اعتقلت أجهزة الأمن الموريتانية مدير المخابرات الليبية السابق، عبد الله السنوسي، أحد أبرز مساعدي العقيد الليبي الراحل، معمر القذافي، بمطار نواكشوط قادما من المغرب بجواز سفر مالي مزور وهو المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية، لمحاكمته بتهم ارتكاب ”جرائم ضد الإنسانية” في ليبيا. وقالت الوكالة الموريتانية الرسمية للأنباء إن السنوسي، الذي يرتبط بصلة نسب مع عائلة القذافي، تم اعتقاله بعد وصوله إلى مطار نواكشوط الدولي، فجر الأحد، على متن إحدى الطائرات القادمة من المملكة المغربية، وبحوزته جواز سفر مالي مزور. كما أكدت وكالة ”نواكشوط” للأنباء اعتقال مدير المخابرات الليبية السابق، فيما ذكرت وكالة ”الأخبار”، وهي وكالة أنباء موريتانية مستقلة، أنه تم نقل السنوسي إلى ”مكان سري تابع لإدارة أمن الدولة”. من جهته، قال ناصر المانع، المتحدث باسم الحكومة الليبية يوم السبت إن ليبيا تسعى لدى موريتانيا لتسليمها عبد الله السنوسي، مدير المخابرات الليبية في عهد العقيد معمر القذافي بعد أن اعتقل في مطار نواكشوط. وأضاف في مؤتمر صحفي أن النائب العام أرسل طلب تسليم الى الحكومة الموريتانية عبر الشرطة الدولية (الانتربول) والتي سلمت هذا الطلب الى الحكومة الموريتانية. وتابع أن وزارة الخارجية الليبية على اتصال بموريتانيا بخصوص هذا الاجراء وأن الحكومة الليبية مستعدة لتسلم عبد الله السنوسي وتوفير محاكمة نزيهة له في ليبيا. يُذكر أن أنباء سابقة كانت قد أشارت إلى اعتقال السنوسي أواخر نوفمبر الماضي، بمدينة ”سبها” في جنوب ليبيا، إلا أن تلك الأنباء التي تزامنت مع الإعلان عن اعتقال سيف الإسلام القذافي، نجل العقيد الراحل، نفت الحكومة الانتقالية صحتها لاحقا. ويعتبر السنوسي أحد أبرز أركان النظام الليبي السابق، وكان شديد القرب من القذافي، وارتبط معه بعلاقة عائلية بعدما تزوج شقيقة زوجته صفية فركش.ويقول خصوم القذافي إن السنوسي كان العقل المدبر للعديد من العمليات الأمنية داخل وخارج ليبيا خلال السنوات الماضية، كما يحملونه مسؤولية التعرض لمعارضين سياسيين والوقوف خلف ”مجزرة سجن أبوسليم” عام 1996. وسبق لمحكمة الجنايات الدولية أن أصدرت في 16 ماي الماضي مذكرة توقيف بحق السنوسي، إلى جانب القذافي ونجله سيف الإسلام، بتهم ارتكاب ”جرائم ضد الإنسانية”. ودارت شائعات كثيرة حول مصير السنوسي بعد سقوط العاصمة الليبية طرابلس بيد قوات المجلس الوطني الانتقالي في أوت، وقالت بعض المصادر إنه قتل، في حين رجحت مصادر أخرى فراره إلى إحدى الدول المجاورة، مع قيادات ليبية سابقة أخرى. من جهته، شكك رئيس مجلس ثوار طرابلس، عبد الله ناكر، أمس السبت، بإعلان السلطات الموريتانية إلقاء القبض على رئيس المخابرات الليبية السابق عبد الله السنوسي، قائلا إن الأخير كان حتى يوم أمس بقبضة إحدى المجموعات التابعة له. يشار إلى أن ناكر دأب منذ فترة على إطلاق تصريحات يؤكد فيها أن السنوسي في قبضته وتحدي أي جهة كانت أن تظهر غير ذلك.