تتخوف العديد من العائلات من عودة موجة الإضرابات المتقطعة التي مست قطاع التربية في أواخر السنة، وفي ظروف حساسة جدا خاصة وأنها الفترة التي عادة ما تقترن بإجراء امتحانات مصيرية تخص تلاميذ مرحلة المتوسط وكذا ممتحني شهادة البكالوريا، لاسيما وأن المعلمين عادة ما يمسكون الكل مسكة موجعة ويراهنون بمستقبل التلاميذ في كل مرة لتحقيق مطالبهم من طرف الوزارة المعنية· حتى أنها الفترة التي دخل فيها الطلبة في غمار التحضير لتلك الامتحانات المصيرية المتعلقة بشهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا، بما لا يتوافق مع شن تلك الإضرابات نهاية السنة التي تعتبر فترة حساسة وفترة امتحانات ومن شأن تلك الإضرابات المتقطعة التي كان آخرها منذ يومين أن يخلط الحسابات على الطلبة الذين بدؤوا تحضيراتهم لتلك الامتحانات المصيرية· في هذا الصدد اقتربنا من بعض الأولياء الذين أبانوا استياءهم من الوضعية التي صارت المنظومة التربوية تتخبط فيها بعد أن باتت عرضة لتلك الإضرابات المتتالية على مدار السنة، ولم تسلم منها حتى الفترة الأخيرة من الفصل الأخير الذي يسبق الامتحانات النهائية باعتبارها فترة حساسة تؤثر على معنويات التلاميذ ومردودهم الدراسي· التقينا بسيدة على مستوى متوسطة الصومام بباب الوادي فقالت إنه من غير اللائق أن يستعمل التلاميذ كورقة للمطالبة ببعض المطالب التي يرفعها الأساتذة في كل مرة، وقالت إن في ذلك مضيعة لمستقبل التلاميذ بعد سنة دراسية تسلسلت فيها موجة الإضرابات المتقطعة لنتصادف بها حتى في أواخر العام الدراسي دون أدنى اهتمام بمخلفاتها السلبية على التلاميذ خاصة المقبلون على اجتياز امتحانات مصيرية، وقالت إنها شخصيا تتخوف على ابنتها التي سوف تجتاز شهادة التعليم المتوسط مما أدى بها إلى إدراجها بمدرسة خاصة لتدارك الوضع والاستفادة من ساعات إضافية هناك، خاصة وأن ساعات الدوام بالمدرسة صارت مهددة بتلك الإضرابات ومن شأن التأخر في الدروس أن يخلط الحسابات على التلاميذ في حال ما أجبر الأساتذة على استكمال البرنامج في ظرف وجيز تبعا للمواعيد المقررة· نفس ما راح إليه سيد آخر الذي قال إن الكل مل من سيناريو الإضراب المتكرر بقطاع التعليم، فكل الموظفين في نفس القوقعة، ووجب على المعلمين التحلي بروح المسؤولية والقناعة وعدم استعمال التلاميذ كوسيلة للمطالبة بالحقوق والمراهنة بمصيرهم في كل مرة، خاصة وأننا على أبواب الامتحانات النهائية التي لم يعد يفصلنا عنها سوى شهر واحد· وكان الإقبال متزايدا على المدارس الخصوصية من طرف التلاميذ وأوليائهم بعد أن وجدوا فيها الحل الذي يعوض فيه الأبناء الساعات الضائعة بسبب الإضراب، خاصة وأن هنالك أساتذة مجندين لتدريس التلاميذ بعد أن تفرض على المدرجين بها مبالغ باهظة مقابل الاستفادة من الدروس الخصوصية، وكأن غاية الأستاذ في الوقت الحالي حسب بعض الأولياء الحصول على الأموال في ظل غياب الضمير المهني، ما يظهرمن خلال جعل التلاميذ كوسيلة لتحقيق مطالبهم من طرف الوزارة الوصية·