تزايدت الضغوط المفروضة على رئيس الإتحاد المصري سمير زاهر بعد العقوبات الأخيرة التي أصدرتها “الفيفا” في حق مصر على خلفية الاعتداء الجبان الذي تعرضت له حافلة “الخضر“ يوم 12 نوفمبر الفارط.. حيث بلغ الأمر بمعظم الوجوه الفاعلة في الساحة الرياضية المصرية إلى حد مطالبة المسؤول الأول على مستوى الجبلاية بالرحيل الفوري والاستقالة من رئاسة الإتحاد المصري بعد فشله الذريع في إدارة ملف الأزمة مع الجزائر وتلقيه لسيل من الصفعات على يد غريمه الجزائري محمد روراوة. وجاء استطلاع الرأي الذي أجرته صحيفة “المصري اليوم“ في عددها ليوم أمس السبت ليؤكد رغبة أطياف الشارع الرياضي المصري في التخلص السريع من زاهر وحاشيته ودفعهم إلى الرحيل بأي ثمن جزاء لهم على الأكاذيب التي مارسوها في حق الشعب المصري منذ اندلاع الأزمة مع الجزائر وهي الأكاذيب التي فضحها القرار الأخير ل “الفيفا” القاضي بمعاقبة الطرف المصري دون نظيره الجزائري وغلق ملف اللقاء الفاصل الذي جرى بالسودان بحجة غياب الأدلة. عصام عبد المنعم: “على زاهر أن يرحل فورا“ وكان الرئيس السابق للإتحاد المصري عصام عبد المنعم أحد الوجوه الفاعلة في الساحة الرياضية المصرية الذين استشارتهم الصحيفة المذكورة حول الفشل الذي مني به الإتحاد المصري في صراعه مع نظيره الجزائري، حيث لم يتوان عبد المنعم في تحميل زاهر كامل المسؤولية في هذا الفشل داعيا إياه ومن ورائه بقية أعضاء الإتحاد إلى الرحيل الفوري وتقديم استقالتهم بعد أن أساء هؤلاء -على حد تعبير المتحدث- لمصر ولشعبها وظلوا يمارسون الكذب على الجميع منذ اندلاع الأزمة مع الجزائر من خلال تصريحاتهم المغلوطة التي أوهموا من خلالها أنصار الكرة المصرية بأن الانتصار في الصراع المذكور سيكون مصريا وأن العقوبات التي سقطت على الكرة المصرية ستكون من نصيب الجزائر ومنتخبها القومي قبل أن يتأكد الجميع - يضيف المتحدث - أن كل ما قاله هؤلاء كان هراء وأن مصر لا تملك أي ملف يدين الجزائر لدى “الفيفا” بعد أن رفض رئيس الإتحاد الدولي استلام الملف المصري بحجة أنه لم يقدم في الآجال القانونية. وأضاف عبد المنعم بأن أقل شيء كان من واجب أعضاء “الجبلاية” القيام به للتكفير عن أخطائهم هو الاعتراف بالاعتداء الذي استهدف حافلة المنتخب الجزائري يوم 12 نوفمبر وتقديم اعتذار لأشبال سعدان ومن ثم احتواء الأزمة قبل اشتعالها على النحو التي هي عليه الآن وبالمرة الحفاظ على العلاقة الممتازة مع الشعب الجزائري البطل. حرب الدهشوري: “زاهر اعتمد على المسكنات والأيام فضحته“ من جانبه، انتقد الرئيس السابق للإتحاد المصري حرب الدهشوري الدور الذي قام به زاهر وحاشيته في الأزمة مع الجزائر متهما هؤلاء باتباع سياسة المسكنات التي أدت بالكرة المصرية إلى الهاوية، وذلك من خلال لجوئهم في كل مرة إلى الإدلاء بتصريحات نارية توحي أن مصر قد كسبت صراعها مع الجزائر لكن الأيام كشفت كل شيء -يقول الدهشوري- بعد أن تأكد الجميع أن الكلام شيء والواقع شيء آخر، ولم يتوان الدهشوري في اتهام زاهر وأتباعه بالخداع الممنهج والاستخفاف بعقول المصريين من خلال الاحتفال بالعقوبة التي سلطتها “الفيفا” على مصر بحجة أنها كانت مخففة وذلك بغرض إخفاء فشلهم الذريع في إدارة ملف الخلاف مع الجزائر وهو الخلاف الذي كان من الممكن احتواؤه -يضيف المتحدث- لو بادر مسؤولو الإتحاد المصري بالاعتراف بالاعتداء الذي تعرض له المنتخب الجزائري في القاهرة وطلبوا الصفح في الوقت المناسب. كما أبدى الدهشوري أسفه الشديد على إغلاق ملف لقاء أم درمان بحجة عدم توصل “الفيفا” بتظلم