قال الله عز وجل: ''وعلى الله فليتوكل المؤمنون''· وفي الآية الأخرى ''وقال موسى إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين'' يونس: 84 فجعل دليل صحة الإسلام التوكل، وهو من أشرف الرتب وأعلى المقامات من أعمال القلوب التي هي أصل الإيمان الذي هو أجل وأعظم ما تعبد الله تعالى به· والتوكل من أجمع أنواع العبادة وأعظمها لما ينشأ عنه من الأعمال الصالحة· والتوكل مقترن بمراتب الدين الثلاث (الإيمان والإسلام والإحسان) وشعائره العظام· والتوكل مقام جليل القدر عظيم الأثر جعله الله سبباً لنيل محبته قال تعالى: ''إن الله يحب المتوكلين''· وجمع الله بينه وبين الهداية والحق والدعاء· التوكل أصل من أصول العبادة التي لا يتم توحيد العبد إلا به جاء الأمر به في كثير من الآيات مثل قوله تعالى ''فاعبده وتوكل عليه''، وقوله عز وجل: ''وتوكل على الحي الذي لا يموت''، وهو من سمات المؤمنين الصادقين قال تعالى: ''إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم ءآيته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون''· وفي حديث ''أربع لا يعطيهن الله إلا من أحب: الصمت وهو أول العبادة والتوكل على الله والتواضع والزهد في الدنيا'' رواه الطبراني وهو في اتحاف السادة· وقال علي: يا أيها الناس توكلوا على الله وثقوا به فإنه يكفي مما سواه· فائدة: عندما نتأمل مقالة علي بن أبي طالب رضي الله عنه نجد أنه يربط التوكل بالثقة واليقين بالله، وإلا فلا توكل ما لم يكن معه اليقين· واليقين هو أن العبد يعمل لله خالصاً ولا يطلب به عرض الدنيا ولا رضا المخلوقين وأن يكون في نفس الوقت آمناً بوعد الله وهو الرزق· وقيل لبعض الحكماء: ما الفرق بين اليقين والتوكل؟ قال: أما اليقين فهو أن تصدق الله بجميع أسباب الآخرة، والتوكل أن تصدق الله بجميع أسباب الدنيا· وقال لقمان لابنه: يا بني إن الدنيا بحر عميق قد غرق فيه أناس كثير، فإن استطعت أن تكون سفينتك فيها الإيمان بالله وحشوها العمل بطاعة الله عز وجل وشراعها التوكل على الله، لعلك تبحر· وعن سعيد بن المسيب قال: التقى عبدالله بن سلام وسلمان فقال أحدهما لصاحبه: إن مت قبلي فالقني فأخبرني ما لقيت من ربك وإن مت لقيتك فأخبرتك، فقال أحدهما للآخر أو تلقى الأموات الأحياء قال: نعم أرواحهم تذهب في الجنة حيث شاءت، قال: فمات فلان فلقيه في المنام، فقال: توكل وأبشر فلم أر مثل التوكل قط وأبشر فلم أرَ مثل التوكل قط· أخرجه ابن منده وأورده ابن رجب في أهوال القبور والسيوطي في شرح الصدور· ومما يدل على أهميته أن الله أمر به نبيه صلى الله عليه وسلم والأنبياء قبله، وجعله شعاراً لعباده المؤمنين والثناء عليهم· ومن فضل التوكل في القرآن أن الله أمر فيه رسوله بالتوكل في تسع آيات وكذلك أمر المؤمنين عامة بالتوكل وكذلك التوكل خلق الرسل جميعاً وكذلك تبيين القرآن لفضل التوكل· وكذلك ورد فضل التوكل في السنة· عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت الحي الذي لا يموت والجن والأنس يموتون'' رواه البخاري ومسلم وأحمد· وعن الأوزاعي قال: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أسألك التوفيق لمحابك من الأعمال وصدق التوكل عليك وحسن الظن بك'' قال شعيب الارنؤوط: ضعيف أخرجه أبو نعيم في الحلية عن الأوزاعي مرسلاً والحكيم الترمذي عن أبي هريرة· وعن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: ''اللهم اجعلني ممن توكل عليك فكفيته واستهداك فهديته واستغفرك فغفرته'' مروي في كنز العمال ومسانيد