برر مسؤولون أميركيون حرق المصاحف في قاعدة باغرام العسكرية في أفغانستان، ب(الخشية من استخدامها بين المعتقلين كوسيلة للتواصل بينهم)؟! وهو كما يُقال (عذرٌ أقبح من ذنب)· وأكد مسؤول أميركي -طلب عدم كشف اسمه- أن المصاحف (سحبت لأننا كنا نخشى من تواصل المعتقلين فيما بينهم)، إلا أن مسؤوليْن آخريْن اعتبرا أن سحب الكتب والوثائق الإسلامية كان يمكن أن يتم بطريقة أنسب· وكان أكثر من 2000 أفغاني قد احتشدوا خارج بوابات قاعدة باغرام الجوية -وهي المركز الرئيس لقوات حلف شمال الأطلسي التي تقودها الولاياتالمتحدة وتقع إلى الشمال مباشرة من العاصمة كابول- بعدما عثر عمال أفغان على بقايا متفحمة لنسخ من القرآن، بينما كانوا يجمعون القمامة من القاعدة· وهتف المحتجون (الموت لأمريكا) و(الموت لكرزاي) إشارة إلى الرئيس الأفغاني حامد كرزاي، في العاصمة كابول ومدينة جلال آباد بشرق أفغانستان· وقال شهود عيان لرويترز: إن أعيرة نارية أطلقت على محتجين في كابول أمس الأربعاء، في اليوم الثاني على التوالي من الاحتجاجات على حرق المصاحف، مما أسفر عن إصابة عدد منهم، بعدما ألقوا عليهم الحجارة واخترقوا صفوف الشرطة وحطموا زجاج سيارات، بينما جرت أيضًا تظاهرات منفصلة في مدينة جلال آباد بشرق أفغانستان وفقًا لرويترز· كما أكد المتظاهرون خلال هذه التظاهرات على ضرورة جلاء قوات الاحتلال من بلادهم، لما لها من دور لا ينكر على صعيد تأجيج الأزمات، وإثارة المشاكل على جميع الأصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية· وأصدر وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا اعتذارًا عن (المعاملة غير اللائقة) للمصحف بالقاعدة في محاولة لاحتواء الغضب بسبب الحادث الذي يأتي في الوقت الذي تحاول فيه تهدئة الأوضاع في البلاد قبل انسحاب القوات الأجنبية عام 2014· غير أن الجنرال (ألن) لم يؤكد حرق مصاحف فعلاً كما قالت الشرطة الأفغانية، وأمر بفتح تحقيق في الحادث، في حين تمكن مصور فرانس برس من مشاهدة مصاحف محروقة الأطراف·