المصريين في الوقت المناسب، معتبرا ذلك بمثابة ضربة موجعة أخرى تتلقاها الكرة المصرية التي فقدت هيبتها واحترامها على الصعيد الدولي بعد عقوبات “الفيفا” الأخيرة. شوبير: “مصر دفعت ثمن استهتار زاهر وجهله بالقوانين“ ولم يختلف رد فعل الدولي المصري السابق أحمد شوبير عن ردود سابقيه، حيث جزم أن بلاده دفعت بخسارتها للصراع مع الجزائر ثمن استهتار وتراخي مسؤولي الإتحاد المصري وعلى رأسهم زاهر وأن جهل هؤلاء بالقوانين المعمول بها عالميا هو أحد الأسباب التي جعلت عقوبة “الفيفا” تقتصر على مصر دون الجزائر، كما اعترف شوبير أن العقوبة التي سلّطت على بلاده من قبل هيئة بلاتير تعد كارثة حقيقية بالنسبة للكرة المصرية بصرف النظر عن مضمونها بحكم أنها كرّست الإنتصار الجزائري وقدمت في المقابل المناصر المصري في صورة سيئة لنظرائه في كل العالم. كما أثنى المتحدث عن مسؤولي الإتحادية الجزائرية الذين أعدوا العدة -حسبه- لكل شيء ولم يتركوا أي مجال للصدفة من خلال اصطحابهم لصحافيين أجانب إلى القاهرة وتصوير كل شيء عن حادثة الاعتداء الذي استهدف رفقاء زياني، عكس زاهر وحاشيته الذين عجزوا في المقابل عن إعطاء دليل واحد ل “الفيفا” عن الاعتداءات المزعومة التي تعرض لها المصريون في السودان. سيّد جوهر: “سأمنح فرصة أخرى لزاهر للدفاع عن شرف مصر“ وكان آخر من حاورته الصحيفة المصرية حول أسباب فشل الإتحاد المصري في صراعه مع نظيره الجزائري هو رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشعب المصري (البرلمان في الجزائر) سيد جوهر الذي لم يتوان بدوره في اتهام زاهر وحاشيته بالكذب والنفاق خلال كامل الفترة الماضية والدعوة إلى محاسبتهم على ما اقترفوه في حق مصر، مضيفا أنه سيمنح رئيس الإتحاد المصري فرصة أخيرة للدفاع عن مصر وصون شرفها من خلال إعادة فتح ملف أحداث السودان. كما انتقد جوهر جهل أعضاء الإتحاد المصري للقوانين وتعاملهم السذج مع ملف أحداث القاهرة رغم استعانتهم بترسانة من المحامين الأوروبيين الذين يفترض أن لهم تجربة طويلة في التعامل مع مثل هذه القضايا. ------------------------------------------ زاهر: “موقف شدّاد كان وراء طي الفيفا لملف السودان“ في محاولة للدفاع عن نفسه أمام الحملة الشرسة التي تستهدفه من قبل الإعلام المصري بعد العقوبة التي سلطتها “الفيفا” على مصر على خلفية الإعتداء الذي استهدف حافلة “الخضر“ في القاهرة، أكد رئيس الإتحاد المصري سمير زاهر أنه لا يتحمّل أية مسؤولية في طي “الفيفا” ملف لقاء السودان وأن موقف محافظ هذا اللقاء السوداني كمال شدّاد وعدم تدوينه أي ملاحظة تدين الطرف الجزائري هو الذي أتى على الأحلام المصرية في معاقبة الجزائر، وأضاف زاهر في تصريح لصحيفة “المصري اليوم“ أن الإتحاد المصري قام بكل الإجراءات الضرورية لإدانة الجزائر من خلال الملف الذي أودعه لدى “الفيفا”، مؤكدا أنه لن يتنازل عن التظلّم الذي رفعه للإتحاد الدولي بخصوص ضرورة إعادة فتح ملف لقاء السودان حتى لو تطلّب الأمر اللجوء إلى المحكمة الرياضية الدولية. سحر الهواري: “مجهودات مصر لن تذهب سدى“ من جانبها وفي تصريح للصحيفة ذاتها أكدت رئيسة لجنة العلاقات الخارجية بالإتحاد المصري سحر الهواري أن هيئة زاهر سلكت الطريق الصحيح في إبلاغ شكواها ل “الفيفا” بخصوص أحداث لقاء السودان وأن الشكوى المذكورة أودعت في الوقت المناسب عكس ما يدعيه الإعلام المصري، وأضافت المتحدثة أن مجهودات الإتحاد المصري التي تمت تحت مراقبة محامين مصريين معروفين وحتى أوروبيين لن تذهب أدراج الرياح، وأن هيئة بلاتير ستنصف مصر عاجلا أم آجلا بعد إعادة فتح ملف اللقاء الفاصل الذي احتضنه ملعب أم درمان من جديد. زاهر يرفع شكوى ضد “الفيفا” لدى المحكمة الرياضية يحاول سمير زاهر -رئيس اتحاد الكرة المصري- تبرئة نفسه فيما يخص تقديم الملف المصري الخاص بما يسميه أحداث مباراة أم درمان، حيث قال: “إن الإجراءات تم تناولها بالشكل المناسب وفقا للوائح. وبالاتفاق مع المحامي السويسري، قدمنا الملف كاملا موثقا بصور للأحداث ولقطات تلفزيونية بعد يومين من المباراة التي أقيمت يوم 18 نوفمبر، وبناء على الشكوى تم فتح الملف وتم العمل فيه لمدة 4 أشهر، لكن لجنة الانضباط رأت بعد هذه الفترة أن الشكوى مرفوضة بحكم أن المراقب لم يذكر شيئا في تقريره، إضافة إلى أن الجزائر ليست لها علاقة بالتنظيم“. وأكد زاهر تمسك اتحاد الكرة بحق التظلم للجنة الانضباط في مرحلة أولى ثم اللجوء إلى لجنة التظلمات قبل التصعيد للمحكمة الرياضية فيما يخص ما يدّعيه عن تعرض حافلة المنتخب المصري إلى الاعتداء من جانب بعض المشجعين الجزائريين، حيث قال: “بدأنا في الإجراءات وواثقون من قبول التظلم”. ورفض زاهر تحميل اتحاد الكرة مسؤولية رفض التظلم مرجعا ذلك إلى محاولة لجنة الانضباط رفع الحرج عن الاتحاد الدولي باعتباره المسؤول عن التنظيم وأن أي خلل يدين “الفيفا” نفسها. زاهر: “الاتصال مع الجزائر سيكون عبر الجهات السياسية“ وفي هذا السياق، أكد زاهر أن عملية الاتصال مع الجزائر في الفترة المقبلة ستكون من اختصاص جهات عليا سياسية وليس اتحاد الكرة، وقال في اتصال هاتفي مع قناة “دريم” المصرية الخاصة مساء الجمعة أن المجلس القومي للرياضة ووزارة الخارجية ستقومان في الفترة المقبلة بإجراء الاتصالات لازمة مع الجانب الجزائري، خاصة خلال مباريات شبيبة القبائل مع الأهلي والإسماعيلي المصريين في دوري أبطال إفريقيا، وهو دليل قاطع على أن زاهر يرفض التعامل رياضيا ويريد تسييس الأمور وجعلها أمورا على أعلى مستوى، بالرغم من أنها مباريات أندية لا غير. ----------------------------------- وزارة الخارجية المصرية: “لم نُحذّر فريقي الأهلي والإسماعيلي من اللعب في الجزائر“ من جانب آخر نفى مصدر دبلوماسى رفيع المستوى الأنباء التي ذكرتها بعض وسائل الإعلام المصرية في اليومين الماضيين عن أن وزارة الخارجية حذرت اتحاد الكرة المصري من إقامة مباريات ناديي الأهلي والاسماعيلي في دور المجموعات في دوري أبطال إفريقيا أمام شبيبة القبائل في تيزي وزو. وقال المصدر لجريدة “المصري اليوم” إن هذا الأمر غير صحيح بالمرة، مشددا على أن الخارجية المصرية لم تصدر أي تحذيرات حول هذا الأمر. وكانت بعض وسائل الإعلام المصرية وبعدها العربية ذكرت أمس أن الخارجية المصرية حذرت عبر خطاب رسمي الاتحاد المصري لكرة القدم من إقامة مباريات ناديي الإسماعيلي والأهلي في دوري أبطال إفريقيا أمام شبيبة القبائل على ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو ملعب الشبيبة، وطالبت الاتحاد بالتحرك السريع لتفادى إقامة مباراتي الفريقين المصريين على ذلك الملعب، وذلك بعد تلقي وزارة الخارجية المصرية أخيرا معلومات من السفارة المصرية في الجزائر تفيد أن هناك مخاطر على فريقي الإسماعيلي والأهلي في حال إقامة مباراتيهما على ملعب أول نوفمبر، لأن التأمين اللازم في الملعب غير كاف، إضافة إلى أن الطرق المؤدية إليه غير مؤمنة بالشكل المطلوب، وهذا دليل آخر على أن بعض وسائل الإعلام تريد خلق بلبلة جديدة مستغلة مباريات الأندية الجزائرية مع المصرية، بعدما كانت السبب في إشعال نار الفتنة بين مباريات المنتخبين.