كشف عبد المجيد اغبارية، مسؤول ملف المقدسات في مؤسسة الأقصى للوقف والمقدسات في فلسطينالمحتلة عام 48، عن تحويل إسرائيل جزءا من مقبرة مجدل عسقلان الإسلامية إلى موقف للسيارات، معتبرا أن ذلك يأتي ضمن مخططات الاحتلال في طمس المعالم الإسلامية والتاريخية في الداخل الفلسطيني· وأوضح اغبارية أن ما مساحته 3 دونمات (الدونم= ألف متر مربع) من أراضي المقبرة البالغ مساحتها نحو 45 دونماً، تحول بشكل غير رسمي إلى موقف للسيارات، وذلك في أعقاب قيام بلدية الاحتلال في مدينة عسقلان بالشروع بعملية بناء للسوق التجاري في المدينة، وهو ما جعل جزءا من المقبرة يتحول إلى موقف للسيارات بشكل تلقائي· وأشار اغبارية إلى أن هذه الخطوة جاءت خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك تزامنا مع عيد الفصح الإسرائيلي، والذي تكون فيه جميع المؤسسات الحكومة والرسمية في عطلة، وهو ما حال بيننا وبين التواصل مع بلدية الاحتلال بهدف استيضاح هذه الخطوة التي تمثل انتهاكا لحرمة المقبرة والمقدسات الإسلامية· وبين اغبارية أنه لم يبق من القبور سوى العشرات· وأضاف (كنا قد توصلنا مع بلدية عسقلان إلى اتفاقية بأن زرعنا قسماً من محيط المقبرة بأشتال الزيتون، واتفقنا على أن ترفع منها القمامة ويمنع وقوف السيارات فيها بشكل نهائي·· إلا أننا ما زلنا بانتظار انتهاء عطلة العيد لمعرفة موقف البلدية بشكل رسمي من هذا التصرف)· وبحسب اغبارية فإن المقبرة يعود تاريخها إلى ما قبل العام 1948 حيث تضم مئات القبور التي تعود لأهالي القرية العرب والمسلمين الذين سكنوها قبل الاحتلال الإسرائيلي في العام48، ومنذ الاحتلال الإسرائيلي أصبحت تعاني من الإهمال وتم تحويل جزء منها إلى مكب نفايات إلا أن متابعة مؤسسة الأقصى والمؤسسات الأخرى، تم تحسين وضع جزء كبير منها· ويرى عبد المجيد اغبارية أن (هناك استهدافا مبرمجا من قبل المؤسسة الإسرائيلية للمواقع التاريخية والإسلامية في الأراضي المحتلة عام48، وهو ما يعني أن المؤسسة الإسرائيلية منذ العام 1948 أعلنت الحرب على كل ما هو إسلامي وعربي داخل فلسطين، كما زادت هذه الانتهاكات مؤخرا)· وحول طبيعة الخطوات التي يمكن أن يدافع من خلالها فلسطينيو 48 عن مقدساتهم، أوضح اغبارية أن (الحل الأمثل لهذه المقدسات هو الخطوات العملية، حيث تقوم مؤسسة الأقصى على مشروع المسح الشامل من خلال توفير كواشين طابو ومسح فوتوغرافي وصيانة هذه المقدسات من خلال مقاولين، إضافة إلى عملية ترميم المساجد والمصليات، كما تم إجراء عملية ربط من خلال إنتاج أفلام ونشرات وإصدرات وجولات ميداينة)· من جانبه، شدد النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي جمال زحالقة على أن (ما تتعرض له مقبرة عسقلان والمقدسات فيها يمثل نموذجا للعقلية الإسرائيلية في التعامل مع ما هو إسلامي وتاريخي، وهو ما يعني أن هناك رؤية إسرائيلية لطمس المعالم التاريخية والدينية في الداخل الفلسطيني)· وأضاف زحالقة في حديثه ل(إسلام أون لاين) أن (إسرائيل عملت على مدى سنوات طويلة على محو الطابع التاريخي الفلسطيني لهذا البلد العريق حيث تمثل عسقلان مدينة ذات تاريخ عريق وكذلك مكانة في التاريخ الإسلامي)· واستطرد بالقول :(قد يرى البعض أن انتهاك مقبرة عسقلان هو أمرٌ غير مباشر أو غير مدبر، لكن حقيقة العقلية الإسرائيلية وما تنفذه عبر السنوات الماضية، وزيادة هذا الاستهداف للمقدسات في الداخل، يجعلنا نؤكد أنه لا يوجد شيء يأتي مصادفة من قبل الاحتلال، فكل شيء يأتي ضمن سلسلة الاستهداف، لكل ما هو عربي وإسلامي)· ونبه زحالقة، في ختام حديثه، إلى ضرورة أن يكون هناك رؤية واضحة ومتكاملة من قبل المؤسسات الإسلامية والعربية داخل إسرائيل للتصدي لهذا الاستهداف، داعيا الإعلام العربي والإسلامي إلى لعب دور مهم في كشف كل هذه الممارسات· وعلى مدار السنوات الماضية، استهدفت قوات الاحتلال العديد من المساجد والمقابر الإسلامية والمسيحية في المدن الفلسطينيةالمحتلة عام 48 وذلك بحجج كثيرة، وتم تحويل بعضها إلى متاحف أو مطاعم أو حتى ملاهٍ ليلية·