دعا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الجزائريين إلى انتخاب الأفضل في تشريعيات العاشر ماي القادم، ناصحا إيّاهم بتوخّي الجدّ وروح المسؤولية في انتخاب نوّابه من إجل (إعزاز بلادنا بمجلس وطني جديد). وأكّد الرئيس بوتفليقة أن الثروات الهامّة التي تزخر بها بلادنا مسخّرة لرفاهية عموم المواطنين، مشيرا إلى الخطوات التنموية الكبيرة التي قطعتها الجزائر في السنوات الأخيرة· قال رئيس الجمهورية في رسالة وجّهها أمس الأحد إلى الأمين العام للاتحاد العام للعمّال الجزائريين عبد المجيد سيدي سعيد بمناسبة الذّكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد وتأميم المحروقات: (ندعو الجزائريات والجزائريين إلى توخّي الجدّ وروح المسؤولية في انتخاب نوّابهم في ماي المقبل من أجل إعزاز بلادنا بمجلس وطني جديد جدير بثقة الشعب برمّته تولى له مهمّة النيابة على الأمّة في المراجعة الدستورية)· وأوضح رئيس الدولة أن الإصلاحات السياسية (العميقة) التي باشرتها الجزائر يتوخّى منها الوصول إلى (استكمال إقامة دولة الحقّ والقانون وفتح المجال واسعا لمشاركة المواطنين في القرارات التي تخصّهم وفي اختيارهم الحرّ لممثّليهم في المؤسسات، بدءا بالمجالس الشعبية البلدية والمجالس الشعبية الولائية إلى غاية البرلمان)· واعتبر الرئيس بوتفليقة هذه الورشة السياسية والمؤسساتية الكبرى (فرصة أمام الشباب ليسترجعوا مهمّة ترسيخ بلادنا أكثر فأكثر في السلم والطمأنينة وعلى درب الحداثة من خلال تعزيز الدولة ومن خلال تقوية الأمّة حتى تواكب نسق العولمة). من جهة أخرى، قال الرئيس بوتفليقة إن المحروقات والموارد المالية التي تدرّها على الجزائر كانت وستبقى (مسخّرة) لتحقيق الرّخاء لكافّة الشعب الجزائري، كما أسهمت في تمويل منجزات (كبرى)، موضّحا أنه (من المؤكّد أنها أسهمت إلى يومنا هذا في تمويل منجزات كبرى كانت انعكاسا لما يحذو أمّتنا من همّة وإقدام)· وذكر رئيس الجمهورية أن القدرات الهائلة من موارد الجزائر من المحروقات شكّلت (عاملا حاسما في تشييد البلاد وتحقيق الإنجازات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية الكبرى التي استفاد منها شعبنا منذ الاستقلال)، وأضاف أنه إلى جانب المجهودات الاستثمارية (الجبّارة) التي بذلتها الدولة الجزائرية في اقتناء التجهيزات وبناء المنشآت الصناعية وتكوين الرجال (وفقنا على إقامة أشكال من الشراكة بالغة الفائدة مع شركات أجنبية وفي تكييف قوانيننا مع ذلك كلّما اقتضى الأمر، لكن دون المساس بسيادتنا الوطنية على مواردنا الطبيعية)· وبخصوص (سونطراك) قال الرئيس بوتفليقة إنه (رغم وجود بعض المآخذ على سونطراك، ورغم أننا نولي عنايتنا لضرورة القيام ببعض التصويبات فإنه لن يكون من العدل ولا من الأمانة الظنّ بالإشادة والتنويه عن عمّال وإطارات هذه المؤسسة الكبرى على ما بذلوه منذ تأسيسها، أي منذ ما يقارب الخمسين سنة وبالخصوص منذ 24 فيفري 1971 التاريخ التي اكتسبت بعده صفة الشراكة النّفطية ذات المقام الدولي)، مشيرا إلى أن (الاتحاد مايزال اليوم على ذلك العهد مساهما في ذات الآن في تحسين ظروف المعيشة والعمل للعمّال وفي معالجة المناخ العام بما يوفّر الاستقرار لبلادنا)· وأضاف رئيس الدولة قائلا: (لقد ظلّ الاتحاد العام للعمّال الجزائريين على امتداد تاريخه منظّمة نقابية بارزة استطاعت الجمع بين التطلّعات الاجتماعية والواجب الوطني للعمّال الجزائريين في نفس المعركة)· ولدى تطرّقه إلى دورالاتحاد داخل الثلاثية ثمّن رئيس الجمهورية دور الاتحاد في هذا (الفضاء المفتوح للحوار والتشاور بين الحكومة وأرباب العمل والاتحاد العام للعمّال الجزائريين)، وفي هذا الصدد عبّر عن تقديره لتكيّف الاتحاد مع (المشهد الجديد لعالم الشغل الذي يسجّل بروز فئات اجتماعية مهنية ما انفكّت تتنوّع من يوم إلى آخر وظهور تعدّدية نقابية حقيقية)· (إن التكريم المستحقّ الذي نخصّ به اليوم فئة العمّال والعاملات - يقول الرئيس بوتفليقة - ليس مجرّد تمجيد للماضي، بل إنه تذكير بالدور الذي مازالوا يضطلعون به في تنمية البلاد وبالدور المتنامي للأجيال الجديدة المتكوّنة والمؤهّلة والمتفتّحة على العالم المعاصر، والتي تتقدّم على واقع ما جاء به زمنها من الابتكارات العلمية والتكنولوجية)·