تحوّل حي الكتيبة العمارية بأعالي بوسماعيل -العالية- إلى زنزانات أكثر منه سكن، وبمجرد أن تغوص في الحياة اليومية وروتين السكان ترى كيف أن تعنت البيروقراطية مايزال يقصي شريحة هامة من مواطنين بلدية بوسماعيل، في الوقت الذي تطالعنا الصحافة يوميا على تذمر المواطن من معيشة يتقاسم فيها كرامته مع جرذان الحي ووعود سرابية لمسؤولين يسيّرون البلدية بقصاصات من ورق· حي الكتيبة محروم ولايصنف إلاّ في خانة السكن الهش، تحيط به الأوساخ وترسم قنوات الصرّف الصحي المتصدعة صورة أقرب إلى (الغيتو) منها إلى عمارة معمّرة منذ أكثر من 50 سنة، حيث انطلقت أشغال البناء عام 1948 لتسلم العام 1957 للجيش الفرنسي بعدها تداولت الأسر الجزائرية عليها منذ الاستقلال إلى يومنا هذا! الجزائر التي حققت رقما قياسيا من خلال نشاط الإعمار عبر مخططاتها الخماسية وبلغة الأرقام شهد المخطط الخماسي بين 2005 و2009 حوالي 1.45 مليون وحدة سكنية، أرقام لا تعكس شيئا بالنسبة لسكان حي الكتيبة العمارية مالم تقرن بالملموس، وعرفت بلديات دائرة بوسماعيل مشاريع هامة في مناطق ومجالات إنمائية وبنى تحتية نذكر منها محطة تحلية المياه (مياه البحر)، إعادة الاعتبار إلى أحياء بلدية بوسماعيل، حي العبادة، حي تسعة شهداء، حي التجزئة الجنوبية، إلاّ أنّ قطار التنمية توقف هنا ووقع في صعوبات رغم أنّ ولاية تيبازة ببلدياتها ال 28 تحصي مالا يقل عن 16200 سكن هش تسعى دائرة بواسماعيل عبر بلدياتها بوهارون، خميستي، بوسماعيل، إلى الاستفادة من المخطط الخماسي 2010 - 2014 لتجسيد سكنات بمختلف الصيغ وتمكين شريحة عريضة من السكن الاجتماعي خاصة·· وحسب تصريح السيد رئيس بلدية بوسماعيل (الغوبرينية) يقول: (إن البلدية محظوظة) في حين لا يتكلم عن القوائم وترحيل سكان حي الكتيبة فيختزلهم في الوعود رغم أن مصالح لجنة إحصاء السكنات الهشة في ماي 2007 قد وضعت خطا أحمر على البناية كلّها، يضاف إليها تقارير تقنية خاصة بمراقبة نوعية الخرسانة والإسمنت قدّمت حصيلة سوداء، (فالسكان يعيشون في غرف من الأميونت والرطوبة تأكل أجسادهم وكل شقة بمثابة غرفتين تطل شقتها على مزبلة وقنوات صرف صحي سطحية تسبب أمراضا عديدة للأطفال وتلاميذ ابتدائية كنتة أحمد التي لا تبعد إلاّ ب 200 متر عن بناية تأوي 60 عائلة· وحتى لا تتحول حياة المواطنين بهذا الحي إلى كابوس فقد قررت الدائرة الشروع في ترحيل الساكنة مؤخرا، وحسب أحد سكان الحي فإن توقيت العملية يأتي متناسبا مع تشريعات ماي 2012 بعد سنوات وعقود عاشتها شريحة كبيرة منهم، الشباب خاصة في آفات كالبطالة والمخدرات والخمور، التي تملأ محيط العمارة، ويرى مدير ديوان الترقية والتسيير العقاري لولاية تيبازة السيد (دوح) أنه سيحترم في هذا الخماسي معايير الإنجاز وتحقيق التوعية وفقا لتعليمات فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي دعا في الاجتماع الوزاري فيفري 2010 إلى ضرورة الاستعجال في بناء السكنات وتنويع الإنجاز وتشجيع المواطنين للاستفادة من هذه السكنات وتجاوز النقص والتهميش لفئات ماتزال في الصفيح وتعاني رغم المشاريع·