السرحان والتفكير في أمور الدنيا مشكلة لا يكاد ينجو منها أحد أثناء الصلاة، حتى أن البعض ينقطع عن صلاته بسببها، فمن المعروف أن التركيز في الصلاة من أهم أركان صحتها· فلماذا يسرح المرء في الصلاة، ويفكر في أمور الدنيا وهو بين يدي الله عز وجل· يقول أحمد علي، أثناء الصلاة أفكر مثلا في ما بعد الصلاة خاصة لو كان عندي مشوار هام، فأفكر في المشوار وماذا أفعل فيه· بينما يعبر محمد حسين عن استيائه الشديد من السرحان أثناء الصلاة (فيقول عادة أثناء الصلاة أجد عقلي يفكر فى أشياء كثيرة خاصة بعملي أو بحياتي، ولم أستطع التركيز مع ما يقرأه الإمام، ولا أجد حلا لهذه المشكلة· أما الدكتور عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتاوى بالأزهر الشريف يرد قائلا: علاج مشكلة السرحان في الصلاة يتمثل فى تهيئة النفس قبل الصلاة بتخصيص دقيقة لتدبر عدة أمور وهي: أولا: استحضار هيبة الله تعالى فقبل أن تؤدى الصلاة فكر يوماً وأنت تسمع الآذان بأن جبار السماوات والأرض يدعوك للقائه في الصلاة، وفكر أيضا أنك مستعد لمقابلة ملك الملوك· فكر أيضا فى الساجدين منذ آلاف السنين حتى أضيئت السماء بهم، فتخيل أنك بين أيدي الله· ثانيا: يجب عقد النية والتصميم على التركيز في الصلاة ليتقبلها الله سبحانه وتعالى والاستعاذة من الشيطان· ثالثا: إننا في حديث مع الله فيجب ألا تؤدى الصلاة كمجرد مهمة· فعندما تقرأ سورة الفاتحة في الصلاة تشعر بأنك في حوار خاص بينك وبين خالقك ذي القوة المتين فالصلاة مقسومة بينك وبين الله عز وجل· رابعا: استحضار المعنى بإشراك القلب والعقل مع اللسان في تدبر كل كلمة والإحساس بها وبمعناها قال الله تعالى والذين هم في صلاتهم خاشعون، ويساعد عليه النظر إلى موقع السجود أو بين القدمين· خامسا: عدم النظر إلى السماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء فى صلاتهم فاشتد قوله في ذلك حتى قال لينتهن أو لتخطفن أبصارهم)· سادسا: عدم الالتفات فإن الالتفات يختلسه الشيطان من صلاة العبد، فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته مالم يلتفت فإذا التفت انصرف عنه· سابعا:- عدم التثاؤب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (التثاؤب في الصلاة من الشيطان)· ثامنا : عدم القراءة سرا وأيضا عدم رفع الصوت عاليا، فيجب أن يسمع نفسه فقط لقوله تعالى في سورة الإسراء (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا)· تاسعا: إتقان الصلاة وذلك يكون بالتأني في أدائها وإعطاء كل ركن حقه وزيادة عدد التسبيحات في الركوع والسجود والدعاء عند السجود بتركيز· ويضيف الدكتور عبد الحميد في النهاية أن السهو في الصلاة، أمر مشروع، والرسول أمرنا بالاستغفار عند السهو سواء بالسجود مرتين سواء قبل قراءة التشهد أو بعده * عن مجموعة (في خمس دقائق) الإلكترونية