وجه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة اليوم،رسالة إلى العمال الجزائريين بمناسبة إحياء الذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات. و قال الرئيس في رسالته"لقد ظل الاتحاد العام للعمال الجزائريين على كل امتداد تاريخه منظمة نقابية بارزة استطاعت الجمع بين التطلعات الاجتماعية و الواجب الوطني للعمال الجزائريين في نفس المعركة.وهو ما يزال اليوم على ذلك العهد مساهما في ذات الآن في تحسين ظروف المعيشة و العمل للعمال و في معالجة المناخ العام بما يوفر الاستقرار لبلادنا. و تابع الرئيس يقول"إننا نسجل ونثمن دوره ضمن الثلاثية ذلكم الفضاء المفتوح للحوار و التشاور بين الحكومة وأرباب العمل والاتحاد العام للعمال الجزائريين. كما أننا نقدر تكيفه مع المشهد الجديد لعالم الشغل الذي يسجل بروز فئات اجتماعية مهنية ما انفكت تتنوع من يوم إلى آخر وظهور تعددية نقابية حقيقية. و يعتبر رئيس الجمهورية أن"التكريم المستحق الذي نخص به اليوم فئة العمال والعاملات ليس مجرد تمجيد للماضي بل إنه تذكير بالدور الذي مازالوا يضطلعون به في تنمية البلاد و بالدور المتنامي للآجال الجديدة المتكونة و المؤهلة و المتفتحة على العالم المعاصر و التي تتقدم على وقع ما جاء به زمنها من الابتكارات العلمية و التكنولوجية. و أضاف القاضي الأول في البلاد قائلا"إن تحكمنا التام في مواردنا من المحروقات هو الذي مكننا من تصور وتنفيذ السياسات الطاقوية المناسبة لتطويرها بحيث أننا إلى جانب المجهودات الاستثمارية الجبارة التي بذلتها الدولة الجزائرية في اقتناء التجهيزات و بناء المنشآت الصناعية و تكوين الرجال وفقنا إلى إقامة أشكال من الشراكة البالغة الفائدة مع شركات أجنبية و في تكييف قوانيننا مع ذلك كلما اقتضى الأمر لكن دون المساس بسيادتنا الوطنية على مواردنا الطبيعية". بينما اعتبر الرئيس أنه"لا جدال في أن بلادنا حققت إنجازات كبيرة منها الكشف عن احتياطات ضخمة من المحروقات وتطوير واستغلال حقول جد هامة من الغاز والبترول وتمييع ومعالجة الغاز وتكرير البترول ونشاطات الاستغلال وبناء أنظمة نقل واسعة مدعمة بأنابيب غاز عابرة للقرارات. و الأهم من ذلك تكوين وتوظيف عشرات الآلاف من الشباب الجزائري.لكنه شدد على وجود"بعض المآخذ"على سوناطراك و رغم أننا نولي عنايتنا لضرورة القيام ببعض التصويبات فإنه لن يكون من العدل ولا من الأمانة الظن بالإشادة والتنويه عن عمال وإطارات هذه المؤسسة الكبرى على ما بذلوه منذ تاسيسها أي منذ ما يقارب الخمسين سنة وبالخصوص منذ 24 فبراير 1971 التاريخ الذي اكتسبت بعده صفة الشركة النفطية ذات المقام الدولي".متابعا"لقد تضاعف الانتاج النفطي خلال الأربعين سنة الماضية وبفضل صناعة الغاز أصبحت الجزائر من البلدان الرائدة بينما ارتفعت صادراتنا أكثر من ثلاث مرات خلال ذات الفترة. ومع ذلك فإن تموين السوق الوطنية وتوصيل المساكن بالغاز الطبيعي على أوسع نطاق و توفيره لقطاعي الصناعة و الفلاحة من بين الأولويات بالنسبة لنا على أنه تم قطع أشواط كبرى فيما يخص توصيل الكهرباء إلى كافة أرجاء البلاد. و قال أيضا أن تعداد العاملين بسوناطراك بخمسة أضعاف منذ 1971.أن الاعتراف بجدراتهم واستحقاقهم مشروع تماما خاصة وإنني متيقن من أنهم لن يبخلوا لا بجهدهم و لا بفكرهم في سبيل رفع التحديات الجديدة التي سيتعين على قطاع المحروقات مواجهتها. بينما قال أن الاستثمارات الهائلة التي باشرته السلطات العمومية إرادتنا الثابتة رغم المحيط الدولي المضطرب بفعل أزمة دولية خطيرة والظرف الجهوي الباحث عن الاستقرار في إضفاء جودة نوعية جديدة على الحلول التي تنتظرها كل هذه المسائل وتخصيص الشبيبة في هذا الإطار بالقسط الأوفى من المخطط الخماسي الجاري. ودعا الرئيس إلى فتح المجال واسعا لمشاركة المواطنين في القرارات التي تخصهم وفي اختيارهم الحر لممثليهم في المؤسسات بدءا بالمجالس الشعبية البلدية و المجالس الشعبية الولائية إلى غاية البرلمان. مضيفا أنه"انطلاقا من هذه الأرضية المؤسسة على المزيد من الديمقراطية ندعو الجزائريات والجزائريين إلى توخي الجد وروح المسؤولية في انتخاب نوابهم في مايو المقبل من أجل إعزاز بلادنا بمجلس وطني جديد جدير بثقة الشعب برمته تولى له مهمة النيابة على الأمة في المراجعة الدستورية.