عادت أفكار وأطروحات الروائي الجزائري الراحل مولود فرعون لتفرض نفسها داخل فرنسا التي قررت تصفيته عشية استقلال الجزائر على يد المنظمة السرية، وذلك خلال احتفالية تكريمية خاصة به وبرفاقه الخمسة الجزائريين والفرنسيين الذين كانوا يشرفون على المراكز الاجتماعية التربوية للجزائر واغتيلوا في ال15 مارس 1962 من قبل المنظمة المسلحة السرية· وأقيم هذا التكريم بباريس مساء أول أمس، في إطار فعاليات الطبعة الثامنة عشرة لمعرض ”المغرب العربي للكتاب” والذكرى الخمسين للاستقلال بحضور أعضاء من عائلة الضحايا وهما ابنة علي حاموتن السيدة صافية حاموتن وابن صالح ولد عودية جون فيليب ولد عودية الذين قدموا شهادات حول هذه الجريمة· وأوضحت صافية حموتن التي كانت علامات التأثر بادية عليها لمجرد تذكر حادث اغتيال والدها، أنها كانت صغيرة في تلك الفترة، إلا أنها كبرت مع ذلك الاغتيال، مشيرة إلى أن ذلك الاعتداء الإرهابي لازمها في حياتها وهي اليوم تجد صعوبة في الحديث عنه· وكان جون فيليب عودية قد نشر تحقيقا حول اغتيال ”شاطو روايال” صدر عن ”منشورات تيريزيا”، وهو بصدد القيام بتحقيق عميق من أجل متابعة قتلة والده ورفاقه· وولد الكاتب الفذ مولود فرعون في الثامن مارس 1913 في منطقة ”تيزي هيبل”، وكان تلميذا بمدرسة الأساتذة ب”بوزريعة” في الجزائر العاصمة، حيث مارس صاحب ”نجل الفقير” التعليم لسنوات عديدة ثم مديرا للمدرسة قبل أن يعين مفتشا للمراكز الاجتماعية· ومن أشهر أقواله على الإطلاق ”أكتب بالفرنسية وأتكلم بالفرنسية لأقول للفرنسيين إني لست فرنسيا”· في السياق ذاته، افتتح معرض ”المغرب العربي للكتاب” في مقر بلدية باريس بالعاصمة الفرنسية، حيث يجمع لمدة يومين 144 ناشرا من الجزائر والمغرب وفرنساوتونس· ويبرز هذا الحدث الذي تنظمه سنويا جمعية ”كو دو سولاي”؛ الأعمال الأدبية لواحد من البلدان الثلاثة للمغرب العربي، فبعد تونس سنة 2011 وقبل الجزائر سنة ,2013 سيحظى الأدب المغربي بشرف الاستضافة هذه السنة· ويشارك العديد من المؤلفين المدعوين في جلسات بيع بالإهداء ومقاه أدبية وحوارات وقراءات· وستتناول موائد مستديرة مواضيع تتعلق بالأحداث الراهنة والتاريخ والإدماج والأدب· كما يتضمن برنامج هذا المعرض في إطار إحياء الذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، وقفات تذكارية لكل من الكاتب الجزائري مولود فرعون ومرافقيه الخمسة الآخرين الذين اغتالتهم منظمة الجيش السري في مارس .1962 من ناحية أخرى، سيخصص كتاب وباحثون من بينهم ”كريستيان شولي عاشور”، وقفة تذكارية ل”فرانتز فانون” الذي يعد أحد الوجوه البارزة المناهضة لاستعمار بلدان العالم الثالث· كما سيتم تنظيم مقاه أدبية حول مواضيع متنوعة على غرار سقوط بعض الأنظمة العربية خلال سنة ,2011 بالإضافة إلى المجازر التي ارتكبت في حق الجزائريين الذين خرجوا للتظاهر سلميا بباريس في ال17 أكتوبر 1961 ضد حظر التجول الذي فرضه عليهم محافظ شرطة باريس آنذاك ”موريس بابون”·