يشكو المواطنون الذين يسكنون في المنازل الهشة الواقعة بوسط مدينة تيزي نتلاثا التابعة إداريا لدائرة واضية جنوب مدينة تيزي وزو، من الأوضاع المزرية التي يواجهونها داخل قرية قديمة تعود للعهد الاستعماري، إذ تعيش العائلات البالغ عددها 26 عائلة حالة مزرية منذ أن قطنت السكنات المذكورة بعد الاستقلال· ويفتقر الحي السالف ذكره لأدنى الضروريات المعيشية من قنوات صرف المياه القذرة، الشبكة السليمة لنقل الماء الشروب وكذا تذبذب توفر الكهرباء لضعف الشبكة، كما ينعدم وجود الغاز الطبيعي رغم ربط وسط المدينة بهذا المصدر، ونظرا لهشاشة المساكن منع ربطها بالغاز لتفادي الكوارث· وصرح بعض المقيمين بالحي المذكورل(أخبار اليوم) أن السكنات التي يعيشون فيها منذ عقود من الزمن هي ملك لمجاهدين قام هؤلاء بكرائها لهم، ولا تزال على طبيعتها الأولى التي سكنوها قبل أكثر من 50 سنة· وقد طالبوا السلطات المحلية بضرورة الإسراع في ترحيلهم نظرا لأوضاعهم المزرية التي تزيد حدة وقساوة خاصة مع تضاعف عدد القاطنين على مستواه بكبر عدد أفراد العائلات، حيث ولد هناك العديد من الأطفال وقد تزوجوا دون أن يستفيدوا من سكنات لائقة· كما حرمت العائلات ال26 من الغاز الطبيعي وبقيت أزمة غاز البوتان تلازمهم رغم ربط وسط البلدية التي يقع فيها الحي بالغاز منذ أكثر من سنتين، حيث أكد مصدر من البلدية بأن هشاشة السكنات تمنع من تزويدها بالغاز مع الأخذ بعين الاعتبار حجم الخسائر التي يمكن أن تنجم عنه· حيث بقيت السكنات التي يحويها الحي القصديري قديمة كما تركها المعمر قبل سنين خلت، واقتصرت تهيئتها على بعض الترميمات البسيطة التي قام بها المواطنون بإمكانياتهم ومعرفتهم الخاصة· وكما سبق وذكرنا يفتقد الحي لشبكة نقل المياه الشروب، حيث يضطر هؤلاء إلى جلبه من الأحياء المجاورة نظرا للأعطاب التي تصيب القناة الوحيدة التي يملكها الحي وتمون جميع السكان، وغياب هذا المورد الحيوي يؤرقهم كثيرا، وبالإضافة للنقص المذكور يشكو الحي من ربطه بشبكة سليمة لقنوات صرف المياه القذرة، فبالإضافة للمخاطر الصحية الناجمة عن تسرب المياه القذرة تتحول هذه الأخيرة إلى فضاء لتكاثر الجراثيم والحشرات الضارة خاصة صيفا، ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة منها· وعن وضعية هؤلاء وإمكانية توديعهم للحياة المزرية ومغادرة المنازل الهشة أفاد نفس المصدر بأن غياب الوعاء العقاري الذي يفترض أن تنجز فوقه السكنات الاجتماعية مدد من عمر معاناتهم، وقد تم مؤخرا تسخير قطعة أرضية تقع بالقرب من المجمع السكني الهش، سيتم إنجاز ما عدده 92مسكنا اجتماعيا تساهميا، ستعمل السلطات المحلية على الاستعجال في إنجاز دفعة أولية تتضمن 28 وحدة سكنية موجهة للقضاء على السكن الهش وستكون من نصيب العائلات المعنية، المشروع الذي انطلقت فيه الدراسة منذ سنة 2008 لا يزال لحد الساعة حبيس الأدراج ولم ير النور بعد بسبب عدم القيام بتحويل الملكية من مديرية أملاك الدولة لملكية البلدية من أجل الانطلاق من أشغال البناء ما يرشح عهد المعاناة للتعمير سنوات إضافية· وأضاف ممثل عن السكان بأن حياتهم تحولت لجحيم لا يطاق بهذه السكنات التي أصبحت لا تصلح حتى للبهائم (أكرمكم الله)، خاصة بعدما كبر الصغار وأصبح العيش في ذات الغرف شبه مستحيل إذ لم يبقهم على مستواها سوى الحاجة والعوز·