كانت بلدية بني حميدان أول أمس على موعد مع الطبعة الخامسة من الربيع القسنطيني للمثقف الذي أقيم هذه السنة بجنان الباز الذي كان محطة رست عندها قوافل الشعراء الذين انطلقوا من مدينة قسنطينة في رحلة ربيعية توجها الشعر وطيبت مقامها الاطلال التي عانقت التاريخ. تيديس، كالديس، عين الجنان، والصويري احتفلت بربيع الشعر بحضور مميز لأسماء لها وزن على الساحة الثقافية من مختلف انحاء الوطن مثل عبد الرزاق بوكبة، عبد الحميد شكيل، ناصر لوحيشي ، ندير طيار، نادية نواصر، عاشور بوكلوة أحسن دواس، ابراهيم رخوم، عبد القادر شرابة جلسة الشعر سبقتها جولة سياحية عبر المدينة الأثرية تيديس، حيث استمتع الشعراء بجمال المكان الذي كسته الطبيعة بساطا أخضر فتح شهية المبدعين على البوح بما تيسر من كلمات وتعابير عن ألق المكان. وقبل أن تنطلق القافلة نحو جنان الباز أبت بلدية بني حميدان الا أن تنظم حفلا رمزيا بالمدينة الرومانية التي كانت مسرحا للطبعة الرابعة السنة الماضية فأعطى مدير الثقافة السيد جمال فوغالي اشارة الانطلاق بكلمة نوه فيها بروح الجدية التي تطبع هذه التظاهرة. وبين أحضان الطبيعة في جنان الباز كانت احتفالية الشعراء بالربيع أكثر ألقا بحضور الجمهور الوفي لهذه التظاهرة، حيث تعاقب فرسان الشعر على اثراء المكان بزخم من القصائد استهلها الدكتور الشاعر ناصر لوحيشي من جامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة بقصيد عنوانه "براءة وسنابل" قرأ فيه مراجع الذاكرة: المسافات ذاكرة مؤلمة والصدى موجع والرجوع الى لحظة البدء متسع والرؤى خبر في الغروب.. وتلاه الشاعر عبد الرزاق بوكبة الذي تألق بقراءته لمقطع بث فيه صورة من مخياله "تسلق قامته حافيا وحين بلغ منه داس على خلايا الحنين،، أما الشاعر عاشور بوكلوة فقد هام بالحضور في دهاليز السياسة، فصرح وهو مثقل الرأس بهموم السياسة والثقافة والصحافة فقال: متعب... مرهق.. حد البشاعة والبلاهة والخساسة وعيوني جاحظة مبهورة لطريقة النهب والحراسة.. أما الشاعر عبد الحميد شكيل فقد تغنى بقصيدة الحروف حيث تساءل في المستهل "أين تمضي بنا الدندنات وهذي البلاد الجميلة تنسى مواعيدها.. وتذهب إلى زمن لايجيء وتزعم مالا يكون.." فيما احتفى الشاعر نذير طيار بقدوم الربيع "ألفت ريحك.. ..حل الربيع ففاح الشعر والأدب ككل عام بني حميدان نرتقب حل الربيع ففاح الشعر والأدب ككل عام حضور السحر نرتقب" وكان الشاعر الشاب ابراهيم رخوم يشكل الاستثناء بخرجته في رسالة قصيرة (إس إم إس) ..عجبت لقلبها الصعب البليد ولخصت الحكاية في قصيد اذ استلقيت في سرير حزني،، والملاحظ أن التكريمات قد حذفت من برنامج هذه التظاهرة، حيث فضل المنظمون التركيز على القراءات الشعرية، وما فاجأ الجميع الخلل التقني الذي أصاب مكبر الصوت ولولا البث المباشر لقناة سيرتا الذي انقذ الموقف بتعويض الميكرفون الذي عجز عن ايصال دندنات الشعر الى اسماع الجمهور ويأمل المنظمون أن تكون الطبعة القادمة بأكثر من يوم واحد وهذا ما وعد به رئيس المجلس الشعبي لبني حميدان السيد لمين بوشارب الذي أكد أن الطبعة ال 6 ستكون أكثر أهمية بالنظر الى ما سيحمله البرنامج الذي سيتم تحضيره وهذا من أجل تفعيل النشاط الثقافي بهذه البلدية التي ترقد على كنوز من الآثار من عهد الرومان والفينيق وحتى الفتوحات الاسلامية وهي المحطات التي كشف عنها الدكتور عمارة علاوة في مداخلته الموسومة "المحطات الكبرى في تاريخ بني حميدان" وكانت المحاضرة الوحيدة في هذا المحفل الثقافي الذي طغى عليه الجانب الشعري من خلال الحضور الكبير للشعراء الذين توافدوا من عدة ولايات مثل العاصمة مسيلة، عنابة، سكيكدة، سطيف...الخ