انتقد أمير مكة الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز المحاولات الشرسة لإقناع الشعوب العربية بالعلمانية وفصل الدين عن الدولة بدعوى التقدم· وحمَّل الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز الخطباء والأئمة مسؤولية إيضاح المعاني السامية للدين الإسلامي، مؤكدًا أنهم يملكون مميزات لا يملكها غيرُهم، وهو المنبر الذي ينصت له المسلمون كل يوم جمعة، بدون مقاطعة ولا اعتراض، كاشفًا أن هناك حملة كبيرة تريد أن تقنع الجميع بأنه لا مجال للتقدم والرقي إلا بفصل الدين عن الدولة، وتطبيق نظام الدولة العلمانية غير الدينية· وأوضح عقب رعايته ورشة عمل بعنوان (المسجد وخطبة الجمعة·· المسؤولية والمشاركة في بناء الإنسان) التي نظمها فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بمكةالمكرمة، أن العلمانية أصبحت تدخل ليس فقط الدول وإنما البيوت، وقال: (إن بعض أبناء جلدتنا من المسلمين ومن العرب من اعتنق هذه المبادئ غير الدينية بفصل الدين عن الدولة)، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية· وأضاف: (وفيما يسمى بالربيع العربي الذي فاجأ العالمَ بنجاح الأحزاب الإسلامية في الدول العربية، ابتدأ الضغط على تلك الأحزاب وعلى تلك الشعوب بقبول فصل الدين عن الدولة في الدستور العربي الإسلامي، بل وأصبح من شروط القبول والتعاون والإعانة الدولية)· وتابع: (لم يبق في هذا الجزء من العالم من يصرخ بملء فمه بأن دستورَه القرآن ومنهجه السنة إلا أنتم في هذه البلاد، وهذا هو قدركم)· وخاطب الفيصل الخطباء والأئمة قائلاً: (نحمد الله سبحانه وتعالى أن أنعم علينا في هذه البلاد بنعم عديدة أولها نعمة الإسلام ثم نعمة هذا الأمن والاستقرار، فبلادكم تتميز بأمور عديدة أولها أنها يحكمها كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فهي دستورها القرآن ومنهجها سنة سيد الخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم)· وأضاف: (هذه البلاد التي أسست على النظام الإسلامي، هذا النظام الذي واجه في هذه الآونة حملة شرسة تريد تأكيد عدم صلاحية الدين للدولة، ووجوب فصل الدين عن الدولة، ولعلكم تلاحظون أن الهجمة على السعودية ونظامها وحكومتها وشعبها وقيمها وعلى عاداتها وتقاليدها، هي هجمة لأنها تمثل البلد الوحيد الذي يطبق شرع الله على عباده)؟!· وأضاف: (فأنتم تسبحون ضد التيار، ولكن بايمانكم وعقيدتكم انتصرتم إلى هذا اليوم، هذه الانتصارات تحتاج إلى ما ذكره الشيخ صالح آل الشيخ من إعمال العقل مع العاطفة وكيف نحافظ في هذه البلاد التي أصر مؤسسها الملك عبد العزيز على أن القرآن هو دستورها والسنة هي منهجها، والذي أكد عليه الملك فيصل رحمه الله في يوم من الأيام عندما قال: إذا كانت الرجعية تعني التمسك بأهداف الدين الحنيف فنحن نفخر بأن نكون رجعيين، والتي يؤكدها اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في جميع خطبه ولقاءاته بأننا لن نفرط في هذا الدستور وهذا المبدأ الإسلامي الذي بدأنا عليه)·