بالنظر إلى الالتهاب الذي مس كل شيء واستبعاد مشاريع الزواج من طرف العديد من الشبان كونها مشاريع تتطلب (الشكارة) حسب رأي الكل في الوقت الحالي، راحت الأسر التي تتخوف على مصير بناتها إلى تيسير الأمور على الخاطبين في ظل الارتفاع المذهل الذي يمس أغلب مستلزمات العرس على رأسها الذهب، وسعت في ذلك أغلب الأسر إلى الاعتماد على طريقة (اكسي وادّي) في تجهيز الفتاة وهي طريقة شائعة في مجتمعنا منذ وقت طويل تلاشت لتعاود الظهور من جديد في ظل الغلاء الذي مس كل شيء في الوقت الحاضر· غلاء المهور الذي تعرفه العديد من الولايات لم يعد له حضور في العاصمة وما جاورها من ولايات على غرار البليدة، تيبازة، المدية، بومرداس تيزي وزو··· لاسيما مع الظروف الاجتماعية التي يتخبط فيها أغلب الشبان مما أدى بالأسر إلى المسارعة على تيسير خطوة الزواج باعتبارها خطوة تصعب على الكل في الوقت الحاضر، فالتكاليف الباهظة التي يتطلبها المشروع والتي تقع في مجملها على الرجل من توفير السكن والأثاث وتجهيز الفتاة رأى البعض ضرورة الإنقاص منها لتحقيق التوازن وعدم إثقال كاهل الخاطب، وصارت العديد من الأسر تسير وفق طريقة (اكسي وادي)، بحيث لا تشترط على العريس أي شيء ويجهز الفتاة وفق قدراته المادية خاصة وأن السعادة الزوجية وتحقيق الطمأنينة أهم من تلك الشكليات التي تعيق استكمال خطوة بناء بيت· في هذا الصدد اقتربنا من البعض لرصد آرائهم خاصة وأننا على وشك الدخول في موسم الأعراس والأفراح تزامنا مع بدء موسم الحرارة فوجدنا من هم على أهبة الاستعداد لاستكمال نصف دينهم، منهم الآنسة فتيحة التي قالت إن زواجها سيكون بعد بضعة أشهر وهي تحضر الجهاز على قدم وساق، أثارنا فضولنا إلى معرفة مهرها فقالت إنها طلبت خمسة ملايين سنتيم إضافة إلى عقد ذهبي، فخطيبها عاملٌ بسيط ليست له القدرة على اقتناء طاقم ذهبي تعادل قيمته عشرات الملايين في الوقت الحالي، لتضيف أنها وأهلها عولوا على تيسير الخطوة فالمهم هو الهناء والسعادة والعِشرة الحسنة فيما بين الزوجين بعيدا عن كل تلك الشكليات التي تتهافت بعض الأسر عليها· الشاب كريم هو الآخر قال إنه سيقدم على مشروع زواج إلا أنه اتفق مع خطيبته على ضرورة تخفيف متطلباتها وأهلها فكانت متفهمة جدا، حتى أنها ستساعده في بعض المستلزمات لاسيما وأنها عاملة، وقال إن لولا تفهمها لأقلع عن فكرة الزواج برمتها خاصة وأنه مشروع ضخم في الوقت الحالي يتطلب العديد من التكاليف المادية· وحتى المهور التي كانت تصل إلى 12 و10 ملايين خفضتها الأسر إلى 8 وحتى 5 ملايين، أما الذهب فغابت الأطقم الذهبية وعوضتها القطع، ما فرضه غلاء الأطقم التي وصلت إلى حدود 25 و30 مليون سنتيم، إضافة إلى التكاليف الأخرى التي تتطلبها الأعراس الجزائرية وفقا للعادات والتقاليد، وبالتالي كان لغلاء المهور والشروط الصعبة التي تشترطها الأسر وتربطها دوما بقيمة الفتاة الدور الكبير في العزوف عن الزواج ومن شأن التخفيف من تلك الشروط أن يشجع أكثر على إتمام مشروع الزواج·