تتوالى النّداءات الدولية الداعية الحكومة السورية والمعارضة على حدّ سواء إلى تطبيق خطّة السلام لحلّ الأزمة فى سوريا والمقترحة من قبل كوفي عنان مبعوث الأمم المتّحدة والجامعة العربية وذلك عشية المهلة التي حدّدتها المنظّمة الأممية للطرفين لوقف العنف اعتبارا من اليوم الخميس من أجل خلق الأجواء اللاّزمة لبدء الحوار· وإذ اعتبر عنان أنه (من المبكّر القول) إن خطّته لحلّ الأزمة القائمة فى سوريا منذ ما يزيد عن عام (قد فشلت، وأنها ما تزال مطروحة على الطاولة) فإنه حثّ قبل يوم واحد من المهلة المحدّدة للطرفين لوقف أعمال العنف على الالتزام بذلك قائلا إنه (ما يزال هناك وقت من الآن وحتى 12 أفريل لوقف العنف وأناشد الجميع للعمل على ذلك)· ودعا عنان في خطاب أرسله إلى مجلس الأمن الدولي الثلاثاء السلطات السورية إلى (استغلال الفرصة لإحداث تغيير جذري للوضع العسكري للقوّات الحكومية بجميع أنحاء البلاد خلال ال 48 ساعة المقبلة) عبر سحب قوّاتها من المدن والبلدات السورية، مشيرا إلى أن تلقّى معلومات وردت من سوريا (تفيذ بتوقّف العمليات العسكرية في بعض الأماكن، فيما استمرّت في مناطق أخرى)، وشدّد على أن (الأزمة في سوريا يجب أن تحلّ من خلال الحوار ولا يمكن حلّها عسكريا)، لافتا إلى أنه (إذا التزم الجميع الحكومة والمعارضة أعتقد أننا سنلاحظ اعتبارا من الساعة 00:06 بتوقيت دمشق و00:03 تغ من اليوم الخميس 12 أفريل تحسّنا واضحا للوضع على الأرض، وقد نشهد تقدّما)· وقال المبعوث المشترك للأمم المتّحدة والجامعة العربية: (لقد حصلنا على ردود إيجابية ونقوم باتّصالات مع الحكومات التي تتمتّع بنفوذ من أجل ضمان التزام جميع الأطراف بوقف إطلاق النّار)· وضمّت الصين صوتها إلى صوت عنان بحثها على لسان المتحدّث باسم وزارة الخارجية طرفي الأزمة بضرورة تطبيق خطّة عنان رافضة أيّ تدخّل خارجي في الأزمة القائمة في سوريا· وقال المتحدّث إن بكين تدعو (الحكومة السورية إلى تطبيق الخطّة) المؤلّفة من ستّ نقاط) بعدما أعرب عن (قلقها) إزاء تواصل أعمال العنف· من جهتها، عبّرت أيران التي تواجد بها عنان أمس عن دعمها لخطّته الهادفة إلى حلّ الأزمة القائمة في سوريا على خلفية الاحتجاجات المطالبة بتنحّي نظام الرئيس بشّار الأسد، مشيرة إلى أن الخطّة (قوبلت بموافقة الحكومة السورية)، وأن (عنان يتابع حاليا تطبيقها على أرض الواقع)· وقال رئيس الدبلوماسية الإيرانية علي أكبر صالحي إن الرئيس السوري بشّار الأسد (أعطى وعدا بإجراء الإصلاحات وتلبية مطالب الشعب ولابد من منح الفرصة اللاّزمة للحكومة السورية لكي تنفّذ هذه التغييرات)، داعيا في الوقت ذاته إلى (التعاون بين الجميع بحسن نيّة من أجل إنجاح هذه الخطّة بشكل شامل وتام). وأعرب صالحي عن ارتياحه إلى أن خطّة عنان (لم تشر إلى تغيير النّظام السوري وإنما بحثت ضرورة إجراء الحوار بين الطرفين الحكم والمعارضة )، وقال: (لقد أعلنا للسيّد عنان أننا سندعّمه وندعّم خطّته ما دام مستمرّا على هذه الوتيرة، ونأمل أن نشهد في المستقبل حلّ مشكلة سوريا)· ولتسهيل إيجاد حلّ سلمي للأزمة تعمل روسيا الرّافضة من جهتها لتنحّي الرئيس الأسد مثلما تدعو إلى ذلك المعارضة السورية ودول غربية على إقناع المعارضة المشتّتة في سوريا إلى الدخول في حوار وذلك عبر اتصالات تجريها معهم، حيث أعلن نائب وزير الخارجية الرّوسي غينادي غاتيلوف أن موسكو (على اتّصال بالمعارضة السورية في الخارج، وأنها ستقوم بدعوتهم إلى روسيا وبدء الاتّصالات السياسية معهم لإقناعهم بوقف العنف)، وذكر أن الحكومة السورية أعلنت رسميا أنها (مع العملية السياسية وعلى استعداد لبدء المفاوضات مع المعارضة)· وشدّد الوزير الرّوسي على أنه (لنجاح خطّة عنان لابد أن يلي خطوة سحب القوّات المسلّحة من المدن السورية وقف العنف المتبادل من قبل كافّة الأطراف وتوفير مراقبة دولية). كما حثّت روسيا عنان على بذل مزيد من الجهود لإقناع المعارضة السورية بالالتزام بخطّة وقف إطلاق النّار· وتدعو خطّة عنان سداسية النقاط إلى سحب الأسلحة الثقيلة والقوّات من المناطق السكانية ووقف يومي للقتال لتوصيل المساعدات الإنسانية وعلاج المصابين وإجراء محادثات بين الحكومة والمعارضة· وفي انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع اليوم الخميس مع انتهاء الفترة المحدّدة للطرفين لوقف العنف (الحكومة والمعارضة) ذكرت مصادر إعلامية تركية اليوم أن (قوّات من الشرطة السورية) أطلقت ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء النّار صوب مخيّم للاّجئين السوريين على الحدود مع تركيا دون أن يؤدّي ذلك إلى سقوط ضحايا، بينما لم تتحدّث الأنباء اليوم عن تسجيل أعمال عنف داخل الأراضي السورية حتى الآن·