أكّد عدّة مسؤولين وجامعيين ينتمون إلى أحزاب سياسية مختلفة على ضرورة مراعاة المستوى التعليمي في قوائم أسماء المترشّحين للانتخابات التشريعية المقبلة، وذلك بسبب المنافسة القوّية لبعض المرشّحين من أصحاب المستوى التعليمي المحدود من أجل تصدّر القوائم الانتخابية لضمان تواجدهم في المجلس الشعبي الوطني، الأمر الذي رأت بعض الأحزاب أنه إضعاف لمستوى الاستحقاقات ومستوى الممارسات السياسية عموما· وقد دعا مسؤولو الأحزاب السياسية التي تتهيّأ لخوض انتخابات 10 ماي إلى ضرورة التأكّد من المسويات التعليمية للمترشّحين في القوائم الانتخابية في ظلّ سعي بعض مناضلي التشكيلات السياسية إلى (مزاحمة) المثقّفين ليكونوا على رأس القوائم الانتخابية لضمان تواجدهم في المجلس الشعبي الوطني، الأمر الذي رفضته بعض الأحزاب واعتبرته إضعافا للممارسة السياسية سيؤدّي إلى التأثير سلبا على مسار الإصلاحات السياسية التي انطلق قطارها في البلاد· وبهذا الصدد أكّد الأمين العام لحركة الإصلاح عكوشي حملاوي على أن قبول بعض الأحزاب ترشيح ذوي المستوى التعليمي الضعيف للانتخابات النيابية دليل على (الرّغبة في تكريس الرداءة في المؤسسات الدستورية للدولة) ودعا الأمين العام للحزب من جهته جميع الأحزاب إلى التخلّي عن هذه الظاهرة التي وصفها بالمذمومة وغير المقبولة، مبرّرا ذلك بأن المجلس الشعبي الوطني القادم بحاجة إلى أشخاص مزوّدين بالعلم ويتحلّون (بالفطنة والذكاء واليد النّظيفة للرّفع من سمعته وطنيا ودوليا). وفي ذات السياق، طالب عكوشي بضرورة معاقبة الأحزاب التي تسعى حسب تعبيره إلى تكريس الجهل في المؤسسات المنتخبة من طرف الشعب الجزائري· كما أشار المكلّف بالإعلام لحركة مجتمع السلم جمال ميدا إلى أن استفحال ظاهرة إقحام ذوي التحصيل العلمي الضعيف في القوائم الانتخابية يعدّ إساءة إلى سمعة الأحزاب في مسارها السياسي، زيادة إلى أنها تقلّل من شأن ووزن البرلمان على حدّ تعبيره. ودعا المتحدّث باسم الحركة جميع التشكيلات السياسية إلى تفادي مثل هذه السلوكات التي تؤثّر على مستقبل الأمّة التي تتطلّع إلى الأفضل خدمة لمتطلّبات المواطن· ومن جهته، أكّد الأمين العام لحركة النّهضة فاتح الربيعي على أن ترشيح محدودي المستوى التعليمي للغرفة السفلى يعدّ ظاهرة مضرّة بمؤسسات الدولة عموما، مشيرا إلى أن هناك بعض الأحزاب التي لا تراعي أيّ معايير في ضبطها لقوائمها الانتخابية وهمّها الوحيد هو استكمال العدد المطلوب في القوائم وهذا نظرا لما تعانيه من ضعف في برامجها وقلّة في عدد مناضليها. وحثّ الربيعي في ذات الوقت الأحزاب السياسية على التحلّي بالمسؤولية والعقلانية في اختيار الكفاءات التي من شأنها تشريف الشعب· أمّا بشأن الصراعات التي تحدث داخل الأحزاب مع اقتراب كلّ موعد انتخابي من أجل تصدّر القوائم الانتخابية، والتي يتسلّل فيها استخدام الأموال للوصول إلى هذه الغاية، فقد أوضح حملاوي أن اجتماع المال بالسياسة لا ينتج إلاّ فسادا، فالأحزاب التي تلجأ إلى مثل هذه السبل هي أحزاب مفلسة وتسعى إلى ممارسة التجارة على حدّ تعبيره·