتين، وتطبق العقوبة ذاتها على شريكته، في حين لا تتحدد الإجراءات إلا بناء على شكوى الزوج المتضرر، وإن صفح هذا الأخير، يوضع حد للمتابعة القضائية. في حين تعتبر هذه الجرائم الخاصة بالزنا تعديا على شرف الزوج أو الزوجة، أي الطرف المتضرر، وتنص مادة قانونية أخرى 143 على أن الدليل الذي يقبل ارتكاب المعاقب عليها بالمادة المذكورة سابقا، يقوم إما على محضر قضائي يحرره أحد رجال الضبط القضائي في حالة تلبس، وإما قرار ورد في رسالة أو مستندات صادرة عن المتهم، وإما بقرار قضائي أما بالنسبة لأثر خيانة الزوجة لزوجها ، فيتمثل في سقوط حقها في المتعة وبقية حقوقها كمؤخر الصداق وغيره فقط، وبالنسبة لأولادها يسقط حق حضانتها لهم، إذا كانوا في سن التمييز بين الخطأ والصواب، ولا تحتفظ إلا بالطفل الذي هو دون العامين، والذي لا يستغنى عن خدمة الأم في الطعام والنظافة، ولا يستطيع تمييز ما تفعله أمه. ف. ن

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.