أحدث مشروع تحديث مدينة قسنطينة، على غرار ترحيل سكان حي باردو، اضطرابا في برنامج ترحيل سكان الأحياء الهشة والقصديرية، حيث تحولت السكنات الجاهزة لإسكان عائلات باردو، لتبقى عائلات السكنات القصديرية والهشة التي أحصتها الولاية في الانتظار إلى إشعار آخر... شاليهات السوطراكو بحي بودراع صالح، هي عينة من السكنات غير اللائقة للعيش الكريم نظرا للأخطار المحدقة بالعائلات القاطنة في هذه الشاليهات التي تعود الى بداية الثمانينيات، والتي تنتظر الترحيل اليوم قبل الغد، حيث وإضافة الى مادة الأميونت الخطيرة على الصحة التي تشكل البنية الأساسية للسكن، يعرف السكان معاناة كبيرة مع الترسبات الكثيرة لقنوات صرف المياه بسبب قدمها وانتشار الحيوانات الضارة على غرار الجرذان والأفاعي، التي باتت ضيفا إجباريا على سكان الشاليهات. حي سوطراكو الذي كان يضم 452 عائلة تم ترحيل 290 منها على شطرين، يبقى ينتظر ترحيل الشطر الثالث المكون من 169 عائلة، خاصة وأن والي الولاية الذي زار الحي عدة مرات، وعد بمسح هذه الشاليهات التي لا تشرف سكان ومدينة قسنطينة. نفس المصير يعرفه سكان عمارات بودراع صالح، المكونة من شقق ذات غرفة واحدة ومطبخ والتي تعود إلى العهد الاستعماري، حيث وبعد النمو الديموغرافي الذي شهدته العائلات القاطنة بهذه العمارات أضحى المكان اشبه ب"الغيتوهات" منه الى سكن، إذ يصادفك وعند زيارة هذه العمارات مشهد مؤثر، خاصة وأن هناك عائلات مكونة من 12 وحتى 14 فردا يتقاسمون غرفة، مطبخا ورواقا، فكل المساحة مستغلة، وهو الأمر الذي ساعد على انتشار الامراض كالحساسية والربو بين سكان هذه السكنات، التي تتبادل التزود بالمياه الصالحة للشرب "جوا" عبر أنابيب تربط الشرفات بعضها ببعض. ال 365 عائلة بعمارات حي بودراع صالح ضاق بها الأمر ذرعا، حيث وجهت نداء إلى السلطات المحلية للنظر في حالتها المزرية، خاصة وأنه تم وعدها بالترحيل سنة 2006 ولكن ترحيل سكان حي رحماني عاشور أخلط كل حسابات الولاية. وبهذا، فإن ال 534 عائلة بحي بودراع صالح، تبقى في انتظار التفاتة من السلطات المحلية، خاصة بعد الانتهاء من ترحيل سكان حي رحماني عاشور، وقبل مواصلة ترحيل احياء اخرى في إطار برنامج تحديث المدينة.