اتهمت المجموعة الدولية النظام السوري بالإخلال بالتزاماته في تنفيذ خطة الوسيط الدولي في الأزمة السورية كوفي عنان للتسوية غداة انتهاء المهلة التي كان منحها هذا الأخير للفرقاء السوريين بسحب كل مظاهر التسلح من الشوارع والمدن المضطربة. ومنح مجلس الأمن الدولي مجددا مهلة إضافية للنظام السوري تنتهي اليوم لسحب كافة قواته العسكرية التي كانت دمشق أكدت أول أمس أنها شرعت في سحبها. ولكن الوسيط المشترك بين الجامعة العربية والأممالمتحدة نفى ذلك وقال إن الجيش السوري ينسحب من مناطق ويتمركز في مناطق أخرى لم تكن مستهدفة من قبل. ورفض عنان كل عسكرة للازمة السورية وقال ''إنها يجب أن تحل من خلال الحوار ولا يمكن حلها عسكريا''. وهو نفس الحل الذي تنادي به كل من موسكو وبكين الحليفان التقليديان لدمشق. وأبقى الوسيط الدولي على آماله قائمة في إمكانية حدوث تطور ايجابي على الوضع الميداني ابتداء من اليوم. وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني على اكبر صالحي ''إذا التزم الجميع حكومة ومعارضة اعتقد أننا سنلاحظ اعتبارا من الساعة السادسة من صباح الخميس (اليوم) تحسنا واضحا للوضع على الأرض وقد نشهد تقدما''. وأضاف انه ''بالنسبة إلى الضمانات الخطية التي اشترطتها دمشق من المعارضة لوقف إطلاق النار لقد أعطت السلطات توضيحات حول مطالبها من المعارضة لوقف المعارك''. وأكد ''لقد حصلنا على ردود ايجابية من جانبها ونقوم باتصالات مع الحكومات التي تتمتع بنفوذ من اجل ضمان التزام جميع الإطراف بوقف إطلاق النار''. ولكن عنان أبدى بعض التخوف من حظوظ نجاح مساعيه بعد استمرار العمليات العسكرية التي تشنها القوات الحكومية في عدة مدن خاصة بحمص ودرعا ودير الزور مما أدى إلى سقوط مزيد من القتلى وفي وقت استمرت فيه المواجهات بين هذه القوات والجنود المنشقين. وأمام استمرار أعمال العنف التي خلفت أول أمس سقوط 50 قتيلا بالتزامن مع انتهاء المهلة التي منحها عنان للفرقاء السوريين تعمل الولاياتالمتحدة ومعها الدول الغربية على تجنيد المجموعة الدولية من اجل اتخاذ قرار موحد ضد النظام السوري. وفي هذا السياق ألحت سوزان رايس السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة والتي تترأس بلادها مجلس الأمن الدولي على ضرورة ان يكون هناك عمل جماعي لممارسة مزيد من الضغوط على دمشق لحملها على الامتثال للمطالب الدولية في وقف إعمال العنف معتبرة ان ''ساعة الحقيقة قد حانت''. من جانبه أشار وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ إلى نية بلاده على إحالة الملف السوري على محكمة الجنايات الدولية بينما دعا نظيره الفرنسي ألان جوبي إلى اتخاذ إجراءات جديدة لاحتواء العنف في سوريا بعد انقضاء مهلة مجلس الأمن الدولي اليوم. وتبقى الدول الغربية تبحث عن وسيلة لحشد الدعم الدولي ضد دمشق بسبب فشلها في استصدار أي قرار يدين النظام السوري عبر مجلس الأمن الدولي بسبب ورقة الفيتو الروسي الصيني الرافضتان لأي قرار أممي يدن الحكومة السورية فقط ويطالب الرئيس بشار الأسد بالرحيل.