في غياب الرقابة على الأنترنت منحرفون يستغلون الأطفال للترويج للشذوذ عرفت الاعتداءات الجنسية على الفتيات القاصرات في الجزائر ذروتها لاسيما في الآونة الأخيرة، وانتشرت الفضاءات لممارسة الرذيلة ليساهم تجار العمل المخل بالحياء بنشاطهم الأخلاقي في سبيل إشباع غرائزهم مقابل ذلك، ووصل هذا الفساد الأخلاقي إلى عالم الأنترنت، حيث أصبحت بعض المواقع تشغل الأطفال بعرض صور مخلة بالحياء تمس ببراءتهم في غياب الرقابة التامة، حيث أصبح الأطفال القصر عرضة للضياع أمام تزايد الفساد الأخلاقي في معظم الأماكن العامة أو الخاصة خصوصا مع انتشار وسائل عدة يستخدمها ذوو القلوب المريضة في تلبية شهواتهم· والأدهى من ذلك انتشرت ظاهرة خطيرة تتمثل في استغلال بعض المواقع على شبكة الأنترنت لبراءة الأطفال واستخدامها في الترويج للفساد الأخلاقي بعرضهم صورا إباحية تخدش الحياء، ولقد أصبحت هذه الفئة لقمة سائغة وسهلة لمثل هذه المواقع سواء لتصفح صفحات الجنس والأفلام الإباحية وكل ما يتعلق بها، حيث أن هذه المواقع تغري الأطفال وتدعوهم إلى (مسايرة الحياة بكل حرية وطلاقة) وذلك عن طريق انغماسهم وانخراطهم في بعض الجمعيات الشاذة التي تدعو إلى ممارسة الشذوذ وذلك بعد الضغط عليهم من خلال عرض مشاهد الأطفال وهم يمارسون أو يمارس عليهم الشذوذ وهذا لجلب أكبر نسبة من الأطفال كفريسة سهلة المنال لأجل تسويق بضاعتهم الدنيئة والرخيصة، بالرغم من حرص أصحاب نوادي الأنترنت على نزع الحواجز بين كل جهاز وآخر وهذا تجنبا للدخول إلى هذه المواقع، إلا أن بعضا منهم يمتاز بالدهاء والبراعة في مثل هذه الأشياء ويصلون إلى مبتغاهم بأي طريقة كانت، وحرصا على سلامة الأطفال والمحافظة عليهم من تدنيس شرفهم وبراءتهم من الانغماس في الأعمال المخلة بالحياء أصبح الأولياء يقومون بمرافقتهم إلى مقاهي الأنترنت· وتجدر الإشارة إلى أن استغلال الأطفال جنسيا لا تقتصر على المواقع، فالكثير من هذه الجرائم امتدت إلى المؤسسات التربوية عند انعدام الضمير وفضاءات الشغل وبعض النوادي وأصحاب بعض المهن الذين يوظفون الأطفال مقابل ذلك يستغلونهم ويمارسون عليهم كل الطرق الجنسية مقابل مبالغ مالية زهيدة، وحتى الأطفال خادمي الأثرياء يتم استغلالهم وأمام التهديد بالطرد ينصاع هؤلاء بالرضوخ لهم، وأمام العادات التقاليد والحساسية يتحاشى الحديث عن مثل هذه الأمور غير الأخلاقية لذلك يتكتم الأطفال عن الحالات الجنسية التي تعرضوا لها خوفا من آبائهم إلا البعض منها والتي يكتشف أمرها وتعرض أحيانا في جلسات سرية بالمحاكم، ويبقى الأطفال يتعرضون لهاجس التحرش الجنسي ليس في الوطن العربي فقط بل في أقطاب العالم كله وهذا في ظل غياب الوعي وانعدام الضمير والانتشار المذهل للفضاءات والتي انتشرت كالطفيليات والتي تساهم في تفاقم الآفة·