خلفت التقلبات الجوية وموجة البرد القارس التي اجتاحت كل أرجاء الوطن منذ يوم الخميس الماضي وفاة 16 شخصا و122 جريحا وغلق أزيد من 20 طريقا وطنيا بسبب حوادث المرور المميتة واختناق الأفراد بالغاز الطبيعي نظرا إلى التقلبات الجوية التي عرفتها أغلب الولاياتالشرقية والوسطى للوطن والتي أدت إلى تساقط كمية معتبرة من الثلوج لم تشهدها الجزائر منذ سنة 2005 تراوحت ما بين 11 إلى 15 سنتيمترا· وحسب آخر حصيلة أعدتها مصالح الحماية المدنية كشف عنها الملازم (نسيم برناوي) للقناة الإذاعية الأولى فقد لقي على مدار ثلاث أيام 05 أشخاص مصرعهم نتيجة الاختناق بغاز ثاني أكسيد الكربون حيث تم تسجيل حالتين بولاية الجلفة وحالتين بولاية سطيف وحالة واحدة بولاية غليزان فيما تم انقاذ تسعة أشخاص كانوا أصيبوا باختناق بالغاز، في حين تم تسجيل هلاك شخص بولاية سكيكدة جرفته السيول، أما أثقل حصيلة فقد سجلتها حوادث المرور حيث حصدت أرواح 10 أشخاص وسقوط 122 جريحا جراء وقوع 48 حادث مرور بالإضافة إلى غلق أكثر من 20 طريقا وطنيا· كما تكفلت مصالح الحماية المدنية حسب ذات المتحدث بحوالي 69 شخصا بدون مأوى على المستوى الوطني كان 11 منهم بالعاصمة من خلال تحويلهم إلى مراكز الإيواء والبعض الآخر إلى المستشفيات لتلقي العلاج إلى جانب منحهم الأغطية والأفرشة والطعام· وقد أوضح الملازم برناوي فيما يتعلق بالحوادث الناتجة عن المفرقعات والشموع التي اعتادت مصالح الحماية المدنية تسجيلها خلال احتفال الجزائيين بذكرى المولد النبوي الشريف، فقد أكد الملازم برناوي أن حصيلة هذه السنة جد منخفضة مقارنة بالسنة المنصرمة بسبب تزامن هذه المناسبة مع انخفاض محسوس في درجات الحرارة مما تعذر على الأطفال الخروج إلى الشارع لتعاطي هذه الهواية المفضلة لديهم· الثلوج تغلق 20 طريقا وطنيا من جهتها مصالح الدرك الوطني أفادت بأن عدة طرقات وطنية وولائية تبقى مقطوعة أمام حركة المرور ب 21 ولاية عبر الوطن إثر الثلوج الكثيفة التي تساقطت خلال ال 48 ساعة الماضية، حيث أغلق الطريق الوطني رقم 05 الرابط بين تيزي وزو والبويرة بمنطقة تيروردة بلدية ايفرحونن وكذا على مستوى بلدية الأربعاء نايث ايراثن وكذا الطريق الولائي رقم 01 الرابط بين هذه الأخيرة وتيزي راشد فقد أغلقت جميعها أمام حركة المرور بسبب سمك الثلوج· وهو نفس السبب الذي أدى إلى غلق الطريق الوطني رقم 12 الرابط بين ولاية تيزي وزو وبجاية والطريق الوطني رقم 65 الرابط بين تيبازة وتيسمسيلت، كما شهدت ولاية بومرداس شلل حركة المرور على مستوى 3 طرق وطنية على غرار الطريق الوطني رقم 29 الرابط بين البويرة وبومرداس والطريق الوطني رقم 68 الرابط بين تيزي وزو وبومرداس· كما تبقى حركة المرور مقطوعة بولاية عين الدفلى حيث أغلق الطريق الوطني 18 الرابط بين مدينة الخميس والمدية أمام حركة المرور بالمكان المسمى الفج ببلدية واد الشرفة· كما يبقى الطريق السريع شرق-غرب الرابط بين خميس مليانة وبومدفع مقطوعا أمام حركة المرور على مستوى الحسينية بلدية خميس مليانة بعد تكدس الثلوج، إضافة إلى الطريق الوطني رقم 65 الرابط بين تيبازة وتيسمسيلت، وبالبليدة قطع الطريق الوطني 37 الرابط بين البليدة والشريعة وفي برج بوعريريج فإن الطريق الوطني رقم 76 الرابط بين سطيفوبرج بوعريريج مقطوعة أمام حركة السير وكذلك الأمر بالنسبة للطريق الولائي رقم 43 الماين - جعافرة والطريق