تمّ مساء السبت بعاصمة دولة فرنسا باريس تكريم الكاتب الجزائري مولود فرعون ورفاقه الخمسة الجزائريين والفرنسيين الذين كانوا يشرفون على المراكز الاجتماعية التربوية للجزائر، والذين اغتيلوا بتاريخ 15 مارس 1962 من قِبل المنظّمة المسلّحة السرّية· أقيم هذا التكريم في إطار فعاليات الطبعة ال 18 للصالون (المغرب العربي للكتاب) والذّكرى الخمسين للاستقلال الوطني بحضور أعضاء من عائلة الضحايا وهما ابنة علي حاموتن السيّدة صافية حاموتن وابن صالح ولد عودية السيّد جون فيليب ولد عودية اللذين قدما شهادات حول هذه الجريمة· وقد اغتيل الكاتب مولود فرعون ورفقائه أربعة أيّام قبل وقف إطلاق النّار عندما كانوا مجتمعين بالمركز الاجتماعي (لشاتو روايال) ببلدية الأبيار ليفاجأوا بمسلّحي كومندو (دلتا) التابعين للمنظّمة المسلّحة السرّية الذين قاموا بإخراجهم من القاعة وإطلاق النّار عليهم· وقد تمّ تنفيذ هذه الجريمة الشنعاء في حقّ هؤلاء الذين كانوا جميعهم مفتشين يعملون بالمراكز الاجتماعية وكانوا مكلّفين بمحو الأمِّية وتكوين الشباب والتكفّل بالمشاكل الصحّية والاجتماعية لاتّهامهم من طرف السلطات الفرنسية بانتمائهم إلى جبهة التحرير الوطني· وأكّدت صافية حموتن التي كانت علامات التأثّر بادية عليها لمجرّد تذكّر حادث اغتيال والدها، أنها كانت صغيرة السنّ في تلك الفترة (إلاّ أنها كبرت مع ذلك الاغتيال)، كما أشارت إلى (أن ذلك الاعتداء الإرهابي لازمها في حياتها وهي اليوم تجد صعوبة في الحديث عنه)· وكان جون فيليب عودية قد نشر تحقيقا حول اغتيال شاطو روايال (منشورات تيريزيا)، وهو بصدد القيام بتحقيق عميق من أجل متابعة قتلة والده ورفاقه·