الجامع الكبير· وصفة التوكل من أبرز صفات المؤمنين الجليلة لأن اعتماد القلب على الأسباب الظاهرة واعتقاد أنها هي المؤثرة يخل بصحة الإيمان وسلامته بل هو في حقيقته شرك بالله تعالى· والتوكل على الله تعالى سلوك نفسي وقلبي يقتضيه الإيمان الصحيح الماثل في ساحة التصور الموجه للسلوك· ومما يدل على أهمية التوكل حاجة المسلم إليه حاجة شديدة وخصوصاً في قضية الرزق أو كان صاحب دعوة وحامل رسالة وطالب إصلاح، ومما يدل على أهميته أيضاً ضرورته للعبد وعدم استغنائه عنه طرفة عين من عدة جهات: 1 - من جهة فقر العبد وعدم ملكه شيئاً لنفسه فضلاً عن غيره من المخلوقين. 2 - من جهة كون الأمر كله بيد الله تعالى. 3 - من جهة أن تعلق العبد الزائد بما سوى الله مضرة عليه. 4 - من جهة أن اعتماد العبد على المخلوق وتوكله عليه يوجب له الضرر من جهته عكس ما أمًله منه· ------------------------------------------------------------------------ إرق نفسك بنفسك وتداوى بالطب البديل علاج اللسعة واللدغة 1 - تُقرأ فاتحة الكتاب مع جمع البزاق تفله على اللسعة· 2 - يُمسح عليها بماءٍ وملح مع قراءة: قل يا أيها الكافرون، والمعوذتين· أوائل وأرقام ويعزى إلى جابر أنه أول من استعمل الميزان الحساس والأوزان متناهية الدقة في تجاربه المخبرية، وقد وزن مقادير يقل وزنها عن 1/100 من الرطل· وينسب إليه تحضير مركبات كل من كربونات البوتاسيوم والصوديوم والرصاص القاعدي والإثمد (الأنتيمون)، كما استخدم ثاني أكسيد المنجنيز لإزالة الألوان في صناعة الزجاج· كما بلور جابر النظرية التي مفادها أن الاتحاد الكيميائي يتم باتصال ذرات العناصر المتفاعلة مع بعضها· ومثّل على ذلك بكل من الزئبق والكبريت عندما يتحدان ويكونان مادة جديدة· وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين قال سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه: من علم فليعمل، ومن لم يعلم فليسأل العلماء، وتفقهوا قبل أن تسودوا، وأعقل الناس أعذرهم لهم· قرآننا شفاؤنا قال الله تعالى: ''وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ'' (سورة الشورى الآية 14)· دعاء ''اللهم أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وألجأت ظهري إليك رغبةً ورهبةً إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت فإِن متَّ وأنت على الفطرة وإن أصبحت أصبحت وأنت بخير''·آمين يا قريب يا مجيب· السنة منهاجنا قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: ''الرؤيا على ثلاثة منازل، فمنها ما يحدث بها الرجل نفسه فليس ذلك بشيء، ومنها ما يكون من الشيطان فإِنها لن تضره، ومنها رؤيا من الله، فإِذا رأى أحدكم الشيء يعجبه فليعرضه على ذي رأي ناصح فليتأول خيراً وليقل خيراً، فإِن رؤيا العبد الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة'' رواه البخاري· ------------------------------------------------------------------------ لمن كان له قلب: هكذا الوفاء وعند الطبراني من حديث فاطمة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله، أين أمي خديجة؟ فقال: ''في بيت من قصب''· قلت: أمن هذا القصب؟ قال: ''لا، من القصب المنظوم بالدرِّ واللؤلؤ والياقوت قال السُّهَيلي: ''النُّكْتة في قوله ''من قصب'' ولم يقل: من لؤلؤ : أن في لفظ القصب مناسبة لكونها أحرزت قصب السَّبْق بمبادرتها إلى الإيمان دون غيرها''· وقال ابن حجر: ''وفي القصب مناسبة أخرى من جهة استواء أكثر أنابيبه، وكذا كان لخديجة من الاستواء ما ليس لغيرها، إذ كانت حريصة على رضاه بكل ممكن، ولم يصدر منها ما يغضبه قط، كما وقع لغيرها''· وقابل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاءها بوفاء أعظم منه، فكان من وفائه لها: 1 - الحزن الشديد على فراقها، كما جاء عند الحاكم من حديث حبيب مولى عروة· 2 - ومن وفائه صلى الله عليه وسلم لها: أنها كان يصرِّح بحبه لها حتى بعد وفاتها· ففي حديث عائشة رضي الله عنها عند ابن حبان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''إني رُزِقْتُ حبَّها'' يعني: خديجة· 3 - الإكثار من ذكرها، كما تقدم: ''إنها كانت وكانت'' يذكر ماذا؟!· إنه يذكر محاسنها: إيمانها وتصديقها، وثباتها وتثبيتها، إنه يذكر أخلاقها الفاضلة، وعاداتها الجميلة، والتزامها، وأدبها، واحترامها، وحسن عشرتها، إنه يذكر بيتها الهادئ، وحياته الهانئة معها، ويذكر ويذكر وهذا هو الوفاء العظيم الذي ينبغي أن يسير عليه كل من اتَّخذ المصطفى صلى الله عليه وسلم قدوته· فإن كان ثَمَّ أخطاء للزوجة، فإن مسلك الأوفياء: تجاهل الأخطاء، والتجاوز عنها، وعدم إفشائها ونشرها مع مراجعة الذاكرة للبحث عن المحاسن والإيجابيات· قال صلى الله عليه وسلم: ''لا يَفْرَكْ مؤمن مؤمنة - أي: لا يبغض -، إن كره منها خلقاً، رضي منها آخر'' رواه مسلم من حديث أبي هريرة· وصدق القائل: ومن ذا الذي تُرْضَى سجاياه كلُّها كفى المرءَ نُبْلاً أن تُعَدَّ معايبُه 4 - ومن وفائه صلى الله عليه وسلم لخديجة: أنه كان يَبَرُّ صديقاتها ومن يحبُّها، ويهتمُّ بهنّ حتى بعد وفاتها، يذبح الشاة ويقطّعها ثم يرسلها إليهن· وكان يصل الواحدة منهنَّ بالهدايا المختلفة، فقد أخرج ابن حبان من حديث أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أُتِي بشيء قال: ''اذهبوا به إلى فلانة، فإنها كانت صديقة لخديجة''، ولفظ الحاكم: ''اذهبوا به إلى فلانة، فإنها كانت تحب خديجة''، وما ذاك إلا وفاء لخديجة، وبراً بها وحباً لها، وإحياء لذكراها الجميلة على قلبه الشريف صلى الله عليه وسلم· 5 - ومن وفائه لها: أنه أكرم امرأة زارته بعد وفاتها، لصلتها بها، وما ذاك إلا وفاء لعهدها· أخرج ابن عبد البر من حديث عائشة قالت: جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لها: ''من أنت؟'' فقالت: أنا جثامة المزنية· قال: ''كيف حالكم؟ كيف أنت بعدنا؟''· قالت: بخير، بأبي أنت وأمي يا رسول الله· فلما خرجت قلت: يا رسول الله، تُقْبِلُ على هذه العجوز هذا الإقبال؟! فقال: ''إنها كانت تأتينا أيام خديجة وإن حسن العهد من الإيمان''· وفي بعض الروايات أن هذه العجوز هي أم زفر ماشطة خديجة· 6 - ومن وفائه لها: أن كان يذكر أيامها، ويثني عليها، ولا يرضى من أحد أن يتكلم عنها بمكروه· أخرج أحمد من حديث عائشة قالت: ذكر رسول اله صلى الله عليه وسلم يوماً خديجة، فأطنب في الثناء عليها، فأدركني ما يدرك النساء من الغيرة، فقلت: لقد أعقبك الله يا رسول الله من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين· قالت: فتغيَّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم تغيُّراً لم أره تغيَّر عند شيء قط··· وكان يكثر من ذكرها ويبالغ فيه حتى قالت عائشة: ''كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة''· تلك هي معالم الوفاء التي ينبغي أن تبنى العلاقات الأسرية على أساسها، تلمّسناها من هدي المصطفى عليه الصلاة والسلام سيد الأوفياء· فحري بأهل الإيمان أن يكون الوفاء شعارهم، وعنوان حياتهم، ليحققوا السعادة، ويهنئوا بالحياة·