رقم 42 الرابط بين غيلاسة وتاغليت· وبولاية جيجل فإن الطريق الوطني رقم 77 الرابط بين جيجلوسطيف مقطوع على التوالي ببلديتي تاكسنة وجميلة وكذا الطريق الولائي رقم 137 أ الرابط بين سلمى بن زيادة وتاكسنة والطريق الولائي رقم 135 الرابط بين الشقفة وأولاد عسكر التي تبقى مقطوعة أمام حركة السيارات بسبب تراكم الثلوج· القرى والمداشر في عزلة تسببت العاصفة الثلجية التي اجتاحت ولايات الوسط في عزل عشرات القرى والمداشر بولاية عين الدفلى تحديدا مع صعوبة التنقل مما اضطر مصالح الحماية المدنية إلى التأكيد على بقاء المواطنين في منازلهم وعدم مغادرتها بدون سبب، فيما اضطر مستعملو الطرقات المغلقة خصوصا العالقين منذ ليلة الجمعة إلى السبت إلى إطلاق نداء استغاثة إلى الجهات الوصية عبر أمواج الإذاعات المحلية التي دأبت على توجيه رسائل النجدة إلى الخلايا المنصبة عبر الولايات الواقعة وسط البلاد والتي اجتاحتها موجة من الثلوج التي فاق سمكها حوالي 50 سنتمترا بمرتفعات الحسينية الفاصلة بين ولايتي عين الدفلى والبليدة· ومن بين النداءات التي أخذت حيزا كبيرا عبر موجات إذاعات تيبازة ومتيجة وعين الدفلى تلك النداءات الصادرة من أصحاب الشاحنات الكبيرة والمركبات والسيارات السياحية التي وجدت نفسها عالقة وسط ثلوج كثيفة على مسافة 12 كلم بالطريق السيار بالمكان المسمى القنطاس التابع إقليميا لبلدية الحسينية أمام صعوبة العودة في نفس الاتجاه مما اضطر بقاء مستعملي الطريق السيار عالقين بنتظرون تدخل الجهات الوصية لتحريرهم من تراكم كبير للثلوج التي تجاوزت حدود 40 إلى 50 سنتمترا خصوصا أن عددا منهم كان برفقه عائلاتهم أطفال (أطلقوا نداءات استغاثة لنجدتهم من البرد القارس الذي تشهده المنطقة الى جانب ذلك انتاب الخوف بعض السائقين الذي نقذ مخزون الوقود بسيارتهم نتيجة استعماله في تشغيل المحركات بهدف الحصول على تدفئة كافية علما أن درجة الحرارة بلغت بالولابة 3 درجات مئوية، وفي ذات السياق أشارت مصالح الحماية المدنية عن وجود 4 كاسحات للثلوج تم تسخيرها من قبل مصالح الحماية المدنية لفتح الطريق السيار مع توجيه حركة المرور إلى الطريق الوطني رقم 4 الذي تم افتتاحه أمس في حدود منتصف النهار، وفي بيان للدرك الوطني تلقينا نسخة منه يوجد في المقابل عدد من الطرقات لازالت مغلقة بالكامل منها الطريق الوطني رقم 14 الرابط بين خمبس مليانة وتسمسيلت على مستوى قهوة الريح بطارق ابن زباد والطريق الوطني رقم 65 الرابط بين تيبازة وتسمسيلت مرورا بعين الدفلى على مستوى بلديتي بطحية والحسنية والطريقين الولائيين 160 و21 اللذان يربطان كل من عريب ودوار التلاخبخ وبلدية الشرفة والطريق الوطني رقم 18· وأمام هذه الوضعية سخرت مصالح الأشغال العمومية 160 عامل و10 كاسحات للثلوج وعشرات الآليات والمعدات لإزاحة الثلوج من وسط الطرقات· وفي آخر التطورات تم بعد ظهر أمس الأحد إنقاذ الصيادين الثلاثة الذين ظلوا عالقين منذ الجمعة الأخير بصخرة بالقرب من شاطئ سيدي عكاشة غير بعيد عن شطايبي (عنابة) وذلك من طرف الحماية المدنية التي أعادتهم إلى ذويهم سالمين حسب ما علم من مسؤول بهذا السلك النظامي· وأوضح ذات المصدر بأن غطاسي الوحدة الولائية للحماية المدنية تمكنوا من بلوغ الصخرة المحاطة بالماء والتي لجأ إليها الصيادون الثلاثة وإنقاذهم قبل إرجاعهم إلى اليابسة على متن زورق مطاطي سريع من نوع (زودياك)·