خلّفت الاشتباكات التي شهدها حي 1600 مسكن بالسبالة بدرارية، خلال ال 24 ساعة الأخيرة، بين المرحلين من ديار الشمس والسفينة المحطمة ببرج الكيفان، عشرات الجرحى، حالة اثنين منهم خطيرة، بينما تم توقيف شاب من قبل مصالح الدرك· بداية المواجهات، حسب شهود عيان من الحي، تعود لمنتصف نهار أمس، عندما اقتحم شباب السفينة المحطة حي سكان ديار الشمس وقاموا بتهشيم زجاج بعض السيارات، وحاولوا الاعتداء على بعض النساء واقتحام المنازل قبل أن يرد عليهم شباب الحي بعد أن اجتمعوا وقام كل واحد منهم بإخراج ما يملك من أسلحة تنوعت بين سيوف، خناجر ومولوتوف وهجموا على عمارات الحي الآخر، حيث أحرقوا اثنين منها قبل أن تتدخل قوات الدرك الوطني التي عجزت في البداية عن احتواء الوضع وانتظرت وصول التعزيزات، ليعود الهدوء النسبي إلى المنطقة، لتتجدد المواجهات مع حلول الليل، حيث صعد طرفا الصراع الذين تجاوز عددهم ال 400 شخص، حسب ذات المصادر، فوق أسطح العمارات وتبادلوا التراشق بالحجارة والمولوتوف مع الالتفاف من جهات مختلفة، ما صعب من مهمة رجال الدرك الذين استعملوا الغازات المسيلة للدموع لتفريقهم، وهي الأحداث التي استمرت إلى غاية طلوع الفجر وانتهت بتسجيل عشرات الإصابات بجروح في الطرفين وحالتي إصابة وسط رجال الأمن، بينما تم اعتقال شاب ينحدر من ديار الشمس· تباينت التصريحات حول السبب الذي كان وراء تلك الأحداث التي لا تعد الأولى من نوعها بالمنطقة، وفي حديث بعض شباب حي ديار الشمس ل ''الجزائر نيوز''، ذكر أحدهم ''نحن ضحايا تحرشات شباب حي السفينة المحطمة، حيث استغلوا غيابنا للتهجم على نسائنا وبناتنا، كما قاموا بتهشيم عدد من السيارات وأضرموا النار في عدد من المنازل وحاولوا اقتحامها، وهذا أمر لا يمكن السكوت عليه، لذلك قررنا الرد على ذلك بالمثل''، أما آخر فقال ''سبب المواجهات والاشتباكات التي استمرت لحوالي 16 ساعة من دون انقطاع تعود لاعتداء تعرض له شاب من حينا ويوجد بسببه حاليا في مصلحة العناية المركزة بالمستشفى، حيث أقدم مجموعة من شباب الحي الآخر على التعرض له، بينما كان يتجول''، أما أحد كبار الحي فجاء على ذكر سيناريو آخر للأحداث، وقال ''للأمر علاقة بصراع زعامة بين شباب الحيين وعصابات المتاجرة بالمخدرات، حيث أن القطرة التي أفاضت الكأس تعود لرفض المدعو ''الصوري'' بيع المخدرات لشاب من الحي الآخر، فكان أن حصل اشتباك بينهما قبل أن يتطور لاحقا ليشارك فيه الجميع بمن فيهم النساء اللاتي استعملن أغراض المطبخ لرشق الشباب''· من جهتهم، شباب حي السفينة المحطمة وفي حديثهم ل ''الجزائر نيوز'' تبرأوا من التهم التي نسبت إليهم وحمّلوا نظراءهم من الحي الآخر المسؤولية كاملة، حيث قال أحد الشباب ''منذ وصول سكان ديار الشمس والمشاكل لم تنته، حيث أن شبابهم يتعمدون التحرش بالرجال والنساء على حد سواء وهم لا يتركون أحدا، أما السبب الذي كان وراء اشتعال نار المواجهات، فيعود لمنعنا شباب الحي الآخر من استغلال شقق العمارة الشاغرة في الدعارة وممارسة الفسق وشرب الخمر، فما كان منهم إلا أن ردوا بالهجوم والاعتداء علينا في عقر منازلنا''، أما أحد الشيوخ من نفس الحي فقال ''لقد سبق وأن اجتمع أعيان الحيين لوضع حد للصراع الحاصل، لكن اختلاف الرؤى ومحاولة كل جهة فرض رأيها وبسط زعامتها حال دون الوصول إلى اتفاق، وكان السبب في ما آلت إليه الأمور''، أما آخر فقال ''خلفية المواجهات تعود لمحاولة مجموعة من الشباب المرحّلين من ديار الشمس الاعتداء على تلميذة تدرس بمتوسطة المنطقة، إلا أن هذه الأخيرة تمكنت من الفرار بمساعدة الشباب المرحّلين من شاليهات السفينة المحطمة ليحتدم الصراع بين الطرفين باستعمال السيوف، والتراشق بالحجارة انتهت بإصابة عشرات السكان بجروح خطيرة''· هذا، وزرعت الأحداث التي شهدتها المنطقة الذعر والخوف وسط السكان، حيث أن المتجول في الحي لا يشهد أي حركة به عدا التواجد الكثيف لقوات الأمن، في حين ذكر من تحدثنا إليهم أنهم وجدوا صعوبة في التمون بالمواد الضرورية بعد أن أقدم أصحاب المحلات على غلقها خوفا من الاعتداء عليهم، بينما لم يتمكن التلاميذ من الذهاب إلى المدارس خاصة البنات خوفا من الاعتداء عليهن، حيث اضطرت الكثير من النساء العاملات إلى التغيب عن العمل، بينما لاحظنا أن لا أحد من سكان الحيين يجرؤ على الانتقال إلى منطقة خصمه حتى الأطفال الصغار، بينما تشير تصريحات من التقيناهم إلى أن الأمور لم تهدأ، وعليه طالبوا الجهات المسؤولة بالإبقاء على رجال الدرك في عين المكان لأيام أخرى، والإسراع في إنجاز مركز أمني متقدم، لأنه في حال مغادرة رجال الأمن، الأمور ستعود لسابق عهدها، وقد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه·