استنكرت وزارة الشؤون الدينية التونسية حادث تدنيس المصحف الشريف، وكذلك الهجمات التدنيسية التي استهدفت مساجد خلال الأيام القليلة الماضية· يذكر أنه في يوم الخميس الماضي وفي بلدة بن قردان بالقرب من الحدود الليبية، تم تخريب مسجدين وإتلاف المصاحف بهما· وقد رسمت نجمة داود -الرمز اليهودي- على مسجد الفتح بالعاصمة تونس، وأدانت الوزارة هذه التصرفات، واعتبرت أنها تعمل على زعزعة استقرار المجتمع· وأعلنت أيضًا عن تخصيص يوم الجمعة الثالث والعشرين من مارس يومًا وطنيًّا لتكريم القرآن الكريم· ومنذ الإطاحة بالزعيم العلماني للبلاد، زين العابدين بن علي، قبل عام في انتفاضة شعبية ضخمة، تزايدت المشاعر الدينية في البلاد· يشار إلى أن هناك توترات شديدة بين الجانبين الديني والعلماني في المجتمع التونسي· وكان ديوان الرئاسة في تونس قد حذر من خطورة الاعتداءات المتكررة على مقدسات الشعب ورموز الهوية، معتبرًا ذلك محاولة لبث الفتنة ودفع المجتمع إلى الانقسام، وذلك عقب اعتداءات على مسجد وحرق مصاحف في منطقة بن قردان· ووقعت الاعتداءات في منطقة بن قردان جنوب شرق تونس الأسبوع الماضي، حيث تم تمزيق نسخ من القرآن، وإلقاؤها في دورات المياه، بالإضافة إلى تدنيس عدد من المساجد· قام الداعية الإسلامي الشهير الدكتور عائض القرني بزيارة إلى تونس، تلبية لدعوة وجهتها له جمعية الفرقان التونسية، حيث لمس خلال زيارته حفاوة كبيرة من التونسيين· ووصل القرني إلى تونس لإلقاء عدة محاضرات دينية، واستهل محاضراته بإلقاء قصيدة مجّد فيها ثورة تونس، التي سمّاها (تونسالجديدة)· وغصّت قاعة المحاضرات عن بكرة أبيها بالمعجبين به· وقال في تصريح لقناة (العربية)، رداً على سؤال عما إذا كان الخطاب الديني المتشدد تمكّن من التونسيين: (لم أجد سوى التفاعل واجتماع الشمل والاعتدال في الفكر والوسطية)، واصفاً الشعب التونسي بأنه يتميز بالصراحة الشديدة فضلاً عن حبه لعلوم الشرع والدين· وصرّح بأن 80% ممن حضر المحاضرات كانوا من الشباب، ولم يسمع منهم أي صوت نِشاز· وأضاف أن العلماء التونسيين أخبروه بأن الرئيس السابق زين العابدين بن علي سمح بكل شيء إلا الإسلام، حيث دأب على تضييق الخناق حول كل ما هو إسلامي· أما عن مقابلته لعدد من المسؤولين، وكيف وجد الحماسة لديهم اتجاه تونسالجديدة والإسلام في الدولة الجديدة، فقال: (وجدتُ فيهم الهمة والنشاط، بعد أن تخلصوا من الإحباط الذي لازمهم طيلة فترة حكم بن علي)· وأوضح القرني (قابلت العديد من العلماء والأدباء والمفكرين كلهم ينشدون روح التآخي، حيث ينكبون حالياً على تطوير العديد من الجمعيات مثل جمعيات الأيتام، جمعيات إصلاح ذات البين، جمعيات ترميم المساجد، جمعيات إرسال الغذاء والكساء)· وختم حديثه قائلاً: (رجعت إلى السعودية والأمل يحدوني بأن التونسيين سينهضون بدولتهم لتكون في مصافّ الدول المتقدمة، نظراً لانغماسهم في ورشة عمل ميداني لإظهار روح البناء والتحدي، كما أبهروا العالم بثورتهم)·