ذكر تقرير صحافي أن رئيس النظام السوري بشار الأسد لجأ إلى سياسة الأرض المحروقة كورقة أخيرة للتغلب على الثورة السورية والبقاء في الحكم، بعد تيقنه من عجز مجلس الأمن الدولي عن التحرك بشكل جدي لوقف إراقة الدماء· وأشار التقرير إلى أن الأسد تأكد أن المجتمع الدولي عاجز عن اتخاذ قرار جدي لوقف إراقة الدماء، فأسرع من عملياته على الأرض بشكل لافت، وشهدت حمص وحماة ومناطق أخرى كثيرة مجازرَ حقيقية راح ضحيتها المئات من السوريين، وبدا النظام السوري مع هذا القصف الوحشي واستخدام كل ما لديها من أسلحة -بداية من الاعتقالات ومرورًا بقصف المدن والأحياء السكنية ووصولاً إلى مذابح جماعية- وكأنه يقاتل في معركته الأخيرة· وأكد المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية محمد العبد الله أن الأسد يمعن في ضرب حمص لأنها عاصمة الثورة ويسعى لترهيب وإخافة باقي المناطق من نفس المصير، ويسعى لحسم الموقف على الأرض بسرعة قبل أن يضيق الخناق الدولي عليه، فهو يدرك استحالة التدخل العسكري الدولي المباشر في أراضيه، نظرًا لموقع سوريا الجغرافي، والخوف من اندلاع حرب إقليمية واسعة تهدد المنطقة بأكملها· ورغم أن النظام يستند حاليًا إلى الفيتو المزدوج في مجلس الأمن من جانب روسيا والصين، إلا أنه يسارع في حسم الموقف؛ لأن خيار التدخل الدولي قائم ولو بشكل غير مباشر من خلال تقديم دعم عسكري للمعارضة وتسهيلات ربما تأتي عن طريق حدود تركيا، بما يعني تطور الأمور لصالح المعارضة، واللجوء لضربات نوعية تسهل عمليات (الجيش السوري الحر) وتلحق قدرًا من الهزيمة النفسية بنظام الأسد· ولفت التقرير إلى أن الغطاء الروسي- الصيني لن يستمر طويلاً في مواجهة الضغوط الغربية، كما أن تطور عمليات (الجيش السوري الحر) واقتراب المعارك من معاقل النظام في دمشق قد يدفعان موسكو وبكين إلى التخلي عن الأسد، كما أن إيران ستغلِّب في النهاية مصلحتها إذا وجدت نفسها وحيدة في مواجهة العاصفة· ووفقًا لمسار أزمتها مع الغرب المتعلقة بالبرنامج النووي، فقد تقبل بمواءمة سياسية تبعدها خارج المعركة وبذلك يفقد الأسد أحد أهم أوراقه· لهذا يبدو حسم الوضع في سوريا موكولاً بشكل أساسي إلى التطورات الجارية على الأرض في الداخل، وقدرة (الجيش السوري الحر) على كسب مزيد من المواقع، والرهان على انشقاقات إضافية بالجيش النظامي، وقد ظهر أن هناك تطورًا في عمليات (الجيش السوري الحر) واقتراب المعارك من معاقل النظام في دمشق، وسيطرة (الجيش الحر) على الكثير من المناطق· ويؤكد العميد الركن ب(الجيش السوري الحر) مصطفى الشيخ أن دخول الجيش السوري النظامي في هذه المعركة القذرة بحمص محكومٌ عليه بالفشل، ويشير إلى تدني معنويات جنود النظام بسبب تقييد حركتهم خوفًا من الانشقاق، ويشير إلى أن نسبة الجاهزية لدى الجيش النظامي لا تتعدى 30% بسبب الانشقاقات في صفوفه·