- سُئل صلّى اللّه عليه وسلّم: متى وجبت لك النبوة؟ فقال: (وآدم بين الرّوح والجسد)· - وسُئل صلّى اللّه عليه وسلّم: كيف بدء أمرك؟ فقال: (دعوة أبي إبراهيم، وبشرى عيسى، ورؤيا أمّي، رأت أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام)· - وسأله صلّى اللّه عليه وسلّم أبو هريرة: يا رسول اللّه، ما أوّل ما رأيت من النبوة؟ فقال: (إنّي لفي الصحراء ابن عشر سنين وأشهر، وإذا بكلام فوق رأسي وإذا برجل يقول لرجل: أهو هو؟·· فاستقبلاني بوجوه لم أرها لأحد قطّ، وأرواح لم أجدها لخلق قطّ، وثياب لم أرها على خلق قطّ، فأقبلا يمشيان حتى أخذ كلّ منهما بعضدي لا أجد لأخذهما مسا، فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه، فأضجعاني بلا قصر ولا هصر، فقال أحدهما لصاحبه: أفلق صدره، فحوى أحدهما صدري، ففلقه فيما أرى بلا دم ولا وجع، فقال له: اخرج الغل والحسد، فأخرج شيئا كهيئة العلقة ثمّ نبذها فطرحها، ثمّ قال له: ادخل الرّأفة والرّحمة، فإذا مثل الذي أخرج شبه الفضّة، ثمّ هزّ إبهام رجلي اليمنى، فقال: اغد سليما، فرجعت بها رقة على الصغير، ورحمة على الكبير)· - ذكر الإمام أحمد في مسنده أن أعرابيا سأله: يا رسول اللّه أخبرني عن الهجرة إليك أينما كنت أم لقوم خاصّة أم إلى أرض معلومة أم إذا مت انقطعت؟ فسأل ثلاث مرّات ثمّ جلس، فسكت رسول اللّه يسيرا، ثم قال: (أين السائل؟)، قال: ها هو ذا حاضر يا رسول اللّه، قال: (الهجرة أن تهجر الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، ثمّ أنت مهاجر، وإن متّ في الحضر)، فقام آخر، فقال: يا رسول اللّه أخبرني عن ثياب أهل الجنّة، أتخلق خلقا أم تنسج نسجا؟ قال: فضحك القوم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: (تضحكون من جاهل يسأل عالما؟) فاستلبث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ساعة، ثمّ قال: (أين السائل عن ثياب أهل الجنّة؟)، فقال: ها هو ذا يا رسول اللّه، قال: (لا، بل تنشقّ عنها ثمار الجنّة) (ثلاث مرّات)·