أعلنت الولايات المتّحدة والقوى الغربية الأخرى في مجلس الأمن الدولي ليلة الأربعاء أنه لن يتمّ القيام بعمل عسكري لوقف إراقة الدماء في سوريا· وجاء هذا التطوّر فيما دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أعضاء مجلس الأمن ال 15 إلى التوحّد في تبنّي قرار يساند خطّة عمل جامعة الدول العربية التي تطمح إلى إنهاء النّزاع الذي اندلع قبل 11 شهرا، وأسفر عن مقتل أكثر من 6 آلاف شخص· وقالت كلينتون: (قفوا مع الشعب السوري وإلاّ ستصبحون متواطئين في أعمال العنف هناك، يرى بعض أعضاء المجلس أن هذا القرار يرقى إلى التسبّب في خلق ليبيا أخرى، لكن هذا تشبيه خاطئ). وطمأنت كلينتون ومندوبو كلّ من بريطانيا وفرنسا والبرتغال أعضاءَ المجلس الآخرين بأن مشروع القرار المطروح على مجلس الأمن لا يتضمّن أيّ فقرة تدعو إلى القيام بعمل عسكري ضد نظام الرئيس السوري بشّار الأسد· وكانت مصادر دبلوماسية واسعة الاطّلاع قد كشفت أن البعثة الرّوسية في مجلس الأمن تسعى إلى دمج مشروعها الذي قدّمته لمجلس الأمن لإيجاد حلّ للأزمة السورية بالمشروع المغربي المدعوم من جامعة الدول العربية والمطالب بمصادقة المجلس على بنود المبادرة العربية كاملة (لئلاّ تظهر مظهر المعطِّل للمبادرة العربية)· ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي قوله إنه: (سمع من المسؤولين العرب في نيويورك بأنهم لن يقبلوا بغير الدّعم التام من مجلس الأمن للمبادرة العربية، لن يقبلوا بتجزئتها، وتاليًا القبول بهذه الجزئية والاعتراض على تلك)· وقد عقد مجلس الأمن جلسة إضافية غير رسمية أمس الأربعاء لمتابعة المشاورات والمفاوضات في شأن مشروع القرار الذي قدمه المغرب· ورجَّحت الصحيفة التصويت على مشروع القرار المغربي غدا الجمعة حتى لو كانت روسيا ستمارس حق النقض (الفيتو)، مع العلم أن الأوروبيين يبدون مرونة لتعديل بعض العبارات من أجل تسهيل عملية التصويت على القرار من دون تعطيله بحق النقض· إلى ذلك، أكّد مبعوث روسيا لدى الاتحاد الأوروبي أمس الأربعاء، أنه لا يعتقد أن مسودة قرار غربي عربي بشأن سوريا يمكن أن تمرّر في الأمم المتّحدة دون أن تستبعد صراحة إمكانية التدخل العسكري في سوريا· وكانت تصريحات فلاديمير تشيجوف أحدث مؤشّر على أن روسيا يمكن أن تستخدم حقّ النقض (الفيتو) ضد القرار الذي يؤيّد خطّة لجامعة الدول العربية تدعو الرئيس السوري بشّار الأسد إلى نقل سلطاته إلى نائبه إذا لم تعدل صياغة القرار لتضع المخاوف الروسية في الاعتبار، حسب تقرير لوكالة (رويترز)· ونقلت وكالة (إنترفاكس) عن تشيجوف قوله إن (المسودة تنقصها أهمّ شيء: فقرة واضحة تستبعد إمكانية استخدام القرار لتبرير تدخّل عسكري من الخارج في شؤون سوريا، لهذا السبب لا أرى مجالا للتصديق على هذه المسودة)· وقد ثمّن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، أمس الأربعاء، الموقف الرّوسي من الموضوع السوري وقال إنه (إيجابي ويطالب بوقف العنف)· واعتبر العربي في تصريح خاص لقناة (روسيا اليوم) أن الموقف الرّوسي إيجابي، وأن أهمّ أمر في هذا الموقف هو مشروع القرار الذي يطالب بوقف العنف فوراً، قائلاً (إنه أساس لكلّ شيء)· وأشار العربي إلى وجود ناحية إيجابية في الموقف الرّوسي تتمثّل في دعوة موسكو إلى إجراء اجتماع بين الحكومة السورية والمعارضة، موضّحا أن هذا الأمر بحثه مع وزير الخارجية الرّوسي سيرغي لافروف منذ بضعة أيّام· وأكّد العربي أن الهدف هو حلّ سياسي للأزمة في سوريا· وكان العربي قال في جلسة مجلس الأمن يوم الثلاثاء إن الوضع في سوريا يتطلّب تضافر الجهود العربية والدولية ل (التحرّك السريع والفعّال والحاسم) من أجل ضمان وقف العنف فورا والبدء في أسرع وقت بتطبيق خارطة طريق للوصول إلى حلّ سياسي سلمي يخرج سوريا من الأزمة ويحقّق للشعب السوري ما يتطلّع إليه من التغيير والإصلاح والانتقال إلى حياة ديمقراطية·