انتظم يوم السبت بفيلا عبد اللطيف بالجزائر العاصمة أول حفل استلام هبات فنية وثقافية من متبرعين خواص القصد منها إثراء المتاحف الوطنية، وقد (تبرعت) وزيرة الثقافة بالمناسبة بهدايا تحصلت عليها لصالح الجزائر· وبمناسبة هذا الحفل الذي نشطه السيد محمد جحيش المدير العام لمتحف الفنون العصرية للجزائر العاصمة وصفت السيدة خليدة تومي وزيرة الثقافة هذه الهبات بأنها (قفزة نوعية حقيقية وحضارية في تاريخ الفن والتراث الجزائري)· وقد شهدت هذه العملية الأولى التي تندرج في إطار المرسوم التنفيذي الصادر في 22 مارس 2011 المتعلق بالرعاية في المجال الثقافي مشاركة المجاهدة السيدة زهرة بيطاط ظريف التي تبرعت بمجموعة من الأقنعة والأعمال المنحوتة من الكونغو وكوت ديفوار لصالح متحف إفريقيا الذي هو في طور الإنجاز· كما تبرع الموثق سليم باشا لصالح متحف الفنون القديمة ومتحف ماما ومتحف إفريقيا بمجموعة من التحف تحتوي علي احفورة تبلغ 450 مليون سنة وعدد من التماثيل من ميزوبوتاميا· وتبرعت الوزيرة شخصيا بأعمال فنية (أقنعة وتماثيل) تحصلت عليها كهدايا من نظرائها الأفارقة بمناسبة المهرجان الإفريقي الثاني· أما السيدة دليلة أورفالي مديرة متحف الفنون الجميلة فقد تلقت لوحتين للرسام ايتيان ديني - نصرالدين سلمها إياهما السيد دوبوش المدير العام للبنك ب·ن·ب باريبا-فرع الجزائر· وتعود هاتان اللوحتان (الأعمى) و(الكمين) إلى الفترة التي كان يقيم فيها هذا الفنان الراحل في الجزائر وتمثلان البؤس الذي كان يعاني منه كفيف بالنسبة للوحة الأولى وصورة لمعركة بالنسبة للثانية· من جهتها تبرعت مديرية التربية لولاية تلمسان ب69 مخطوطا لصالح متحف تلمسان للمخطوطات حتي يتم المحافظة عليها· وركزت الوزيرة على أهمية التغطية الإعلامية لهذه العملية الأولى من نوعها والتي اعتبرتها (ميلادا لعهد جديد ينشأ معه مجتمع مدني يعمل لفائدة الصالح العام) قصد تكرار مثل هذه المبادرات· وتدعم وزارة المالية بدورها مثل هذه المبادرات في المجال الثقافي حيث أقرت في إطار قانون المالية 2010 تخفيضات جبائية من قيمة الهبات يصل سقفها إلى 30 مليون دينار· واعتبرت الوزيرة هذا القانون (تتويجا لجهود الإطارات والباحثين الذين ما فتئوا يعملون على استمالة قرارات الحكومة لصالح قطاع الثقافة)· كما ينص هذا القانون أيضا على الرعاية المالية للنشاطات الثقافية وعلى التبرعات العقارية التي لها علاقة بالتراث الجزائري·