تشهد منطقة السبالة بدرارية عودة موجة الشغب والعنف ما بين السكان المرحلين من الباخرة المحطمة وديار الشمس، بعد فترة هدوء دامت أكثر من شهر، إلا أنها عادت بشكل أعنف مما سبب حالة هلع كبيرة ما بين باقي سكان السبالة التي أصبحت مسرحا يوميا للاشتباكات ما بين هذين الطرفين· هذه الحالة مستمرة في الحي السكني 1600 سكن بالسبالة منذ أكثر من أسبوع وبالضبط عند بداية الامتحانات عبر المؤسسات التعليمية، فالتلاميذ كانوا الضحية الأولى لهذه الاشتباكات التي لم يستطع رجال الدرك إيقافها ومنع هذه العائلات من مواصلة أعمال الشغب التي حولت السبالة إلى ما يشبه غزة على حد تعبير إحدى العائلات المرحلة من ديار الشمس إلى هذه المنطقة، ففي اتصالها (بأخبار اليوم) عبرت هذه العائلة عن تخوفها على حياة أطفالها وعلى مستقبلهم الدراسي إذا استمر الوضع على ما هو عليه، خاصة أمام المدرسة الابتدائية الواقعة ما بين عمارات كل من الطرفين، فهذه الاشتباكات التي بدأت عند بداية فترة الامتحانات أثرت سلبا على التلاميذ الذين يدخلون إلى أقاسمهم بالخوف ويخرجون كذلك، وأكثر ما يظهر خطورة هذا الوضع هو لجوء مديرة هذه المؤسسة إلى فتح بابين أمام التلاميذ وتقسمهم إلى فرقين، فريق تلاميذ المنتمين إلى الباخرة المحطمة وفريق تلاميذ ديار الشمس·· فالأولياء جد متخوفين على أبنائهم حتى أن بعض التلاميذ المنتمين إلى سكان الباخرة المحطمة غابوا عن إجراء الامتحانات بسبب حالة الهلع الشديد التي شعروا بها خلال هذه الأحداث والآتي أعظم حسب هذه العائلات فالوضع الحالي لا يبشر أبدا بأي خير، فخلال نهاية الأسبوع كانت المنطقة عبارة عن ساحة حرب حقيقية ما بين الطرفين خاصة عند خروج التلاميذ من مدرستهم الواقعة ما بين فكي كماشة، فحتى تحية العلم ألغيت بسبب حالة الهلع التي انتابت أولياء التلاميذ الذين اقتحموا ساحة المدرسة لإنقاذ أبنائهم من التعرض للإصابة بالجروح نتيجة رمي الزجاج والحجارة عليهم من طرف الشباب المهووسين بالعنف لأسباب تبقى مجهولة وغير واضحة إلى غاية اليوم·· والخطير في الأمر أن هذه الاختلافات غير المفهومة ما بين الطرفين امتدت حتى للنساء اللواتي أصبحن ينفرن من بعضهم ويتبادلن الشتائم لمجرد انتساب بعضهم لأحد الطرفين المتخاصمين والمتناحرين في السبالة·· وللإشارة فإن أعمال العنف التي تشهدها منطقة السبالة ما بين المرحلين من الباخرة المحطمة وديار الشمس، تستعمل فيها كل الوسائل من سيوف وأسلحة أخرى بيضاء، بالإضافة إلى استعمال الكلام الفاحش والبذيء على مسامع العائلات، ورغم الوجود الكثيف لرجال درك بالحي السكني على طول اليوم، حتى أنهم في بعض الحالات يصعدون إلى الأسطح من قطع الطريق على هؤلاء الشباب الذين عادة ما يصعدون إلى الأسطح لرمي الحجارة والزجاج على الطرف الآخر، بحيث تتكرر هذه الأعمال بصفة خاصة خلال الليل وتتواصل إلى غاية الصباح، فهذا الحي السكني على حافة الانفجار لأسباب تبقى مجهولة، فحرب داحس والغبراء وحرب البسوس المشهورة في تاريخ العرب، تتكرر في هذا الحي السكني ما بين سكان الباخرة المحطمة وديار الشمس لأسباب مجهولة، إلا أنها حتما تافهة ولا تستحق كل هذا العنف الذي أثر بشكل كبير على العائلات بالمنطقة والأطفال بصفة خاصة نفسيا ودراسيا وكل شيء يبقى محتملا في هذه المنطقة إذا لم تتدخل السلطات المحلية قبل استفحال الأمور ووقوع المزيد من الضحايا··