دخل إضراب عمّال وموظّفي مديرية التعمير والبناء بولاية الشلف أسبوعه السادس بعدما وصلت سلسلة المفاوضات التي قام بها الفرع النقابي إلى طريق مسدود أمام تمسّك المدير بإنهاء مهام العمّال المضربين الذين تمسّكوا بدورهم بخيار الإضراب المفتوح عن العمل الذي شرعوا فيه منذ شهر جانفي المنصرم احتجاجا على ما وصفوه بالمعاملة السيّئة وتجاوزات المدير غير المسؤولة، والذي بدوره أكّد أن هذا الإضراب له خلفيات ولا يرتكز على أسس مهنية وقانونية، متّهما أطرافا توجد تحت طائل التحقيق القضائي عن تهم الفساد بتحريكه من أجل خلق الفوضى والبلبلة· وقد نقل العمّال احتجاجهم إلى العاصمة أين نظّموا وقفة احتجاجية بحر الأسبوع المنصرم أمام وزارة السكن مطالبين برحيل المدير والتدخّل الفوري للّجنة الوزارية المكلّفة بحلّ النّزاع بالنّسبة لكلّ الموظّفين والعمّال الذين انتهكت حقوقهم من طرف المدير الذي قام بسّبهم وشتمهم والتشكيك في نزاهتهم المهنية واتّهامهم بالرّشوة. وقد تلقّت الوزارة مطالب العمّال، حيث قام مدير الإدارة العامّة بالوزارة باستقبال ممثّلين عنهم وقدّم لهم وعودا بإيفاد لجنة وزارية للتحقيق في القضية· وقد كشف أحد العمّال في اتّصال هاتفي مع (أخبار اليوم) أن الوضع قد تأزّم أوّل أمس بعدما قام المدير العام بإنهاء مهام رؤساء المصالح ورؤساء المكاتب، مع ترسيم شكوى ضد 66 موظّفا من أصل 92 أضربوا عن العمل منذ تاريخ 30 جانفي الفارط، حيث تسلّموا استدعاء من الشرطة للتحقيق في أسباب عدم التحاقهم بمناصب عملهم، وهي الأسباب الذي زادت من تأزّم الوضع بعدما التمس الفرع النقابي من الوزارة إيجاد حلّ سريع وفوري بإيفاد لجنة تحقيق وزارية· كما كشف ذات المصدر أن العمّال والمدير يتبادلون التهم فيما بينهم تتعلّق بالرّشوة والفساد، حيث قام المدير باستبدال العمّال المضربين بعمال آخرين معروفين لدى الوسط المهني بضلوعهم في قضايا الفساد، إذ تطوّر هذا الاحتجاج ليضمّ جميع الموظّفين رجالا ونساء بعد أن اقتصر في أسبوعه الأوّل على العاملات. فبعد المضايقات التي تعرّضن لها والتي تكرّرت لأكثر من مرّة، قرّرت الموظّفات عدم السكوت على هذه التصرّفات والتحرّشات والبدء بالإضراب لصون كرامتهن وإيقاف معاناتهن، حيث رافقت إضرابهن باعتصام أمام مقرّ مديرية البناء والتعمير بالشلف بداية شهر فيفري ورفعن شعارات تندّد بالمعاملة السيّئة التي يتعرّضن لها، مطالبات الجهات المعنية بالتدخّل لحمايتهن من التصرّفات المشينة والابتزاز الذي يتعرّضن له في أداء عملهن، حيث أصبح العمل في هذا الجوّ أمرا صعبا إن لم يكن مستحيلا· ثمّ تطوّر الموقف هذا الأسبوع ليضمّ الرجال أيضا، أين انتفض الجميع وقرّروا مساندة الموظّفات في احتجاجهن والالتحاق بالإضراب والاعتصام للضغط على المدير للتنحّي عن منصبه. وقد رفع المعتصمون من عمّال وعاملات شعار (موظّفو العزّة والكرامة يطالبون بتنحّي المدير) وشعارات تناشد الوالي تحمّل مسؤولياته والاستماع إلى انشغالاتهم، وشعارات أخرى تؤكّد أنهم لن يوقفوا الإضراب والاحتجاج إلاّ بعد تنفيذ مطالبهم التي تتعلّق أساسا بتنحية المدير وتنظيف جوّ العمل الذي تعكّر بفعل سوء المعاملة والاستعمال المفرط للسلطة، ممّا حال دون السير الحسن للعمل داخل المديرية. وما يزال الاعتصام قائما في انتظار إيجاد حلّ للمشكل·