منحت القصائد الشعرية التي أداها أدباء للطبيعة الساحرة لبني حميدان (شمال قسنطينة) يوم السبت فضاء للترحيب بالربيع وذلك بمناسبة جولة ثقافية تمت بهذه البلدية تحت أشعة شمس دافئة· وبفضل مبادرة بلدية بني حميدان بالتعاون مع جمعية (تيديس) لحماية الآثار وترقية السياحة كانت مناجاة الربيع بالقلعة العتيقة لسيرتا العريقة عاصمة المملكة النوميدية التي تبعد عن قسنطينة ب 20 كلم· وشكل الموقع الخلاب للمكان المسمى بالشعبية الواقع على مسافة 6 كلم شمال مدينة بني حميدان المحطة الثانية لهذه الجولة، حيث جلس المدعوون تحت أشعة الشمس الدافئة وهم يأكلون (البراج) الشهي (الحلوى التقليدية التي تصنع من التمر المعجون) واحتسوا أقداحا من اللبن· كما تابعوا باهتمام مختلف المداخلات التي تشير إلى تاريخ المنطقة وتثني على هذا الموقع المميز للراحة في رحب الطبيعة أسفل جبل سيدي إدريس المعروف بمنبعه المائي الطبيعي· وذكر الجامعيون الذين كانوا من بين ضيوف هذه الجولة الثقافية بأن كينتوس لوليوس أوربيكوس يعد في نظر المؤرخين أول محافظ أمازيغي للإمبراطورية الرومانية مطلع القرن الثالث· وقد شيد هذا الأمازيغي -الذي تقلد منصبا رومانيا رفيعا والذي ولد بتيديس أو (كاستليوم تيديتانوروم) العاصمة النوميدية التي كان يضمن لها الحراسة والحماية- على مستوى ذلك المكان ضريحا على شكل أسطواني يتميز بهندسة معمارية مغاربية كانت سائدة في تلك الحقبة عبر كامل منطقة المغرب العربي حاليا·