قبل ان تعيده المحكمة المصرية الى منصبة على رأس الاتحاد الكرة في مصر، كان سمير زاهر، قد أكدها بلسانها انه لا داعي لإعادة الدفء بين الكرة الجزائرية والمصرية، طالما ان الجزائريين حسب زعمه قد انتهكوا حرومات الجمهور المصري الذي رافق منتخب بلاده الى ام درمان السودانية في اللقاء الفاصل الذي جمع المنتخبين الجزائري والمصري يوم 18 نوفمبر الأخير من اجل كسب ورقة العبور الى مونديال جنوب افريقيا. سمير زاهر الذي ظل الى وقت قريب يوصف بالرجل المتشدد، وان يعطي ظهره لكل صلح بين الجزائر ومصر كرويا، هاهو ينقلب على نفسه 180 درجة، ويعلنها صراحة " لا تطوير للكرة العربية والإفريقية بدون وفاق بين الجزائر ومصر" بل قال أكثر من ذلك حين دعا علنية " عدوه " الاول الحاج محمد روراوة لزيارة مصر وعقد شراكة كروية بين الجزائر ومصر، بإقامة مباراة كروية بين المنتخبين في نفس اليوم الذي تأهلنا فيه الى مونديال نيلسون مانديلا، لطي الخلافات بين البلدين الى الأبد، وفتح صفحة بيضاء بين البلدين. هكذا هم المصريون، كلما يحسون بالوحدة وكلما يحسون ان قد خسروا المعركة؟ وكلما يحسون ان الطرف الأخر قد كسب نقاط جدية على حسابهم، يتوددون لمنافسهم، وهو ما يتجلى واضحا من خلال التغيير الجذري في تصريحات الساسة المصريين تجاه الجزائر شعبا وحكومة بضرورة إعادة بناء صرح العلاقة التاريخية بين البلدين. لكن الذي يجب ان يعلمه الإخوة المصريون، وباعتبارنا جزائريون عرب، مستعدون لفتح صفحة جديدة مع المصريين، لكن صفحة ما بعد 14 نوفمبر لن نمزقها، كونها تبقى شاهدة لما قام بها مثقف دولة أل مبارك، خاصة محاميهم، بحرقهم لعلم الجزائري وهو يتباهون بذلك أمام كاميرات القنوات الأجنبية بما في ذلك القنوات العبرية، فكيف نغفر لمن احرق علم بلادنا الغالي والذي سقط من اجله أكثر من مليوني شهيد.