يواجة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أزمة سياسية جديدة قد تهدد علاقته بالولايات المتحدةالأمريكية بعد أن بثت القناة الإسرائيلية العاشرة شريط فيديو لرئيس الوزراء الإسرائيلي وهو يتحدث لأسرة إسرائيلية في مستوطنة "عوفرا" عام 2001، دون علمه بأن آلة التصوير كانت تعمل آنذاك. وقال نتنياهو خلال حديثه مع الأسرة الإسرائيلية إنه هو مَنْ دمر اتفاق أوسلو، وإنه يحرك أمريكا كما يشاء. وتطرق نتنياهو في حديثه إلى العائلة الإسرائيلية إلى أن 80 بالمائة من الأمريكيين يؤيدون إسرائيل وأنه يمكنه "تحريكها" كيفما يشاء. وعلّق الكاتب الصحافي الإسرائيلي جدعون ليفي، في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية على الفيديو في مقال تحت عنوان "بيبي المحتال"، وبيبي هو الاسم المختصر لبنيامين نتنياهو. وقال ليفي "هذا الفيديو يجب أن يعرض في كل منزل في إسرائيل، ثم يرسل إلى واشنطن ورام الله.. ويجب أن يحظر على الأطفال مشاهدته حتى لا يتعلموا الفساد، وينبغي أن يوزع على كل الدول وعلى كل شخص من أجل أن يعرف من يقود حكومة إسرائيل". وبثت القناة العاشرة شريط الفيديو ليلة الجمعة خلال برنامج "هذا الأسبوع" مع ميكي روزنتال، وتم تصويره سراً عام 2001. وقال ليفي "لا شك أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما والإسرائيلي شمعون بيريز اللذين يواصلان الحديث عن أن نتنياهو سيتوصل للسلام، فإنهما سيغيران من كلامهما لو شاهدا هذا الشريط". وتابع "حتى اعتراض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على إجراء محادثات مباشرة مع نتيناهو سيكون مفهوماً، فماذا هناك غير مناقشة مع شخص هدفه الوحيد هو منح 2% من أجل المحافظة على 100 بالمائة كما قال له والده نقلاً عن جده". واعتبر ليفي في مقالته أن هذا الشريط "يشكّل نهاية مزاعم أن الفلسطينيين مذنبون في إخفاق اتفاقات أوسلو، حيث كشف نتنياهو أمام مستضيفيه في مستوطنة عوفرا عن الحقيقة العارية: فهو قد قضى بيديه وبأفعاله على اتفاقات أوسلو، بل يفخر بذلك. بعد سنين حاولوا فيها إفهامنا أن الفلسطينيين مذنبون، كشفت الحقيقة من فم صاحب الشأن. وكيف فعل هذا؟". وبث موقع سي آن آن الأمريكية مقاطع من الشرط تسأل فيه امرأة إسرائيلية نتنياهو: إن اتفاق أوسلو يشكل كارثة؟.. فرد نتنياهو: نعم، أنت تعلمين ذلك وأنا كذلك.. وينبغي على الشعب (الإسرائيلي) أن يعرف ذلك.. ما اتفاقيات أوسلو؟ إنها الاتفاقيات التي وقع عليها الكنيست، وكنت أتساءل قبل الانتخابات: هل ستتصرف بناء عليها؟ وأجبت: نعم، بناء على المشاركة الثنائية وتقليل الانسحابات.. ولكن كيف يمكنك أن تقلل الانسحابات؟ من خلال تقديم تفسيرات للاتفاقيات التي تجعل من المستحيل عليّ وقف الانسحاب إلى خط الهدنة عام 1967. كيف فعلنا ذلك؟". ويتباهى نتنياهو "إنني وقفت منذ ذلك الحين ضد اتفاقيات أوسلو". وتابع :"أنا أعرف أمريكا.. إنها شيء يمكنك أن تحركه بسهولة.. تستطيع تحريكه إلى الاتجاه الصحيح.. والأمريكيون لن يستطيعوا الوقوف في طريقنا.. ولن يفعلوا ذلك". وأضاف: إدارة كلينتون (الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون) كانت مؤيدة للفلسطينيين إلى حد كبير.. لم أكن خائقاً من المناورة.. ولم أكن خائفاً من الاشتباك مع كلينتون.. ولا مع الأممالمتحدة.. لقد دفعت الثمن على أي حال.. وأنا أفضل أن أحصل على القيمة.. القيمة مقابل السعر". ورأى جدعون ليفي أن نتنياهو تفوّق على كل زعماء إسرائيل السابقين في "الخداع وتضليل أمريكا وبلبلة الفلسطينيين وتضليلنا جميعاً"، مضيفاً أن الشخص الذي يظهر في الشريط (نتنياهو) يشهد على نفسه بكلامه أنه محتال".