كثيرا ما تناقل الأطباء والأخصائيون فوائد الرضاعة الطبيعية بالنسبة إلى الطفل، وأكدوا على ضرورتها خاصة خلال الأشهر الأولى من عمر الطفل، وعدم استبدال حليب الأم بالحليب الاصطناعي، أيا كانت الأسباب، ووسط التراجع الكبير للرضاعة الطبيعية في الجزائر، تزداد حملات التحسيس والتوعية بأهمية الرضاعة الطبيعية، وفوائدها الكبيرة، كما اتجه بعض الأخصائيين إلى التأكيد على أن فوائدها لا تقتصر على الطفل فحسب، وإنما تمتد إلى الأم كذلك، حيث أن بعض الأمهات يرتكبن أخطاء كثيرة، عندما يحجمن عن إرضاع أطفالهن طبيعيا من صدورهن لاعتبارات كثيرة، واعتقادا منهن بأن ذلك يحافظ على جمالهن أكثر من لو أنهن أرضعن طبيعيا· وأثبتت الأبحاث الحديثة أن للرضاعة الطبيعية فوائد كثيرة تفوق ما لأي من المستحضرات الصناعية الأخرى التي تقدم للرضع، كما أنها تنعكس إيجابيا أيضا على صحة الأم، لأن عملية الإرضاع الطبيعية تمنح الأم فرصة تقوية الترابط مع الطفل وكذلك الاسترخاء أثناء الإرضاع، وتقلل نسبة المخاطر والمشكلات الصحية للأم، بما في ذلك انخفاض مخاطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض، وداء السكري من النوع الثاني، وكذلك حالات اكتئاب ما بعد الولادة، وهي تحتاج إلى وقت وجهد أقل، سواء عند تحضير هذه الوجبة أو أثناء إطعام الطفل، ولا تتطلب استعمال زجاجات معقمة أو إلى خلط ومزيج بودرة الحليب الصناعي، ولذلك فهي تعمل على توفير المال، لعدم الحاجة لشراء المستحضر المطلوب· أما بالنسبة لفوائد الرضاعة الطبيعية للطفل، فهي معروفة، يدرك الكثيرون أهميتها، فهي تقلل من خطر الإصابة بالربو والبدانة والسكري وغيرها من الأمراض المزمنة، كما تجعل الأطفال أكثر ذكاء وأقوى مناعة، وجدير بالذكر أن لبن الأم معقم ليس به ميكروبات وتقل بذلك الإصابة بالنزلات المعوية التي تصيب عادة الأطفال الذين يرضعون الزجاجة، كما لبن الأم يحتوي على كمية كافية من البروتينات والسكر، أما مدة الرضاعة الطبيعية، فبالنسبة لأول 6 شهور من عمر الطفل لابد من الاعتماد على لبن الأم فقط دون الاستعانة بالألبان الصناعية، العصائر، الأعشاب، أو حتى مياه الشرب مادام لبن الأم كافيا والطفل ينمو بالمعدل الطبيعي ثم الاستمرار في الرضاعة الطبيعية بجانب إدخال بعض الأغذية الأخرى حتى على الأقل السنة الأولى من عمر الطفل، ويفضل الاستمرار حتى سنتين مادام الطفل والأم في صحة جيدة· وتجدر الإشارة إلى أن آخر الإحصائيات حول الموضوع في الجزائر الصادرة عن المعهد الوطني للصحة العمومية، كشفت أن معدل الرضاعة الطبيعية في الجزائر لا يتجاوز 12 بالمائة، وهو معدل منخفض للغاية، ما دفع إلى إطلاق العديد من الحملات التحسيسية حول أهمية الرضاعة الطبيعية وفوائدها بالنسبة للطفل والأم على حد سواء، أملا في إرجاعها إلى معدلاتها التي كانت عليها خلال السنوات الماضية·