جددت 9 عائلات قاطنة ب23 شارع فاطمة الزهراء ببلدية سيدي محمد بالعاصمة مطالبها للسلطات المحلية والولائية لإنصافها والوقوف على حجم معاناتها إزاء الوضع المزري الذي تعيشه داخل بيوت شبيهة بالجحور نظرا لتموقعهم بقبو مظلم شبيه بالمغارة على حد تعبيرهم وتغيب فيه أدنى شروط الحياة الكريمة، خصوصا وأن الهواء لا يعرف طريقه إلى تلك البيوت المغلقة والمظلمة· ولدى تنقلنا لعين المكان وبمجرد تأهبنا للدخول من الباب الوحيد الذي تتقاسمه العائلات التسع، صادفتنا رائحة كريهة ونتنة تعبق الأرجاء مصدرها تسرب المياه القذرة من قنوات صرف المياه والتي كانت تنتشر بطريقة عشوائية أمام تلك البيوت وعلى إثرها كاد يغمى علينا لتستقبلنا عائلة (سبايس) التي تتكون من ستة أفراد تتقاسم غرفة واحدة، دون احتواء المنزل على مطبخ ولا حمام، ومن خلال حديثنا معهم أبدوا تذمرهم الشديد من الوضعية الصعبة التي يصارعونها منذ أكثر من 45 سنة مع حياة الذل والمهانة والحرمان، بحيث أن العائلات التسع تجمعهم معاناة وظروف واحدة، وأردف محدثونا أنهم يتقاسمون المكان مع الجرذان والحشرات، ناهيك عن البعوض الذي ينتشر بطريقة رهيبة، على الرغم أنه فصل الشتاء، أما عن فصل الصيف حسبهم فحدث ولا حرج، حيث يكون الوضع أكثر تعقيدا· وما زاد من تردي الوضع أكثر تلك الرطوبة العالية التي يعرفها المكان جراء عدم تهويته لكونه لا يحتوي على نوافذ لدخول الهواء، مما أدى إلى إصابة القاطنين بمختلف الأمراض المزمنة كالربو والحساسية وصعوبة التنفس، حسب تصريحاتهم· وأضاف هؤلاء أن تلك البنايات تواجه خطر الانهيار في أي لحظة بسبب اهترائها وتعرضها لتشققات خطيرة خاصة بعد زلزال 2003، لكونها بنايات قديمة تعود إلى العهد التركي، وحسبهم فإن سقف أحد المنازل تعرض للانهيار نظرا للتدهور والحالة المتقدمة من الاهتراء التي ألحقت بالشقق المتواجدة بذات البناية، وأكد لنا هؤلاء أن السلطات المحلية كلفت أحد المقاولين بترميم العمارة إلا أن هذا الأخير قام بأشغال سطحية تكشفت عيوبها بعد سقوط أولى قطرات الشتاء، مما أجبر تلك العائلات على تخصيص ميزانية من أموالهم الخاصة لإعادة ترميم المكان· خصوصا بعد تلك الحادثة التي زرعت الرعب والهلع في قلوبهم وهاجس انهيار تلك المنازل على رؤوسهم والموت تحت الأنقاض، وبالرغم من المراسلات والشكاوي المتعددة إلا أن السلطات المحلية والولائية لم تحرك ساكنا· وفي السياق ذاته أكدت العائلات أن الوضع يزداد تأزما مع حلول فصل الشتاء أين تصبح تلك المنازل عرضة للفيضانات، جراء تسرب مياه الأمطار إلى داخلها، كما أن درجة الرطوبة تزداد في تلك الفترة مما يحرم على تلك العائلات المكوث في البيوت في راحة أو هناء، وأضاف هؤلاء أن فصل الشتاء أصبح هاجسا كبيرا لديهم يثير مخاوفهم· ناهيك عن شكاويهم من تلك الروائح الكريهة التي تنتشر في المكان بسبب تلك القنوات· والتي تسد الأنفاس الأمر الذي زاد من تعقيد حالتهم الصحية والنفسية داخل تلك الجحور·