مليكة حراث مازالت حوالي 40 عائلة بحي ديار البركة المعروفة بالقبب ببلدية براقي، بالعاصمة، تعاني مرارة الحياة في ظل أوضاع اجتماعية قاهرة بسبب غياب أدنى متطلبات العيش بعد أن رفضت ترحيلها إلى السكنات الجديدة رغم القرار الصادر بإخلاء المكان لتهديم البنايات القديمة الآيلة للسقوط والتي يعود تاريخ بناؤها إلى الحقبة الاستعمارية· رفض العائلات المذكورة عملية ترحيلها جاء بعد أن علمت أن السكنات الجديدة لا تسع كل أفراد العائلة الواحدة والكبيرة بعدد أفرادها والمتكونة من أبناء متزوجين، وبعض العائلات يبلغ عدد أفرادها فوق 10 أشخاص مما أدى إلى رفض هؤلاء التنقل إلى السكنات الجديدة المتكونة من 3 غرف فقط لا تسع إلا أسرة واحدة لا يتعدى أفرادها الخمسة حسب ما أكده ممثل السكان لأخبار اليوم، وأضاف ذات المتحدث فمن غير المعقول أن تخرج العائلات من سجن إلى جحر مماثل تتزاحم فيه عائلتين في مسكن واحد بناحية بن طلحة، وأضاف أن حياتهم تحولت إلى جحيم ، في حين السلطات لازمت الصمت أمام تلك الوضعية رغم قيام هؤلاء بتقديم طعون وشكاوي من أجل إنصافهم من تلك الحالة الكارثية التي يعيشونها في تلك القبور المسماة بالقبب وإيجاد حلول لإسكان تلك العائلات في سكنات واسعة وملائمة تليق بعدد أفرادها، ويقول السيد ب·ص أنهم يعيشون على -حد تعبيره- كالسردين في سكنات ديار البركة بالقبب، عائلتين في ثلاث غرف أما الحمام فيبقى أحد الأحلام، فلكم أن تتصوروا الوضع المزري الذي يعيشه هؤلاء في ظل الضيق وانعدام أدنى شروط الراحة أو العيش الكريم داخل تلك الجحور المظلمة التي عرفت اهتراء جدرانها وأسقفها، ناهيك عن الرطوبة العالية التي تسببت في إصابة العديد من السكان بأمراض الحساسية المفرطة والربو خاصة الأطفال الذين أصبحت أجسادهم لا تقاوم قساوة البرد الشديد والرطوبة في ذلك المكان الذي يصلح لكل شيء إلا لإيواء بني البشر· وفي هذا السياق يجدد هؤلاء السكان من السلطات المحلية والوصية التدخل العاجل لإعادة النظر في تسوية وضعيتهم بمنح كل العائلات سكنات تستوعب عدد الأفراد المقيمين بهذا الحي والقيام بضبط قائمة عدد الأفراد التي تناسبها عدد غرف السكنات الجديدة وهذا حتى يتسنى للعيش بكرامة وعزة كبقية السكان المرحلين إلى سكنات لائقة، وأضاف أن رفضهم الامتعاض لأوامر السلطات بترحيلهم ليس تعسفا أو خرقا للقوانين بل حرية تعبير وإيصال انشغالهم للسلطات العليا للنظر في وضعيتهم التي تستوجب إعادة النظر من جديد في تقسيم السكنات حسب أفراد العائلات لا غير، وحسبهم لولا الظروف والفقر لقاموا بشراء سكنات منذ سنوات خلت على أن يقطنون هذه البنايات المهترئة التي تعود إلى عهد الاستعمار تحت وطأة الظروف الصعبة والتي حولت حياتهم إلى شيء من العدم أو بالأحرى أصبحت بدون معنى· فقد جمعت سكنات القبب بهذا الحي 40 عائلة فقيرة تتقاسم مرارة الحياة منذ أكثر من 30 سنة، في ظل غياب أدنى شروط الحياة حيث أن اتخاذ تلك العائلات بيوت القبب يعد من أهم المشاكل التي تتخبط فيها تلك العائلات، حيث أن تلك البيوت تعد خطيرة جدا على صحة هؤلاء لكونها تآكلت وتساقطت أجزاء من جدرانها بسبب التسربات التي تعرفها في فصل الشتاء، ناهيك عن مياه الرطوبة الدائمة التي حولت الجدران إلى اللون الأخضر والتي أضحت تشكل خطرا على صحة المواطنين خاصة الأطفال منهم· ووسط هذه الظروف القاهرة والكارثية التي يعيشونها، يناشد هؤلاء السكان عبر صفحات أخبار اليوم السلطات المحلية التدخل الفوري لإعادة النظر في تسوية وضعيتهم وترحيلهم إلى سكنات تستوعب جميع أفراد العائلات·