ما زالت المقابر الجماعية تكتشف في ليبيا في أعقاب الثورة التي أطاحت بحكم العقيد الليبي معمر القذافي· فقد تم اكتشاف موقع بضاحية وادي الربيع القريبة من العاصمة الليبية طرابلس يضم مقبرة جماعية· وقاد رجل، أوضح أنه اشترك في دفن 40 جثة في ذلك الموقع في ماي عام 2011، مقاتلين سابقين مناهضين للزعيم الراحل معمر القذافي إلى المكان· لكن التعرف على هويات الضحايا سيكون بالغ الصعوبة على الأرجح؛ لأن المقبرة صبت فيها مادة كيماوية لتساعد في تحلل الجثث، وفقًا لرويترز· وقال أبو عبد الله الحمروني، قائد كتائب شهداء ليبيا في غريان: (تبين وجود مقبرة فعلاً وحفرنا لها وكان صب عليها مواد كيماوية للتحلل وقال شهود عيان كانوا موجودين لما تم الردم: الأشخاص حوالي 40 شخصًا·· أعمارهم ما بين 23 إلى 40 سنة·· وقاموا بدفنهم في ماي 2011)· وأضاف: (من ضمن المعلومات التي عندي أن الأشخاص الذين دفنوا من الذين أصيبوا في بداية الانتفاضة في 17 فيفري في مدينة طرابلس)· وكان الرجل الذي أكد أنه اشترك في دفن الجثث مقاتلاً في صفوف القوات الموالية للقذافي وأسرته كتائب الثوار في غريان على بعد 80 كيلومترًا إلى الجنوب من طرابلس أثناء توجهه إلى سبها· من جهة أخرى، أكَّد المسؤول في وزارة الداخلية الليبية زياد عبد العالي أن السلطات الليبية أصبحت الآن تسيطر على جميع الموانئ في مدينة مصراتة ثالث أكبر مدن البلاد· وقال عبد العالي: (لقد تمَّ تسليمُ جميع الموانئ بما فيها الميناء الجوي)· وأصدر مجلس مصراتة المحلي الذي جرى انتخابه الشهر الماضي بيانًا قال فيه: (المدينة سلَّمت السيطرة على الميناءين الجوي والبحري والمعابر البرية إلى السلطات المركزية)· وأشار عبد العالي إلى أن المفاوضات لا تزال مستمرة لتسليم مطار العاصمة طرابلس الذي لا يزال تحت سيطرة ثوار الزنتان، معتبرًا أن المسألة مسألة وقت· من جهة أخرى، قررت ليبيا إرسال وفد إلى نواكشوط لبحث القضية مع الجانب الموريتاني· فقد قالت ليبيا: إنها تستعد لإرسال وفد إلى موريتانا للضغط من أجل تسليم عبد الله السنوسي مدير المخابرات الليبية في عهد العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، وذلك في حين دعت الشرطة الدولية (الإنتربول) إلى تسليمه لتعزيز (حكم القانون) في ليبيا· وقد ذكرت الشرطة الدولية أنها أصدرت مذكرة اعتقال للسنوسي بناء على طلب من طرابلس بعد اعتقاله في موريتانيا، وفقًا للجزيرة نت· وقالت الإنتربول: إن مذكرة اعتقال السنوسي صدرت إضافة إلى مذكرة اعتقال أخرى بطلب من المحكمة الجنائية الدولية في سبتمبر الماضي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية· من جانبها، طالبت منظمة العفو الدولية بتسليم عبد الله السنوسي إلى المحكمة الجنائية الدولية، في أعقاب الإعلان عن اعتقاله في موريتانيا· واعتبرت حسيبة حاج صحراوي -نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة- اعتقال السنوسي لحظة هامة بالنسبة لضحايا الجرائم في ليبيا، ودعت موريتانيا إلى التعاون التام مع المحكمة الجنائية الدولية وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي، رغم أنها ليست دولة موقِّعة على إعلان روما الخاص بالمحكمة· وذكر مصدرٌ أمني بموريتانيا في وقت سابق أن نواكشوط تلقت طلبين من فرنسا والمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لتسليم عبد الله السنوسي·